الصرخي الحسني يهدم المقومات العقدية لمدارس التطرف.
ويمكن أن نميز ثلاثة مقدمات أدت إلى نشوء التطرف والإرهاب.
المقدمة الأولى هي الفهم الخاطئ للأخبار والروايات أو تعمد تخطيئ فهمها, هذا الأمر يعتبر المقوم الأساس للتكفير والقاعدة التي يستند إليها المتطرفون في زرع عقائدهم في أذهان العامة وأكبر الخطورة في ذلك أن هذا الأمر يعتمد مبدأ الثواب والقربى في إتيان الأفعال الإجرامية .
المقدمة الثانية عدم وجود منهج يقوم على الضد من فكر التطرف الأمر الذي أدى ضعف مقاومة التكفير مجتمعيا بل كما قلنا أن الأغلبية من الأمة الإسلامية وكفطرة سليمة ترفض التكفير ولكن مع أرادة تحد ضعيفة , لما يمتلكه المتطرفون من وسائل دعائية وإعلامية قوية
المقدمة الثالثة هي الاستغلال السياسي والدولي للتطرف لتمرير المشاريع السيطرة وغيرها عبر خلق الفوضوية والإرهاب والتطرف.
وهنا حيث يعجز الجميع عن وجود الآلية الصحيحة للقضاء على التطرف نجد أن المحقق الصرخي الحسني يعتمد منهجاً فريداً من نوعه في تجفيف منابع التطرف , يقوم هذا المنهج وكمقدمة أولى على تهديم القاعدة الفكرية الباطلة التي بنا عليها المتطرفون عقائدهم, فمن حرمة سب الصحابة وأمهات المؤمنين بالدليل إلى أبطال فكرة عدم جواز شد الرحال لغير المساجد الثلاثة فقد ناقش المحقق العراقي الصرخي الحسني الفهم الخاطئ لهذا الأمر في المحاضرة الثالثة عشرة "السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد" قائلا((لسنا في مقام التضعيف للرواية والمعنى ونفيه بل إننا نقول ونتمسك ونؤكد على أهمية المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وخصوصيتهما في الصلاة والدعاء والمكوث والاعتكاف والقصد وشد الرحال إليهما ,كما لا ننكر أيضا أن تكون خصوصية للمسجد الأقصى المبارك بل ورمزيته كبيرة عند المسلمين والمستضعفين , لكن الكلام هل يُستدل ويثبت من الروايات فعلاً عدم جواز شد الرحال لغير هذه المساجد الثلاثة ؟"هنا الكلام وهذا هو الاستفهام" وهل يُفهم منها ويثبت ما ترتب من مصيبة كبرى وفتنة تكفيرية تُبيح أعراض وأموال الناس)) وهنا يعطي المرجع المحقق الأدلة على بطلان هذا المدعى وفق طريقة علمية رصينة في سرد الروايات المعارضة والدالة على عكس بطلان دعوى حرمة زيارة القبور .
وهنا كعمل مبدئي أعتقد أن المحاضرات والمؤلفات التي خطها المرجع الصرخي الحسني ينبغي أن تكون القاعدة البديلة والأساس الذي يعتمد في فهم التاريخ وذلك باعتماد أسلوب المحقق الدقيق والمعمّق للتأثير على الأغلبية التي ترفض التكفير كونها تحتاج إلى تحريك الدافع الوجداني لديها وهذا يعتمد على ما ينبغي أن يكون للمثقفين المعتدلين وأصحاب العقول النيرة من دور في طرح هذه المحاضرات في المؤسسات الثقافية , لغرض نبذ عقائد التطرف والتكفير الذي تبث سمومه بكثافة في المجتمعات الإسلامية بدعم من مؤسسات تريد الإطاحة بقيم الدين الحنيف.
مواضيع ومقالات مشابهة