النازحون في ضمير المرجعية العراقية.
عبد الاله الراشدي.
ويوجد في قبال ذلك أيضا بنفس القانون مشاهد يمكن ملاحظتها عبر التاريخ كمنظّرات لتأسيس قيم العدالة أسهمت كثيرا في ازدهار حضارات . وباختصار ينتج لنا أن قيمة كل أمة بقيمة انسانها فيشكل المجموع الكلي لمجتمع معين جوهرأي تقدم اخلاقي .
ولا ننسى أن الاسلام في مقدمة الحضارات والنظم الاخلاقية هو الداعي الرئيس في حفظ كرامة الانسان لكن كطبيعة بشرية خرج منه شذاذ الافاق ودعاة القتل وسفك الدماء وتشريد العائلات . وكحركة اصلاح مواكبة للتدهور الحاصل لابد من وجود معالجة جذرية ترقي بكيان الامة. وكحاجة آنية لرؤية المرجعية العربية يمكن أن ندرك عاملين أساسيان احتجنا إلى فاعلية في تحريكهما وهما دعم الجيش ودعم النازحين بكل الوسائل المتاحة للحفاظ على البلد .
ولهذا ركز المرجع الصرخي الحسني منذ البداية على مهنية القوات المسلحة لكي لا تضيع دمائهم وتضحياتهم هدرا فلا يوجد اكبر من ثمرة بقاء البلد موحدا كتكليل لدماء الشهداء . وركز سماحته ايضا على معاناة النازحين حيث هم عين المجتمع فهم الشيخ الكبير والإمرأة والطفل والرجل والفتاة المخّدرة فهم كيان المجتمع وزبدته فإذا ما شعر هؤلاء بانتهاء قيمة الإنسانية سقطت معها قيمة المواطنة .
ولا ريب أن الانتصار على الإرهاب لا يتم إلا بعد تجفيف منابعه حين يشعر كل مواطن أنه سيد في بلده حر في عقله لا يطرقه طارق الفكر الأسود التيمي ويساعده الجوع والعري على الالتحاق بجموع التكفير .
فالإرهاب مجموعة مؤسسة بنتها عدة عوامل والتي نستطيع أن ندرك تماما ماهيتها ولدينا القدرة الكاملة في معالجتها جذريا بما تمتلك مرجعية الصرخي الحسني من منهج علمي ذو أبعاد تتصل بالعمق الإنساني والمجتمعي لكن في الواقع تبقى الإمكانيات المادية غير ذات وفرة لتحقيق مقدمات ذلك .
لكن مع ذلك وبقلة الباع استطاعت مكاتب المرجع الصرخي للوصل إلى مخيمات النازحين لدعمهم بما أمكن ليعطوا صورة بإمكانها أن تكون ثقافة تمثل اعادة اصرة مجتمعية وستراتيجية عمل انساني .
في الواقع ليس دعم النازحين نابع من ايدلوجيات رسالية سماوية فحسب بل هوملكة اخلاقية في داخل ضمير المرجعية حيث يعيش المرجع الصرخي الحسني ويدعو الى حب ابناء بلده كتربية أخلاقية وعقيدة صالحة فضلا عما يتمسك به من منهجية رسالية متشرعية.
مواضيع ومقالات مشابهة