الإعلام وبردعة القداسة.
يقال أنه كان في قبيلة تدعى الهابيلة حمار مراوغ يضعون عليه بردعة و يحمل البعض منهم على ظهره أمتعة لكنه ما إن يسير قليلاً حتى يبدأ بالرفس والعض والنهيق فيسقط من على ظهره وتسقط أحماله ويضيع المتاع وهكذا نكسة بعد أخرى. وكان كلما فعل ذلك تبرم أهالي القبيلة ونددو اكثيرا وطالبوا بتغيير البردعة بعد أن ينهالون عليها بالضرب المبرح ثم يغيرون البردعة . ومنه اخذ المثل يترك الحمار ويضرب البردعة ومن هذه القبيلة أخذت كلمة الأهبل.
وهكذا هو حال العراقيين بل لربما هم أسوأ مع آراء السيستاني فهم حتى أعجز من أن يضربوا البردعة, فكلما أفتى فتوى ووجه بتوجيه وحصلت النكسة وتبرم العراقيون وحصل المآسي والويلات قرر الأعلام أن يغير البردعة, وهكذا تتغير عنوان المرجعية وفتاواها فمن بردعة المرضى بمبلغ200 مليون دولار أمريكي أخذها من المحتل إلى بردعة رجل السلام بجائزة نوبل استبدل ومن بردعة وجوب الانتخاب المفسدين إلى صمام الأمان للعملية السياسية ومن بردعة فتوى الجهاد التي أحرقت الأخضر واليابس إلى بردعة ركوب موجة التظاهر والضرب بيد من حديد وهاهي هي البردعة الجديدة عنوانها إلغاء الخطبة السياسية والتحول إلى كناس في البلدية.
ويبدوا أنها جاءت هذه المرة بمكنسة لتغطي الآثار الكارثية لكل ما ترتب على مواقف السيستاني السابقة والتي أحلت الدمار بالعراقيين ولا نعلم متى سننتبه إلى أن الخلل ليس في البردعة وإنما الخل في الحمار.
عبد الكريم الزيدي
مواضيع ومقالات مشابهة