الحوار والتقريب بين الأديان والمذاهب.. رسالة المرجع الصرخي.
الحوار والتقريب بين الأديان والمذاهب.. رسالة المرجع الصرخي.
كثيرة هي المشتركات والثوابت التي يُجمع عليها المسلمون بكل مذاهبهم، وكثيرة هي الإرشادات والمواقف العملية التي صدرت من نبي الإسلام، والتي يدعوا من خلالها إلى التوحد ونبذ الفرقة، إلا أن ثمة من يعزف على أوتار الفرقة والتمزق والتشرذم والتقاتل، فراح يركز على مواطن الاختلاف بين المسلمين ويعمقها ويفعلها ويعطيها بعدا ضروريا ويمنحها من الأولوية لدرجة انه يقفز على المشتركات ويهمشها ويلغيها، فتحول الاختلاف في وجهات النظر والعقيدة إلى سرطان ينهش الجسد الإسلامي، ويفكك وحدتهم، ويقطع أوصالهم، بعد أن تم إخراجه من دائرة الفكر والرؤى والحوار والمجادلة بالحسنى والموعظة الحسنة، إلى جحيم السباب واللعان والتكفير والفرقة والتقتيل والتهجير والاعتداء على الحرمات والمقدسات، فدُفِعت الناس (وخصوصا في العراق) دفعا إلى دوامة العنف والمحرقة الطائفية، فضلا عن عكس صورة سيئة عن الرسالة السمحاء التي بُعث فيها نبينا الأقدس ليكون رحمة للعالمين ينعم تحت كنفها الناس أجمعين مهما كان انتمائهم الديني أو المذهبي أو العرقي أو غيره.
لقد تناول المرجع العراقي الصرخي حالة الاختلاف الفكري والعقائدي الموجود بين المسلمين بصورة موضوعية حيادية في بيان رقم – 56 – (( وحدة المسلمين …. في …. نصرة الدين )) الصادر بتاريخ 20/ربيع الثاني/1429 هـ الموفق27- 4- 2008، أي قبل أكثر من ثماني سنوات، دعا فيه إلى نبذ الخلاف والفرقة واحترام الرأي والفكر والعقيدة وعدم جعل الخلاف الفكري والعقائدي سببا للفرقة والتكفير والتقاتل، فكان مما ذكره المرجع الصرخي في البيان المذكور قوله : ((ابناءنا اعزاءنا اهلنا السنة والشيعة لو تنازلنا عن كل ما ذكرناه أعلاه ..ولو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتبكم السنية تجاه الشيعة … وكذا العكس أي لو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتب الشيعة تجاه السنة …
فما هو الحل حسب رأيكم نبقى نتصارع ونتقاتل ونكفر بعضنا بعضا وتسفك الدماء وتنتهك الإعراض وتسلب الأموال ويبقى يتفرج علينا الأعداء بل يزداد الأعداء بنا فتكاً وانتهاكاً وسلبا وغصبا …
اذن، ما هو دور العلماء والمجتهدين من الطرفين فهل يرضون بهذا التناحر والشقاق وسفك الدماء المتأصل لقرون عديدة والذي زاد ويزيد فيه أعداء الإسلام …إذن ، ليعمل المجتهد باجتهاده لمليء الفراغ وحل المتزاحمات وتقديم الأهم على المهمات وليراعي ويلاحظ العالم المجتهد المصالح والمفاسد ويعمل بالاستحسان أو أي دليل يعتقده … فالمهم والمهم والاهم الدماء والإعراض والأموال.
وفي الختام أقول :: الذي نعتقده ونتيقنه إن كلامنا ومعتقدنا أعلاه يمثل الخط العام والسواد الأعظم من المسلمين الشيعة والسنة ……… وها نحن وبأمر الله والقران والإسلام والإنسانية والأخلاق .. ونيابة عن كل الشيعة والسنة ممن يوافق على ما قلناه … نمد إليكم يد الإخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق والأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء …. فهل ترضون بهذه اليد أو تقطعونها … والله والله والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى والأخرى والأخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)).
العودة إلى الثوابت التي تجمعنا والمواقف التي توحدنا وتحقن دمائنا وتصون مقدساتنا ضرورة ملحة فضلا عن كونها منهج قرآني إنساني كأمة بُعث نبيها ليكون رحمة للعالمين والناس أجمعين، فحري بنا أن ننطلق من تلك الثوابت ونعمل على تقليص المسافات والتقريب بين المذاهب والديانات لنكون خير امة أخرجت للناس تحمل رسالة الإسلام الإلهي الذي يكفل حقوق الجميع ويصون كرامتهم مهما كان دينهم وانتمائهم وعقيدتهم، ونبتعد عن كل فكر متطرف يتغذى عليه الطائفيون والتكفيريون، فبتقاربنا وتوحدنا نستطيع مواجهة طوفان التطرف الذي يقف ورائه أعداء الإسلام والإنسانية ونبرز الرسالة السمحاء التي جاء بها نبي الإسلام من خلال تبني الفكر المعتدل والالتفاف حول القيادات المعتدلة التي ترجمت منهج الوسطية والاعتدال إلى سلوك ومواقف وخطابات وليست مجرد دعاية إعلامية لتحقيق مكاسب شخصية...
