ظهور المنتظر ودور والانصار (الخضر والتطبيقات).
في الروايات أنما سمي الخضر خضرا لأنه لا يجلس في مكان إلا وأصبح أخضرا كما في الأخبار. واللون الأخضر إنما يدل على الحياة والجنة والثياب الخضر فيها إنما كذلك.
وواهم من يتصور أنه سيشاهد الخضر عند ظهور المنتظر فالقضية اكبر من أن تنالها أذهان العوام. فلن نشاهد أبداً شخصاً سيقف يوماً ويقول أنا الخضر.
فما هي قصة الخضر مع الغائب المنتظر وكيف نعرف الفرج من خلال التعبير الرمزي والكنائي.
كيف نفهم الظهور من زاوية قضية الخضر وموسى عليهم السلام؟ . ففي الأخبار وكما في الحديث المروي في الإكمال (- " إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها ، يرتاب فيها كل مبطل ، فقلت : ولم جعلت فداك ؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم ؟ قلت : فما وجه الحكمة في غيبته ؟ قال : وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره ، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره ، كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار لموسى عليه السلام إلى وقت افتراقهما . يا ابن الفضل : إن هذا الأمر أمر من ( أمر ) الله تعالى ، وسر من سر الله ، وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف " )
وهنا لو وقفنا على سر الغيبة من زاوية هذا الحديث ودققنا النظر ملياً لوجدنا أن سر الغيبة لا يكشف إلا بعد الظهور. ولكن من الناحية الرمزية حين ألمع الإمام سلام الله عليه إلى وجه الشبة والسر بين قضية الخضر وموسى في الظهور ومشابهتها لانكشاف سر الغيبة فأن ذلك يعني أمكان فهم تلك القضية ولو على نحو التأويل والرمز والإشارة وهذا ما سنفعله بإذن الله تعالى.
أن الأفعال الثلاثة للخضر أمام موسى يمكن أن تكون على الوجه التالي في عصر الظهور .
أولا قتل الغلام وهذه المهمة لا يمكن أن تقع على وجه الحقيقة في عصر الظهور لان الأحكام لا تتبدل فحلال محمد حال وحرامه حرام إلى يوم القيامة وهو صلى الله عليه واله يقول أمرت أن احكم بالبينات كما روي.. فلن يكون هنالك شخص يقال له الخضر سيقتل نفسا زكية أمام أعين الجمهور لأن هذا محرم. أذن ما الذي سيكون؟ وكما قلنا على نحو التأويل والأطروحة.
يجب أن ننتبه إلا أن موسى بمكانته لم يدرك حقيقة هذه النفس التي قتلها الخضر فكان موسى يتعامل معها على إنها إنسان سوي إلا أن الخضر كان يرى المستقبل ويرى استفحال هذه النفس ونتائجها السلبية على الوالدين بما تسببه لهما من أن ترهقهما طغيانا وكفرا. فانظر إلى بقاء هذا العنوان واستفحاله واستغلاله من قبل البعض.. فلنفهم
الآن لنتطرق إلى النفس الزكية التي تقتل في عصر الظهور طبعا هنالك عدة محتملات للنفس الزكية كما عبر احد الباحثين ونحن نظيف هذه المحتمل..
وهي أن المقصود بالنفس الزكية هو عنوان محمد بن الحسن المولود في عام 255 هجري وهذا لم يكن شخصا بل كان مجرد عنوان للغيبة في عام 255 كانت الغيبة وكان قد وضع للمهدي عنوان رمزي فقط .. ولهذا عندما وجد البعض انه لا يوجد دليل على ولادة المهدي شككوا بقضية السفراء واعتقدوا أنهم افتتحوا دكانه في حال أنهم رضوان الله عليهم كانوا يعملون ضمن تخطيط دقيق .. وعلى أية حال.
