نريد تنوير العقول وتقريب الأفكار والنفوس والقلوب...
احمد محمد الدراجي
من أهم مسؤوليات القيادة الرسالية هي أن تقدم الإسلام
بقوانينه وأحكامه ومفاهيمه بالشكل الصحيح والصورة الواضحة التي أرادها الله تبارك
وتعالى بعيداً عن أي عوامل ومؤثرات تؤثر على ابراز الصورة الحقيقية للإسلام فكراً
وسلوكاً، وتشتد الحاجة إلى تلك المسؤولية حينما تمر الأمة بمنعطف خطير ونفق مظلم
يستهدف منظومتها الفكرية والعقائدية وتعيش أجواءً حافلة بالإضطراب الفكري
والعقائدي واختلاط الباطل بالحق فيظهر الباطل بصورة منمقة وبحُلَّة دينية، فتسود
الضبابية وتخيم العتمة على الوجه الحقيقي للإسلام، وتُغيَّب الحقائق الإلهية التي
جاء بها، وتستفحل في الأمة حالة الشقاق والتناحر التي تتغذي على الفكر التكفيري
الشاذ الذي تلبس بلباس الإسلام والقائم على الكذب والتدليس والمحاباة والميل لتلك
الجهة أو تلك...،
فهنا لابد من وقوف القيادة الرسالية موقفاً صريحاً
وحازماً بوجه تلك الجهات التي تطرح إسلاماً مغايراً للإسلام الإلهي، من خلال قيام
المرجعية الرسالية بغربلة الإرث الإسلامي وتمييز الغث من السمين، وابراز المفاهيم
والنظريات التي نزلت من السماء والتي تسعى لتحقيق العدل والسلام والتعايش السلمي
بين الأنام، ولعل ما يقوم به المرجع الصرخي من تنقيب وتحليل للإرث الإسلامي وقراءة
موضوعية للواقع الذي ابتلي بالفكر التكفيري التيمي الشاذ هو من صميم معالجة
المشكلة واستئصال الغدة السرطانية التكفيرية التي تتغذى عليها التنظيمات الإرهابية
وعلى رأسها داعش، فالمرجع الصرخي ومن خلال ثورته العلمية الفكرية المعاصرة يريد
ابراز الأطروحة الإسلامية الإنسانية الواضحة الصريحة النقية التي لا شائبة فيها
ولا غموض، ولا تعقيد، ولا مساومة فيها ولا نفاق ولا دجل، ولا حقد ولا ضغينة ولا
سفك دماء ولا انتهاك أعراض ولا سلب أموال ولا تنديس مقدسات ولا اعتداء على الغير
مهما كان دينه وانتماؤه، يريد النور والعلم وتنوير العقول وتقريب الأفكار والنفوس
والقلوب، من خلال اعتماد المنهج العلمي في الحوار والمجادلة بالحسنى، ولذلك نجده
يدعو ويكرر ويؤكد على الاحترام والتقدير والسلوك الحسن والتصرّف الأخلاقي الإسلامي
الرسالي، ومنها ما طرحه في المحاضرة الثامنة عشرة من بحث( وقفات مع .... توحيد
التيمية الجسمي الأسطوري ):
(( نحن لا ننكر هذا، ونحن عندنا نقاش علمي وليس عندنا
عداء مع الأشخاص وليس عندنا تدليس، نريد أن نقرأ الواقع ونتعامل مع الواقع
والأحداث كما هي دون أيّ تدليس ونفاق وميل لهذه الجهة أو تلك، نريد مرضاة الله
تعالى ونريد تنوير العقول وتقريب الأفكار والنفوس والقلوب، ونريد الاحترام
والتقدير والسلوك الحسن والتصرّف الأخلاقي الإسلامي الرسالي بين المسلمين، هذا ما
نصبوا إلى تحقيقه))
مواضيع ومقالات مشابهة