بقلم
احمد الدراجي
كثيرة هي المشتركات والثوابت التي يُجمع عليها المسلمون بكل مذاهبهم، وكثيرة هي الإرشادات والمواقف العملية التي صدرت من نبي الإسلام، والتي يدعوا من خلالها إلى التوحد ونبذ الفرقة، إلا أن ثمة من يعزف على أوتار الفرقة والتمزق والتشرذم والتقاتل، فراح يركز على مواطن الاختلاف بين المسلمين ويعمقها ويفعلها ويعطيها بعدا ضروريا ويمنحها من الأولوية لدرجة انه يقفز على المشتركات ويهمشها ويلغيها، فتحول الاختلاف في وجهات النظر والعقيدة إلى سرطان ينهش الجسد الإسلامي، ويفكك وحدتهم، ويقطع أوصالهم، بعد أن تم إخراجه من دائرة الفكر والرؤى والحوار والمجادلة بالحسنى والموعظة الحسنة، إلى جحيم السباب واللعان والتكفير والفرقة والتقتيل والتهجير والاعتداء على الحرمات والمقدسات، فدُفِعت الناس (وخصوصا في العراق) دفعا إلى دوامة العنف والمحرقة الطائفية، فضلا عن عكس صورة سيئة عن الرسالة السمحاء التي بُعث فيها نبينا الأقدس ليكون رحمة للعالمين ينعم تحت كنفها الناس أجمعين مهما كان انتمائهم الديني أو المذهبي أو العرقي أو غيره.
لقد تناول المرجع العراقي الصرخي حالة الاختلاف الفكري والعقائدي الموجود بين المسلمين بصورة موضوعية حيادية في بيان رقم – 56 – (( وحدة المسلمين …. في …. نصرة الدين )) الصادر بتاريخ 20/ربيع الثاني/1429 هـ الموفق27- 4- 2008، أي قبل أكثر من ثماني سنوات، دعا فيه إلى نبذ الخلاف والفرقة واحترام الرأي والفكر والعقيدة وعدم جعل الخلاف الفكري والعقائدي سببا للفرقة والتكفير والتقاتل، فكان مما ذكره المرجع الصرخي في البيان المذكور قوله : ((ابناءنا اعزاءنا اهلنا السنة والشيعة لو تنازلنا عن كل ما ذكرناه أعلاه ..ولو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتبكم السنية تجاه الشيعة … وكذا العكس أي لو سلمنا بحقيقة ما موجود في كتب الشيعة تجاه السنة …
فما هو الحل حسب رأيكم نبقى نتصارع ونتقاتل ونكفر بعضنا بعضا وتسفك الدماء وتنتهك الإعراض وتسلب الأموال ويبقى يتفرج علينا الأعداء بل يزداد الأعداء بنا فتكاً وانتهاكاً وسلبا وغصبا …
اذن، ما هو دور العلماء والمجتهدين من الطرفين فهل يرضون بهذا التناحر والشقاق وسفك الدماء المتأصل لقرون عديدة والذي زاد ويزيد فيه أعداء الإسلام …إذن ، ليعمل المجتهد باجتهاده لمليء الفراغ وحل المتزاحمات وتقديم الأهم على المهمات وليراعي ويلاحظ العالم المجتهد المصالح والمفاسد ويعمل بالاستحسان أو أي دليل يعتقده … فالمهم والمهم والاهم الدماء والإعراض والأموال.
وفي الختام أقول :: الذي نعتقده ونتيقنه إن كلامنا ومعتقدنا أعلاه يمثل الخط العام والسواد الأعظم من المسلمين الشيعة والسنة ……… وها نحن وبأمر الله والقران والإسلام والإنسانية والأخلاق .. ونيابة عن كل الشيعة والسنة ممن يوافق على ما قلناه … نمد إليكم يد الإخاء والمحبة والسلام والوئام يد الرحمة والعطاء يد الصدق والأخلاق الإسلامية الرسالية الإنسانية السمحاء …. فهل ترضون بهذه اليد أو تقطعونها … والله والله والله حتى لو قطعتموها سنمد لكم الأخرى والأخرى والأخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)).
العودة إلى الثوابت التي تجمعنا والمواقف التي توحدنا وتحقن دمائنا وتصون مقدساتنا ضرورة ملحة فضلا عن كونها منهج قرآني إنساني كأمة بُعث نبيها ليكون رحمة للعالمين والناس أجمعين، فحري بنا أن ننطلق من تلك الثوابت ونعمل على تقليص المسافات والتقريب بين المذاهب والديانات لنكون خير امة أخرجت للناس تحمل رسالة الإسلام الإلهي الذي يكفل حقوق الجميع ويصون كرامتهم مهما كان دينهم وانتمائهم وعقيدتهم، ونبتعد عن كل فكر متطرف يتغذى عليه الطائفيون والتكفيريون، فبتقاربنا وتوحدنا نستطيع مواجهة طوفان التطرف الذي يقف ورائه أعداء الإسلام والإنسانية ونبرز الرسالة السمحاء التي جاء بها نبي الإسلام من خلال تبني الفكر المعتدل والالتفاف حول القيادات المعتدلة التي ترجمت منهج الوسطية والاعتدال إلى سلوك ومواقف وخطابات وليست مجرد دعاية إعلامية لتحقيق مكاسب شخصية...
بقلم
احمد الدراجي
مواضيع ومقالات مشابهة