هنا عند الظهور أو عندما يأتي المهدي وهو رجل من ذرية فاطمة عليها السلام في آخر الزمان يكون دور النفس الزكية والعنوان الرمزي للغيبة قد انتهى.. فأذن قتل العنوان (النفس الزكية) هو قتل معنوي قتل النفس الزكية هو قتل رمزي. وهي مناسبة للخضر الذي أيضا لا يرى فالمشابهة من هذه الناحية .. فمن يفعله؟
وأرجو الانتباه هنا
هنا واهم جدا جدا من يعتقد أن الشخص الذي يكتب حول ولادة المهدي آخر الزمان هو الخضر هذا جهل وغباء عن البعض .. لماذا؟ لأنه لا يوجد شخص يستطيع إنهاء معتقد في نفوس الناس قد رسخ منذ أكثر من ألف ومئة عام في ظرف أيام قلائل تساوق مرحلة الظهور أو الفرج. هذه نقطة .. النقطة الأخرى هناك الكثير ممن قال أن الشيعة هم من اخترع هذه العنوان وأن محمد بن الحسن ليس عنوان حقيقي وهناك من قال بعدم ولادته .. فهؤلاء أيضا أعطوا أدلة على عدم ولادة محمد بن الحسن فهل هم الخضر بالتأكيد كلا.. وكما قلنا لا يوجد ولن يظهر شخص بعنوان محمد بن الحسن.
وبعض الروايات تقول أنه يسلم على الأئمة فيسمعونه ولا يرونه .. إذن فهو لا يرى.
إذن كيف سيكون الأمر؟ .
إذا انطلقنا من زاوية فهم حقيقة الدجال من شخص حتى يتحول إلى حضارة .. والسفياني من شخص إلى قوى .. فكذا هو الخضر أو تأثر الخضر عليه السلام فهو تعبير عن أولئك الأنصار الذين لا يرون إلا الحق أمامهم دون النظر إلى العناوين فتزول العناوين والعنوان الأساس هو بمثابة النفس الزكية التي ينظر لها الناس إلى أنها زكية لا تمس ولا يمكن تجاوزها ويتجه نظر الأنصار إلى الحق والعدل أينما وجد ولو بمخالفة من لا يستطيع معهم صبرا. عند ذلك إذا وصلوا إلا هذه المرحلة كان الفرج لا محالة..
تقول الرواية.( إن المهدي لايخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض ، فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، وهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ) طبعا لا ننسى أن العنوان الرئيس للنفس الزكية يطلق عليه محمد بن الحسن أو الغلام
ولربما لو حملنا تأويل الفعلين الآخرين من قضية الخضر وموسى عليهما السلام لاتضح المطلب
وباختصار
السفينة كانت لمساكين في البحر ... ومثل هذا السفينة سفينة ال محمد صلى الله عليه واله ( مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ) فالسفينة تعني النجاة فأي خرق اكبر من أن تخرق ربان السفينة وعنوانها الأساس وهو محمد بن الحسن .. فعلا كأنما من يفعل هذا الفعل كأنما يريد خرق السفينة وإغراق الأمة
فهل يستطيع شخص ان يخرق هذه السفينة على المعنى الرمزي ؟ الجواب كلا . لكن من الناحية العملية مسيرة الأنصار تغير المعادة وكأنه خرق للسفينة من الناحية العملية. إلا أنها فالحقيقة انتصار للمساكين وللمستضعفين في الارض
يبقى الجدار
الجدار دائما هو الحصن والمانع .. وأي حصن أفضل من حصن وجدار الدين فهو المنعة الكبيرة من دخول شياطين الجن والإنس .. وهذا الجدار أو الدين الذي يريد أن ينقض في عصر الظهور (عصر الفساد) لا يقيمه إلا الأنصار فحتى المهدي لا يستطيع بمفرده إقامة الحق ولهذا إقامة هذا الجدار تعبر عن حركة الأنصار وتحملهم المسؤولية في إعادة تقويم الاعوجاج والانفلات بلا مقابل .. وفي الحقيقة لربما معنى من معان الجدار هي الشعائر التي من خلفها يوجد كنز الظهور فمن ينظر إلى الجدار وتقويمه يراه عمل بلا قيمة ولربما ينبغي اخذ الأجر عليه إلا انه من خلفه قيمة كبيرة. لكن أقامة هذا الشعائر تؤدي إلى الوصول للغاية بعد أن يكون التكامل ويظهر الكنز
سعد ناصر
مواضيع ومقالات مشابهة