المرجع الصرخي .. ابن تيمية يسكت عن بدع سلاطين بني أمية
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ) ، وإذا كانت هذه الآيات الكريمة نزلت في ذم المطففين الذين يتلاعبون بالوزن والكيل ، فإن ما يُفهم منها إن هؤلاء المتلاعبون يتعاملون وفق الكيل بمكيالين ، فإذا باعوا الناس أنقصوهم الكيل والوزن وإذا اشتروا منهم اخذوا منهم أكثر مما يستحقون ، وهم بذلك لا يعتمدون ميزاناً واحداً في حالتي البيع والشراء .
وحالة الكيل بمكيالين أو ما يسمى بالمعايير المزدوجة تجدها أيضاً مترسخة في أفكار وأقوال وأفعال المتعصبين وخصوصاً أهل التعصب الطائفي ، فتجد المتعصب من هذا النوع لا يحكم على أساس الحق والباطل حتى لو ارتدى جلباب العلم ظاهراً ، بل تراه يؤسس المواقف على أساس العصبية ، ولهذا ترى أنه كثيراً ما يصف نفس الفعل بصفتين متناقضتين وفقاً لما يتفق مها أهوائه .
وآراء الشيخ ابن تيمية من الأمثلة التأريخية على ذلك والتي مع الأسف تأخذ تأثيرها في مجتمعاتنا وتم تغييب العقل نتيجة لتبنيها ، حيث كان الرجل يحكم على أساس الهوى والميل ، فهو إذ يناقش في زيارة قبور الأنبياء والأئمة والصالحين وهي أمور لا تؤثر على المسلمين ووحدتهم وحقوقهم وانتشار العدالة الاجتماعية بينهم ويصف أصحابها بالكفر والخروج عن الإسلام رغم أن رأيه لا سند له من الشرع ، نراه في المقابل يغض الطرف عن كل الموبقات والبدع التي اقترفها حكام الدولة الأموية رغم أنها تؤثر على الحياة العامة للمسلمين كونها تتعلق بالعدالة الاجتماعية وحقوق الأفراد وكذلك سرقة أموال المسلمين والاستحواذ على ثرواتهم وقتل الناس وزجهم في السجون إضافة إلى اقتراف مختلف المنكرات الأخلاقية من شرب الخمر إلى الزنا واللواط وغيرها ومنها بناء قبة الصخرة في بيت المقدس وتوجيه الناس بالحج إليها بدلاً من الكعبة المشرفة .
ويشير المرجع العراقي السيد الصرخي إلى هذه الازدواجية في أفكار وآراء ومواقف ابن تيمية في محاضرته الخامسة عشرة من بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) بقوله ( ابن تيمية يسكت عن سلاطين بني أمية ...
يا أتباع ابن تيمية لماذا يسكت مرجعكم عن حكام بني أمية ؟ لماذا يسكت عن سلاطين بني أمية ؟ لماذا يسكت على بدع بني أمية ؟ بدع كبرى ومع هذا يسجل هؤلاء ضمن أولياء الأمور والخلفاء ورضي الله عنهم وعليهم السلام وعليهم الصلاة والسلام وصلى الله عليهم وعلى آلهم ، ويعتبرهم من الأئمة ، من الأوصياء ، من الاثني عشر ، ممن انتصر وينتصر بهم الدين ، ممن أشار لهم النبي وتنبأ بهم من خلفاء النبي الاثني عشر ؟! ) .
وقد كان رأي المرجع السيد الصرخي في ابن تيمية مبني على أساس دراسة مواقفه وعرضها على القرآن والسنة وإقامة الدليل على عدم صوابها ولم يكن نابعاً من تعصب طائفي ضد الرجل ، والهدف من هذه النقاشات هو إعادة قراءة الموروث الإسلامي وبيان الصحيح من الباطل لكي يتم توحيد هذه الأمة من جديد على مفاهيم الإسلام الحقيقية البعيدة علن التعصب والطائفية .
مواضيع ومقالات مشابهة