العراق وخطر الأقطاب الدخيلة وإستهتار النظام السياسي
العراق وخطر الأقطاب الدخيلة وإستهتار النظام السياسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الواقع العراقي بكل اشكالاته وأزماته المستعصية هو نتاج للعوامل الداخلية الفاعلة فيه من قبل وبعد السقوط مضافاً لعوامل خارجية كانت لها ألاثر الكبير في أشكالاته ,معضلة الحكم السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية المذلة للمجتمع العراقي، والمعبئة للقوى المعادية لاستقرار العراق وأمنه وتقدمه. والجدل الحاصل حول الرئاسات الثلاث وتغييب وتخدير الجماهير المنتفضة بهزلية المسرحيات التي تحاك داخل قبة البرلمان جعلت المثل الشعبي ينطبق على الوضع العراقي الراهن.(عرب وين طنبورة وين)
وحتى نقترب اكثر من الوضع الراهن فاننا نشير الى اخطار قد ألمت بالعراق كان أولها ماخلفته أمريكا من نتاج وتشكيل النظام السياسي المبني على الطائفية والمحاصصات والذي كان ومازال يشكل خطرا جسيما على العراق وشعبة تلاه الخطر المحدق الثاني المتمثل بالوجود الإيراني، السياسي والعسكري والاجتماعي والثقافي والأمني والإعلامي، بالعراق، ومعه كل التشكيلات السياسية والعسكرية التي ساهمت بتأسيسها إيران أو تدعمها بالعراق، إنها بعض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، إنها كل المليشيات السياسية الطائفية الشيعية، التي تشكل دولة داخل دولة وقوة عسكرية موازية،
والخطر الثالث المتدخل الجديد تمثل بالوجود السعودي المبني على المصلحة الذاتية خلافا على ماتدعو وتصرح به لاننسى دور ولعب المؤسسة الدينية والمذهبية الشيعية والمؤسسات الدينية السنية دوراً معمقاً للصراع من خلال مواقفها المؤيدة للأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية، الشيعة منها والسنية، مما أضاف دوراً سلبياً كبيراً في وصول القوى الطائفية السياسية إلى السلطة لتمارس دورها الاستبدادي والفاسد في حكم البلاد. ومع إنها تحاول في الآونة الأخيرة إدانة تلك السياسات، كان الأفضل لها منذ البدء الابتعاد عن السياسة التي تسيء لها وللمجتمع والدولة المدنية..مانراه انها تتخذ منهج الاقوى اينما كان الاقوى تكن معه وهذا ماكشفه الواقع !! وهذا ما أكد عليه المرجع الصرخي في بيانه الاخير حول هذه المرجعية الكهنوتية المصلحية في مخادعة الشعب واللعب بالورقة الرابحة لها متى ماحان وكشف زيفها وكذبها غردت بشيء جديد !حيث ذكر واصفاً( إنْ حصلَ إتفاق بين دول مَحاور الصراع على حلٍّ أو شخصٍ معيّن، فإنّه يرجع الى التنافس والصراع المسموح به فيما بينهم والذي يكون ضمن الحلبة والمساحة التي حدّدتها أميركا، فالخيارات محدودة عندهم، وبعد محاولة أحد الأقطاب تحقيق مكسب معين، وتمكّن القطب الاخر من إفشال ذلك، فإنهم سيضطرّون الى حلٍّ وسطي ومنه الرجوع الى ما كان !!
5ـ أما اتفاق السيستاني معهم فلأن وظيفته لا تتعدى ذلك، أي لا تتعدى مطابقة وشَرْعَنة ما يريدُه الأقوى، فكيف اذا كانت الأطراف المتصارعة كلها قد اتفقت على أمر معين؟!)
في الوقت الذي يواجه الشعب العراقي هذه الأخطار الجدية المباشرة، نرى قادة الكتل السياسية ترقص على حبال كسب الوقت لتفادي استحقاق التغيير الجذري للنظام السياسي، ولكنها يمكن أن تكون رقصة موتها ايضاً، وفي مستقبل ليس ببعيد جداً، لأنها ترفض التنازل عن بغلتها وعن حصتها في التكوين الوزاري القائم على المحاصصة الطائفية المرفوضة..
ومن هنا ندعو ونأمل كما ذكر المرجع الصرخي بنفس البيان (أرجو وأدعو الله تعالى أن تحصلَ صحوةُ ضميرٍ حقيقية عند الرموز والقيادات المؤثرة فتكون صادقة وصالحة لقيادة الجماهير نحو التغيير والإصلاح الجذري الكلي وتحقيق الخلاص، وسنكون جميعا معهم.) ..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
مواضيع ومقالات مشابهة