رسالة إلى العراقيين : ستفعل بكم إيران ما فعلت بسوريا
لم يكن الشعب العراقي يوما حليفاً لإيران كما كان السوريون فالإيرانيون يتذكرون جيداً تاريخهم مع العراق, ومع ذلك بمجرد أن تظاهر الشعب السوري ضد حكومة بشار الأسد فإذا بأجناد القاعدة من كل حدب ينسلون والأبواب تفتح لهم من كل صوب, من الشيشان ومن الأفغان ومن سجون العراق,وذلك حتى يقال أن ثورة الشعب السوري داعشية, وهي ليس ربيع عربي كربيع تونس وليبيا وغيرها ,هذا الربيع الذي حولته مخابرات الدول إلى خريف اسود. وإذا بالشعب السوري أصبح بين مطرقة داعش وسندان نظام الأسد وحلفاءه . وكلنا يشاهد اليوم كيف تقصف الطائرات وتحترق النساء والأطفال في سوريا وكيف تفتك المجاعة بهم وكيف يفعل الطيران الروسي فعله الشنيع.
الشعب السوري شعب لم يكن يوما يرفع سلاح بوجه إيران منذ انطلاق ثورة الخميني . هكذا فعلت إيران بسوريا رغم أن شعبها لم يرتكب جرماً بنظر الإيرانيين , فكيف بالعراقيين الذين تعتبرهم إيران عدوهم الأول حيث حاربوها لثمان سنوات وهي تعلم جيداً إن من قاتل في تلك الحرب شيعة العراق قبل سنته ؟
حقاً إن التفجيرات التي حصلت في مدينة الصدر إيرانية بامتياز وهي رسالة إلى العراقيين مفادها إن أي تحرك ضد حكومتنا الحليفة فسيحل بكم ما حل بسوريا. وأن الهتاف ضد عمائمكم مسموح به غير أن الهتاف ضد إيران خط أحمر,.
لنتذكر جيداً أن من يسيطر على المؤسسات الأمنية هي إيران فبعد سقوط نظام صدام أوعزت إيران إلى عملائها ومنظماتها بدر والمجلس الأعلى والاطلاعات أو ما يعرف بالغرانقة بالدخول في السلك الأمني وأصبح ضباط السلك من الدمج من حملة الشهادات الابتدائية وما دونها هم من يديرون أجهزة امن الدولة , وهم يسيرون وفق منهجيتهم القديمة حيث كانت إيران تحركهم داخل العراق ليس لإسقاط النظام بل لإبقائه ضعيفاً وذلك من خلال إحداث البلبلة داخل العراق وخصوصاً المحافظات الجنوبية ولقد استخدمت الكثير من قطاع الطرق سفاكي الدماء "المسلبجية" كقياديين بعد أن هربوا إليها, فقتلوا أعداداً كثيرة من الجنود في مناطق الاهوار من الشيعة وكانت الفتوى تصدر بهذا الشكل " إذا قابلت جندياً من جيش العراقي فعليك بقتله حتى إذا كان ذاهبا لأهله إذا أدركت انه سيعود " وهكذا كان المساكين الجنود يقتلون بعد انتهاء الحرب وخصوصا في العام 1992 وما بعده. كل ذلك ليس لإسقاط نظام صدام بل لجلب المشاكل وحينها أصبح أهل الجنوب بين همجية المعارضة ووحشية النظام .
نعم هكذا تلعب المؤسسة الأمنية من عملاء إيران بدماء بالعراقيين فليس همها حفظ الأمن بقدر ما يكون همها حفظ الولاء لإيران . فبمجرد خروج التظاهرات صادحة "إيران بره بره " وإذا بمليشيات الخراساني والعصائب وبدر تملأ شوارع بغداد ويتزحزح الأمن وتحترق بغداد بالمفخخات. وتُلقى التهمة على داعش والقاعدة والسنة. لأنهم لازالوا يعتقدون أن لازال هنالك من لا يحترم عقله ممن استحمروهم طوال هذه السنين. ولا نعلم من أين جاءت المفخخات . من الفلوجة المحاصرة أم من نازحي جسر بزيبز!؟ أم من ديالى التي يفتك بها سليماني وعصاباته أم من صلاح الدين والرمادي المدمرتين !؟ أم هي من بغداد !؟ فمن أين تمويلها ومن يديرها . نعم أنها القاعدة لكنا القاعدة الإيرانية ومعها تلك الأيادي التي أخرجتها من سجون أبو غريب أنها إيران التي تعتبر كل عراقي لم ينحني لها فهو عدو وستفعل به ما فعلت بسوريا , إيران التي تدعم سارقي الجياع واكلة أموال الأيتام ومهربي العملة وسراق النفط بكل قوّتها . فهل عميت عيون البعض حين يعتقدون إن كل القذارة التي اجتمعت حولها إيران هي نصرة للمذهب !؟ لقد أنكشف كل شيء أنكشف هين هددت المتظاهرين العزل الأبرياء بأنها ستدفع بالبسيج لقمعهم وكأنهم يتظاهرون في إيران . ولقد كانت تفجيرات مدينة الصدر رسالة واضحة تقول هذا مصير من يتظاهر ضد إيران.
رياض السماوي
مواضيع ومقالات مشابهة
السستاني وايران دمر العراق