التقليد في العقائد عند التيمية وقتل الأبرياء على الظنة.
عبد الإله الراشدي
كل
سلوك متشرعي سواء كان ديني أو مادي إنما يستند ويعتمد على تصور للوجود
كعقيدة تعتبر هي المبدأ الأساس في نظرته تجاه الإنسان كموضوع تدور حوله
الأحكام الفقهية أو القانونية فمثلا مَن كان يعتقد بإلوهية بعض البشر كان
في نفس الوقت يتصور عبودية الآخرين له وينظم قوانينه على هذا الأساس وأيضا
مثلا من يلحد في وجود الخالق تجد أنه ينظم العلاقة بين بني الإنسان وبقية
الموجودات على أساس قانون يعتبره ذا صيرورة حتمية فيدعو إليه بناءا على ذلك
,والإسلام كدين ارتكزت عقيدته حول خالق الوجود ومبتدع الكون بمفاهيم أجرى
على متنسكيها عنوان الإيمان ولم يجبر أهل الكتب السماوية الأخرى بأن يتخذوا
مما يعتقد المسلمون ديناً قال تعالى ({لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ
تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256] لكن ألزموا أفراد
المجتمع ببعض الأمور الفقهية كالجزية أو بعض المواقف من الإعراب حيث كانت
تلك الالتزامات تمثل نظام اقتصادي أو كفرض ضريبي أو قضايا تهم أمن الدولة
فدخول البيعة كانت تعني أشبه بمنح الجنسية للمواطن في بلد ما في عصرنا
الحديث حيث توجب على من يحملها الالتزام بقوانين البلد.
بعد
هذه المقدمة يمكننا أن نعرف مدى الانحراف والتخلف والهمجية والجهل لدى
التيمية محور حديثنا فقد قلبوا الأمور رأساً على عقب فاجبروا الناس على
الاعتقاد بما يعتقدون به كرهاً فبدلاً أن يتركوا حرية المعتقد لكل فرد من
أفراد المجتمع راحوا يكفرون الناس ويبيحون دماءهم بناءا على معتقداتهم
فأضحوا يجرون أحكاما فقهية همجية بشعة بناءا على معتقدات خاوية تافهة تدل
على مدى سفاهة عقولهم, ولا ريب أنهم السبب الأول في الصورة البشعة التي
تنُشر حول الإسلام فكل الإساءات التي لحقت بنبي الرحمة ودينه السمح خلّفه
هؤلاء. ولهذا لابد من نهضة تصحيحية تنتشل وتخلص الدين النقي من براثن هؤلاء
المتطرفين. وكرد على ذلك الشذوذ الانساني والاخلاقي والديني كشف المحقق
الصرخي الحسني في بحث "التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري" في المحاضرة
الخامسة عشرة كيف أن كبير التيمة أو ما عبر عنه المحقق بكليط التيمة أو
كبيرهم الدارمي. يفتي بقطع لسان المريسي أحد علماء الأحناف لمجرد أنه نزّه
الخالق عن الجسمية ويعتبر الدارمي قطع لسان الشيخ المريسي بمثابة نصيحة..
ويعتبر المحقق تلك القضية بمثابة أرث لدى التيمية فقد جرت العادة في كل
المدارس أن يتأثر الطلبة بأساتذتهم كمقلدين فيتخذوا مبانهيم ورؤاهم مناهجها
"طبعا ولكل قاعدة شواذ كما يقول المحقق" وهكذا يتخذ الدواعش هذه الأسس
التكفيرية التي تحمل مصطلحات القتل وسفك الدماء وقطع الألسن والحرق
والغرق.. ويبن المرجع الصرخي الحسني أن التيمية قلبوا الأمور فكل المذاهب
الإسلامية تتفق على أن لا تقليد في العقائد وذلك لأن العقيدة يجب أن تنشأ
عن قطع ذهني وليس اكراهي أو تقليدي بل أن التقليد في الأمور الفقهية وعزا
سبب ذلك إلى كون ابن تيمية أمام التكفير ليس فقيهاً وإنما بحث في مسائل
التوحيد وغرق فيها فأتى بخزعبلات وكفّر الناس بهذه الخزعبلات العقدية
وأتباعه يقلدونه في هذه المسائل.
المذاهب الأسلامية تتفق على التقليد بالفروع وتحرّمه في العقائد والتيمية الدواعش قلبوا الحقائق !!
https://goo.gl/V1ISdc
مواضيع ومقالات مشابهة