المواجهة والتحديات الفكرية للتطرف محاولات وجهود تحتاج الى انصاف العقلاء ؟!
داعش جماعة متطرفة ذات
جذور ومنابع دينية تستقي افكارها التكفيرية من ابن تيمية وهو الاخر لايعد
ممثلا وشيخا للأسلام ولا ممثلا للسنة فأرجوا الانتباه لذلك ومن اعطاه تلك
الصفة واللقب ليس نبيا ولا وصيا ولا صحابيا او تابعيا حتى يقال كلامه ملزم
وحجة على اهل السنة وعلماءهم .
و اعتمد في كل اراءه وفتاواه على اجتهاداته وتأويلاته واستحساناته الشخصية صادر فيها حتى اراء علماء وائمة اهل السنة .
فراح يكفر كل من لا يعتقد برأيه ويحرم اي مخالفة لا يراها متوافقه مع قناعاته الشخصية ؟!
يقابل ذلك اطراف شيعية تسيء لرموز السنة من صحابة او امهات المؤمنين (رضي الله عنهم وعنهن )
في
اثارة للأحداث التاريخية والتي حتى مع صحة وقوعها فهي لاتعطي مبررا لأن
تثار في تحفيز وتعميق الخلاف والاختلاف وسط هذا الصراع الدولي والاقليمي
على المصالح مستغلين اي تطرف وتكفير وطائفية لتحقيق مصالحهم بل يمكن ان
يتم طرحها بطريقة فكرية موضوعية دون الحاجة للسب والشتم والشتهير .
قد يتم القضاء على داعش
لكن الاصل والمنبع الفكري التكفيري لازال يجد مجاله في الاذهان والنفوس والمناهج الدراسية
فلايمكن
الخلاص من التكفير والتطرف الا بمواجهة تلك الافكار فكريا والتخلي عنها
حتى من قبل الانظمة والدول التي تحتضن تلك المناهج والتي سينعكس ذلك على
امنها واستقرارها فيما لو اصرت على الابقاء على تلك الافكار .
ولابد
من تصدي علماء وباحثين في مواجهة تلك الافكار بدون الاساءة لرموز وعناوين
تحضى باحترام عموم المسلمين حتى لا يقعون بذات المشكلة مجددا .
الا يستحق رجل الدين السيد الصرخي الاحترام والتقدير وكلمة انصاف فيما يبذله من جهود
في تنقيح وتهذيب التاريخ الاسلامي من الموروثات السلبية التكفيرية المستبيحة للدم والمال والعرض ؟!
وخصوصا فوهو ينتهج المنهج الفكري الموضوعي في التقييم والتشخيص والتحليل .
ربما آخذ البعض من الشيعة عليه موقفه من فتوى مقاتلة داعش
وهنا لابد من ايضاح
لم
يكن موقفه من اصل مشروعية مقاتلة داعش ففرق بين ان ترفض المقاتلة على نحو
الوجوب بفتوى وفرق بين ان ترفض اصل القتال والحرب عليهم ؟!
ولطالما
صرح الصرخي عن استعداده لمقاتلة داعش بل ولطالما بين موقفه من اجرام
ووحشية وانتهاكات داعش وبين جذورهم التكفيرية ورد عليها ولطالما وصفهم
بالخوارج والمارقة الذين مرقوا وخرجوا على الدين .
فكانت
وجهة نظره ورأيه وموقفه قائم على عدم اصدار فتوى يتم استغلالها طائفيا
وبالتالي الوقوع بمشكلات وصراعات وانتهاكات تنعكس سلبا على الواقع والعلاقة
بين ابناء الشعب العراقي
من
جهة اخرى فهو يرى ان الحل الاساس كان يلزم بدعم العشائر العراقية الاصيلة
وشيوخهم الاصلاء والاهالي في تلك المناطق واحتضان اهلها دون تركهم
بالصحاري ؟!
مما
يحفز الشعور بالانتماء للوطن بعيدا عن التعصب الطائفي واثاره طارحا قبل ذلك
عدة حلول قبل تفاقم واتساع نفوذ داعش لكن لم يكن لأحد ان يسمع لنداءاته
ومحاولاته في ايقاف توسع الدواعش واحتلالهم كما طرح في مبادرة الحل قبل ان
يتم احتلال الموصل وانهيارها بيد الدواعش .
القائلون
لولا الفتوى لما تم ايقاف تمدد داعش او لولا الفتوى لانتهكت اعراضنا انما
يقللون من انفسهم وحميتهم وغيرتهم بل ويقللون من عمق انتمائهم لوطنهم
وخضوعهم فقط للتأثر المذهبي فأما تصدر فتوى وتقاتل العدو الخارجي المحتل
لأراضي بلدك ومستحل لحرمات ابناءه رغم اختلافهم المذهبي معك او القومي او
انك لا تدافع ولا تتخذ موقف ؟!
ماهذا
الا استخفاف بالعقول وتقليل من الرجولة والغيرة وهو خلاف مايعرف به
العراقيين فهم اهل حمية وغيرة ورجولة لكن ما جعلهم يقولون ذلك هو خضوعهم
للتأثر بالسياسة الطائفية ليس الا ولايمكن المزايدة على نخوتهم فلو توجهت
وسائل اعلام وندائات بأسم الوطن والاخوة فهل سيقف العراقيين متفرجين على
اراضيهم تحتل والعراقيات تنتهك حرماتها ؟!
ولا
يصح ان يقارن ذلك مع ماحصل من خيانة لقادة الجيش في الموصل بزعامة المالكي
فالخيانة والانهيار في مدينة لايبرر اللجوء الى فتوى غير محسوبة ولم تنبع
من قراءة وتشخيص لواقع البلد وما يمر فيه من دوافع ونزعات طائفية انتقامية
.
اذن لم يكن اساسا
داعي لصدور فتوى تحسب على مذهب وطائفة وتستغل بهذا الاتجاه الانتقامي بل
كنا بحاجة الى نداء الوطن فقط وفقط وهو مايؤكد وجهة نظر السيد الصرخي
الحسني .
خلاصة القول :
قد
تذهب داعش ولكن ستأتي جماعات غيرها تحمل ذات النزعة المتطرفة وايضا تستغل
من قبل قوى دولية واقليمية في السعي للنفوذ والهيمنة فلابد اذن من دعم اي
محاولات وجهود تبذل لمواجهة تلك الافكار المتطرفة والقضاء على منابعها
وجذورها من الاساس وما محاضرات السيد الصرخي الا تصب في ذلك التوجه الفكري
العقلائي الموضوعي المتزن في القضاء على جذور منهج التكفير التيمي الاموي
.
زيدون الزيدي
مواضيع ومقالات مشابهة