مصحف فاطمة والتوراة وكعب الأحبار : بقلم طالب الجابري
كل إنسان وكل مجموعة أو مذهب له الحق في تبني أفكار وعقيدة معينة في دائرة حرية الفكر والاعتقاد وهذا ما أمضاه القرآن الكريم وتبقى الاحكام مؤجلة الى يوم القيامة عالم الكشف والفصل , أما الكلام في عالم الدنيا وما فيها من إنكشافات جزئية تبين السلبية والتهافت والازدواجية والكيل بمكيالين الكاشف عن اللا موضوعية والابتعاد عن الأمانة العلمية والاعتماد على معيار نفسي لا عقلي, وبالتالي هو كاشف عن حقيقة وأساس الاعتقاد وعن المواقف السلبية الضدية, وهذا السلوك نراه عند كل أصحاب كل فكر او توجه ومواقف حتى بين علماء أو أتباع المذهب الواحد بالإضافة الى وجوده عند علماء او محققي مذهب معين وهو ماينافي القيمة العلمية والامانة والورع والمصداقية والتي تُثير العجب والاستغراب ! فمثلاً شخصية كعب الأحبار المثيرة للجدل وما لها وما عليها واقوال العلماء فيها واجابتهم على كثير من الاستفهامات نجد للعالم (الذهبي) كلام فيه المدح والثناء والتزكية والتنزيه حيث يصفه بــ( هو كعب بن ماتع الحميري اليماني العلامة الحبر ، الذي كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم المدينة من اليمن في أيام عمررضي الله عنه ، فجالس أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية ، ويحفظ عجائب ويأخذ السنن عن الصحابة . وكان حسن الإسلام , متين الديانة ، من نبلاء العلماء ) الى ان يمضي ادعاء كعب الأحبار بإمتلاكه للنسخة الأصلية للتوراة الغير محرفة والتي نزلت على نبي الله موسى عليه السلام ولايوجد شخص غيره يملكها ! ويقسم الذهبي بالله تعالى على صحة ذلك حيث يقول (وهذا القول من كعب دال على أن تيك النسخة ما غيرت ولا بدلت ، وأن ما عداها بخلاف ذلك . فمن الذي يستحل أن يورد اليوم من التوراة شيئا على وجه الاحتجاج معتقدا أنها التوراة المنزلة ؟ كلا والله ....) والمعروف ان الفترة الزمنية بين عصر نبي الله موسى عليه السلام وكعب الاحبار تقدر بأكثر من الف سنة! بينما في التقيم الآخر للطرف الآخر نجد العكس تماماً مع ان الادلة والقرائن والسيرة والسلوك والشهود أكثر وأدق وأتم وما أقصده الكلام والموقف تجاه (مصحف فاطمة) والذي هو النسخة الاصلية للقرآن الكريم كتبه الامام علي عليه السلام بيده عند اعتزاله فكان سلوة وأنيس للزهراء عليها السلام تقرأ فيه كل حين ..وهو قرآن مفسر منضد فيه هوامش وتعليقات وشروح سمي بمصحف فاطمة مجازاً وهكذا انتقل منها الى الامام الحسن عليه السلام ثم الى الحسين عليه وهكذا بقية الائمة الاطهار عليهم السلام والذي أخبر بهذه الحقيقة وبهذا المصحف هو الامام الصادق عليه السلام الذي تتلمذ على يديه أكابر العلماء ومنهم قادة وعلماء المذاهب الاسلامية ومع هذا يطعن بمصحف فاطمة ويقولون فيه أقوال ما أنزل بها من سلطان و يطعن بالإمام الصادق عليه السلام ولا يصدق به بل يكذب رغم ان الفترة بينه وبين الامام علي عليه السلام نصف ربع الفترة بين كعب الاحبار ونبي الله موسى عليه السلام أضف الى ذلك القيمة المعرفية والتاريخية والنسبية والاسلامية للامام الصادق عليه السلام التي لا يملكها كعب الاحبار والذي لصق بالإسلام الكثير من الاسرائيليات التي تخالف ضرورات الاسلام والقران !!
وقد اشار المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني دام ظله لهذا الامر في محاضرته العقائدية التاريخية الــ 33 في 12-2-2015 وبين اننا نناقش بالدليل والحجة والبرهان ولانكفر هذا ولا نكفر ذلك فم شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر حيث قال سماحته ( فهذا القرآن المفسر والمنضد والذي فيه هوامش وتعليقات وتوضيحات وشروح وبيان ، هذا القرآن الذي فيه علوم قرآنية كتبه علي (عليه السلام) ويعطيه كل جزء بجزءه للزهراء (عليه السلام) وجمعه عند الزهراء هذا الذي سمي بـ(مصحف فاطمة) "
وعلل المرجع الصرخي بأن الذهبي وغيره يصدقون بالتوراة التي ادعى كعب انها عنده كما انزلت على موسى (ع) بينما يكذبون القرآن المفسر الذي كتبه امير المؤمنين وجمعته الزهاء (عليهما السلام) مع الاخذ بنظر الاعتبار الفارق الزمني بين كعب وموسى (عليه السلام) والائمة وجدهم امير المؤمنين او فاطمة (عليهما السلام) بقوله " الغرض من الكلام عندما يأتي احد من الائمة (عليهم السلام) لأنه عنده مصحف فاطمة وهو القرآن الذي كتبه علي (عليه السلام) بشروحاته وبعلومه واعطاه للزهراء (عليها السلام) والزهراء الى الحسن ثم الحسين والسجاد والباقر والصادق سلام الله عليهم .
عندما يدعي الامام الصادق هذه الدعوة كم بينه وبين علي (عليه السلام) ؟ كم بينه وبين الزهراء (عليها السلام) ؟ ومع هذا يُكذب الصادق ومع هذا يُطعن بالصادق (عليه السلام) ويصدق كعب الاحبار ؟ كم بينه وبين موسى اخذنا هذه من المسلمانت ويقسم عليها الذهبي ! "
وانتقد الذهبي وتطاوله على اهل البيت وتصديقه كعب الاحبار بقوله " اذهب الى الذهبي ماذا يقول بحق ائمة اهل البيت (عليهم السلام) ؟ كم حكى عن كعب الاحبار ولاحظ كم يحكي بخصوص اهل البيت (عليهم السلام) وهل يأخذ عن اهل البيت وما ورد عن اهل البيت مثلما يأخذ من كعب" واضاف " هذه الدعوى كيف تصدق ، كعب يقول هذه التوراة كما انزلت على موسى فكيف يصدق هذا الكلام ولا يصدق قول ائمة اهل البيت بان هذا القرآن هو مصحف فاطمة والقرآن الذي كتبه علي (عليه السلام) كما انزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)" مؤكدا سماحته " مصحف فاطمة تفسير قرآن هو علوم قرآن هو معارف قرآنية "
)
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=410451
مواضيع ومقالات مشابهة