الأمن في العراق سهل ممتنع بتقاطع المصالح وتصارع الإرادات
بقدر ما يتوسع الصراع في العراق وبقدر ما يحاول يصور البعض إلى أن ما يحدث فيه نتاج لموروث عقدي تاريخي , تتصارع الإرادات السياسية الخارجية والداخلية لقولبة هذا الصراع بالشكل الذي يضمن مصالح القوى وتياراتها فالحل وإيقاف نزف الدماء في العراق ليس مستحيلا بل ليس مستبعدا ولكنه ممتنع وإنما تقيده إرادات سياسية . فالخلاص من داعش يجب ان لا يتم وفق تلك الإرادات إلا بتوسع إيراني ويؤمن البقاء لشخصيات سياسية ساهمت في الفساد والافساد وجهات أصبح البعض منها يخوض صراعا للبقاء بعد أن رهن نفسه بعملية سياسية عرجاء وطائفية مقيتة ولعل ابرز من يتصف بهذه الحالة هي مرجعيات الأعاجم وخاصة مرجعية السيستاني فهو مرجع ينطق عنه السياسيون وفق ما يتوافق ورؤاهم وتعظمه إيران فتستغله لتحريك مليشياتها لارتكاب أبشع الجرائم, ان التكفير هو الأداة الناجعة لسياسة فرق تسد . وعليه لا بد أن يشعر الشيعي بان السني عدوه التاريخي وكذا العكس وهذا ما لا تستطع عليه دوائر المخابرات الدولية ولا جهابذة السياسة العالمة الا عبر العمامة الدينية التي اصبح محورها وعنوانها الرئيسي في العراق مرجعية السيستاني . ومن خلال ذلك تسعى إيران لانتصار سياسي وعسكري بحشد مناطه ومحوره الطائفية يهيئ لما هو ابعد من العراق فالمناطق الغربية منه يجب أن تؤمن مرور المساعدات إلى نظام بشار الأسد وتضع إيران على حدود السعودية . فالخلاص من داعش بالنسبة لإيران مشروط بهذا الانتصار حيث انه انتصار يضمن التوسع الذي تسعى اليه . ولهذا جندت كل قواها الدينية والسياسية لمنع تسليح العشائر في المناطق الغربية لان الانتصار على داعش بالعشائر العربية يعني قطع دابر إيران ومنع الطريق إلى سوريا وانقلاب الموازين في العملية السياسية وانكشاف أوراق الأحزاب الطائفية ومرجعياتها التي اشاعت بان السنة هم داعش فلابد ان يبقى داعش ولابد من ان يكون الانتصار على داعش انتصارا إيرانيا وهذا ما لن تستطع عليه ايران ولذا ستبقى بل ستتأصل المأساة وسيبقى العامل الطائفي يجول بين ابناء البلد الواحد تؤمنه مرجعية السيستاني عبر مرجعيات السب الفاحش. ونحن إذ نعتقد إن الحل في العراق غير مستبعد إنما ننظر إلى غباء إيران إذ تعتمد على مثل مرجعية السيستاني لاصوت ولاصورة ولا يعلم من حاله شيء الا مجاميع الجهلاء التي تدافع عنه بلا علم وها هو كل يوم ينكشف اكثر ويفتضح امره وهو ينأى بعيدا باتجاه قوميته الأعجمية وإمبراطوريته الفارسية . فيما تشع بوادر الوحدة في خضم الاحداث بين علماء ومراجع مرجعيات نطقوا بما أملى عليهم الشرع والواجب الديني و أسمعوا القاصي والداني. ان الحل اذ نراه ممتنعا بسبب التدخلات الخارجية و صراع السياسات وتقاطع المصالح والتوغل في الطائفية نراه سهلا قريبا اذ لا طائفية ولا سياسيون ولا ايران ولا مرجعيات فارسية انما علماء عرب يشهد بعضهم لبعض يستطيعون ان يؤسسوا لامة سلاما حقيقيا ووئاما دائما . فعلى المثقفين والأكاديميين والإعلاميين بما يملي عليهم الضمير الإنساني الالتفاف حول المرجعية العربية لوقف نزيف الدم وانهاء هذا الكابوس المرعب الذي أنشأته بيئة الطائفية فعلماء العراق الاصلاء ليس بينهم طائفية مقيتة وشاهد من شواهد كثيرة كلام الدكتور رافع الرفاعي بحق مرجعية السيد الصرخي الحسني