المنهج القرآني في الحوار...والمنهج التيمي الداعشي.
المنهج
القرآني في الحوار...والمنهج التيمي الداعشي.
إن الحوار
والمجادلة بالحسني هو القاعدة الأساسية التي اعتمدها الإسلام في الدعوة إلى
الأيمان بالله وعبادته وفي كل قضايا الخلاف بينه وبين الإيديولوجيات والثقافات
الأخرى التي تتقاطع مع مبادئه وقيمه ، ولم تكن النماذج الحوارية التي طرحها القرآن
الكريم مجرد حالة عرضية او سر تاريخي ، وإنما تعبر عن اهتمام كبير من قبل الشارع
المقدس لتأسيس وإبراز المنهج القويم الذي ينبغي أن يُسلك في الحوار والجدال ،
فعندما نُلقي نظرة تأملية في آلية المنهج الحواري الذي تبنته الرسالة السماوية نجد
انه ينطلق من ثوابت عامة (العقل والمنطق والعلم والدليل والحجة والبرهان) ، ويتحرك
في مساحة واسعة لحرية التفكير وضمن مناخ هادئ ومعتدل بعيد عن التوترات والانفعالات
رافعا كل الخطوط الحمراء التي تُكَبِّل الحوار وتُقيِّد ديناميكيته، فلا مقدسات في
الحوار العلمي كي لا تنسد أي باب من أبواب التفكير والمعرفة ، وما يؤكد هذا هو ما
ينقله لنا القرآن الكريم من حوارات جرت بين الأنبياء والكافرين دار فيها النقاش
حول إثبات الخالق وتوحيده وصفاته وكيف أنهم أعطوا الحرية للخصوم في طرح ما عندهم
حتى لو كان يرتبط بالذات الإلهية ، وكانوا يتعاطون مع هكذا طرح بسعة صدر وافق رحب
يستوعب كل ما يخطر في الذهن والفكر ومناقشته وإبطاله بأسلوب علمي قائم على مبدأ
التدرج في النقض فلم تكن ردود الأنبياء انفعالية أو عدوانية ، ولم تكن مُختَزَلة
في كلمة تثير ولا تستوعب ، وتُبَعِّد ولا تستقطب ،وتُنَفَّر ولا تجذب ، وتدفع
بالخصم إلى التمسك بعقيدته والتوغل في عناده ، فحوار خليل الله إبراهيم "عليه
السلام" مع النمرود الذي ادعى الربوبية نموذجا واحد من نماذج الحوار الإلهي ،
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ
آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي
وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ
يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ
الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[البقرة:258]،
فالملاحظ أن النبي إبراهيم لم يقابل الخصم بحكم وقرار مُختَزَل في كلمة واحدة ،
فلم يقل له : أنت كافر ، أو ملحد أو كاذب أو باطل رغم انه يستحق كل هذا ،، بل لم
ينفِ عنه الربوبية كأنْ يقول له : أنت ليس برب ، أنت مدعي ...، وإنما تدرج معه في
النقض وإبطال دعوته ، معرجا على الصفات التي ينفرد به الخالق وعدم امتلاك النمرود
لها ، وهو اسلوب عقلي واضح وبديهي يدركه الجميع ويفهمه الجاهل فضلا عن العالم ولا
يحتاج إلى أهل خبرة ولا هم يحزنون. إنَّ من ابرز وأجمل وأرقى ما يتميز به المنهج
الحواري الإلهي هو انعدام روح الاستعلاء والتكبر والتسلط رغم أنه يمتلك القوة وله
الأمر إلا انه فتح باب الحوار معه وأجراه جلَّ شأنه مع خلقه مع الملائكة والبشر بل
حتى مع الشيطان "العدو المبين" وأعطاه الحرية في السؤال والنقاش ، وهذا
ما سار عليه الأنبياء والأوصياء والمصلحون .
والسؤال
المطروح هنا اين التيمية الدواعش عن هذا المنهج القرآني العلمي الأخلاقي الإنساني
في الحوار، والذي دلت عليه النصوص القرآنية والموارد الشرعية بصورة واضحة وصريحة
؟!!!،
فقد أكد
المرجع الديني الصرخي الحسني ان منهج التيمية مبني على التكفير واباحة الدم والعرض
والمال لكل انسان لا يقول بما يقولون من سفاهات وخزعبلات!!، وأكد ايضا ان التيمية
لا يناقشون من يقل بما يقولون، كل ما يأتي به فهو صحيح وتام وكأنّه أتى من النبي
وهو عبارة عن وحي يوحى ما دام يصب في التوحيد التيمي الأسطوري حسب تفسيرهم
وتأويلهم !!، مضيفا القول ان التيمية الدواعش الخوارج: يكفِّرون مَن يخالفهم في
هذه الأساطير والخزعبلات، ويقتلونهم كما قتلوا علماء مسلمين كبار مِن أئمة وفقهاء
وفلاسفة ومتكلمين!!.
ان تمسك
التيمية الدواعش بمنهج التكفير وقتل واستباحة دم ومال ومقدسات كل من يخالفهم يكشف
عن عدة امور اهمها هو جهل وافلاسهم العلمي الشرعي الخلاقي، وانهم لايعبدون الله
الذي ليس كمثله شيء والذي امر بالمجادلة بالحسني وحرم سفك الدماء واستباحت
المقدسات وانما يعبدون ربهم الشاب الأمرد القطط الجعد الذي دلهم عليه نبيه تييمية
بقلم
احمد الدراجي
مواضيع ومقالات مشابهة