داعش ..منظمة ارهابية تكفيرية لا يمكن القضاء عليها عسكرياً فقط.
نعيم حرب السومري
ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كونها فريضةٌ عظيمةٌ، بها تقام الفرائضٌ، وتأمن المذاهبُ، وتحلُ المكاسبُ، وتردُ المظالمُ، وتعمرُ الأرضُ، وينتصفُ من الأعداءِ، ويستقيمُ الأمرُ، كما عبر عنه أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في أحاديثهم الشريفة، وكما قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (كنتم خيرَ أمةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).وان من اهم مواضع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ارشاد الناس وتوجيههم الى مواطن الانحراف التي تسببت بقتل الالاف من البشر نتيجة للعقائد المنحرفة والاحكام الضالة المضلة التي يتوصل اليها ذلك الفكر او تلك العقيدة على ان هناك عناوين كثيرة واطروحات عديدة طُرحت في مواقع النت او في الاعلام كبرامج متلفزة او دراسات مقدمة من مختصين في مراكز البحوث المتخصصة في شؤون الجماعات المتطرفة تناولت أسباب نشوء الجماعات والمنظمات الارهابية كتنظيم داعش وما بعدها وكيفية العلاج للخلاص منها ، وبما ان تنظيم داعش الارهابي يُعتبر من أكبر تلك التنظيمات إجراماً وفتكاً وانتشاراً فهو يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي العربية، وخطره يهدد جميع دول العالم.
كما هو واضح من الترابط الأمني بين جميع دول العالم ، بحيث أصبح لا يمكن لاي دولة ان تتجاهل ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط فمهما كانت بعيدة فتصلها حرارة تلك النيران فهذا التنظيم قد ألغى الحدود بين دول العالم وأصبح يضرب ما يشاء ومتى ما يريد .لذلك يجب ان تتركز كل الجهود والدراسات عليه باعتباره تنظيم يمثل خُلاصة الافكار والمناهج المنحرفة الشاذة فهو الوريث الشرعي لفكر متشدد أساسه ومنبعه شيخ عاش قبل سبعة قرون ( 661- 728م) هو أحمد ابن تيمية ووجد هذا الفكر من يحييه بعد ستة قرون حيث اتخذت التنظيمات من هؤلاء مراجع لتبرير تشددهم المكفّر لكل من يخالف عقائدهم المجسمة لله تعالى وأساطيرهم المنحرفة.
ويجب التحذير من قوى التكفير المنحرفة وأفكارهم المسمومة ولا سيما تنظيم داعش الإرهابي، وداعش ليست منظمة إرهابية فحسب بل هي عقيدة وفكرة منحرفة خبيثة لا يمكن هزيمتها باستخدام القوة العسكرية فقط بل لابد من اتخاذ عدة خطوات في القضاء على هذه التنظيمات في مقدمتها مواجهة فكر داعش الخبيث بفكر معتدل منفتح يناقش الوقائع والاحداث التاريخية بدون تعصب وطائفية ويبين حقيقة رموز الدواعش فيحرر عقول الشباب حتى لا ينخرطوا بهذه التنظيمات.
وعلى المجتمعات العربية ضرورة تبني الفكر العميق والتشخيص الصحيح والخطوات العملية التي تبناها المرجع الصرخي لإنهاء هذا الفكر المنحرف من جذوره وايجاد حكومات وأنظمة عادلة تعمل على تقديم الخدمات لشعوبها دون تفرقة او طائفية وتعمل على عدم نشوء البيئة او الحاضنة التي تنشط فيها مثل هذه التنظيمات.وقد لاحظنا تركيز المرجع الصرخي على مناقشة ودحض أفكار الاب الروحي للدواعش وهو ابن تيمية حيث بين من خلال المحاضرات العقائدية والتأريخية التي تُبث مباشرةً على النت أسبوعياً، اسطورة وتجسيم وسذاجة وانحراف ابن تيمية فخاطب كل الشعوب وبالخصوص الشباب المغرر بهم الساعي للموت والتفجير ودعاهم الى التعقل وتحكيم العقل والضمير فمثل هؤلاء لن ينقذهم من ضلالهم إلا فكر معتدل يدحض أفكار وعقائد التيمية ويرشدهم لطريق الصواب ويمنعهم من الانزلاق نحو التطرف والارهاب.
مواضيع ومقالات مشابهة