التظاهرات في العراق والمنهجية الصحيحة للخلاص في فكر المرجعية العربية
هيجان شعبي في العراق بسبب أزمة الكهرباء يدلل بوضوح على أن الشعب بإمكانه أن يحدث تغييرا , نعم فالنتظاهر بقوة ولنخرج بقوة وبجموع غفيرة تملأ الساحات , لكن لماذا لم نخرج ضد حكومة تسببت في ضياع محافظات بأكملها بسبب الفساد الإداري في المؤسسة الأمنية أيهما أهم انقطاع الكهرباء لساعات أم بيع ألاف الأرواح في سبايكر والتحقيقات تثبت تورط قادة كبار في ضياع الموصل والرمادي وتهجير الآلاف , وقد تظاهر أهالي الضحايا ولم يخرج احد من العراقيين معهم فيما استصرخ النازحون طالبين العون والاغاثة ,فالنتظاهر لنحاكم من سرق أموالنا وترك حدودنا , لا ينبغي أن نعيش الطرق المسلكية في الحياة والتغيير الذي ننشده يجب أن لا يكون بمقدار ما يؤمن لنا لقمة العيش فقط , فهل من المعقول أن تحل كل تلك الكوارث في العراق والتي تسببت بها العملية السياسية وطرق الفساد في إدارتها ومباركة المرجعية الأعجمية لها ويتحرك الشارع على جزئية منها , وحتى لو أقيل وزير الكهرباء فالنتيجة أن الكتل ستعود لعقد صفقة جديدة لبيع الوزارة , إذن تظاهرات العرقيين ينبغي أن ترتقي بنا إلى ما هو أوسع من ذلك و إلا إن تحجمت تلك التظاهرات , سيدخل المشروع السياسي لنفس الكتل وستذهب جهود المتظاهرين أدراج الرياح , وقد حدد المرجع العراقي الصرخي الحسني في بيان أصدره في الأحد 2 / 8 / 2015 16 - شوّال - 1436 المنهجية الحقيقية الرسالية في التظاهر في بيان "الكهرباء ... أو ... الأطفال والنساء والدماء ؟؟!!" حيث يقول سماحته
بسم الله الرحمن الرحيم {{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }} المؤمنون115 .
ـ قال الإمام علي عليه السلام {{ فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ ، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا ، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا ، أَوْ أُتْرَكَ سُدىً ، أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً ، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ ، أَوْ أَعْتَسِفَ طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ }} .
ـ الواجب الشرعي والأخلاقي يُلزمنا الوقوف مع أبنائنا وأعزائنا والإهتمام بهم والتفاعل معهم والشعور والتألّم لمعاناتهم ومآسيهم ، ومن هنا فنحن معهم في تظاهراتهم التي سِمَتُها الظاهرة وسببها الأوْضح وشعارها الأقوى هو ( الكهرباء ) !!!
وهنا لا بدَّ من النُصْح والتنبيه لإمور منها :
1ـ نؤكد إنّنا مع أبنائنا وأعزائنا وأهلنا في وجوب توفير الكهرباء وبأقصى طاقتها وفي كل الأوقات وعلى مدار الأيام ، وهذا واجب السلطة ولا عذرَ لها في التقصير به أبداً .
2ـ أعزائي أبنائي أهلي ، إنَّ خروجكم وتظاهركم من أجل الكهرباء يعني أنَّكم لم تخرجوا من أجل الأكْلِ والشُّرْبِ والجوع والعطش أي أنّها متوفرة ولا تُعانونَ منها ، فاعلموا أنكم لو خرجتم من أجل الجوع والعَطَشِ لكُنْتُم موردَ إنتقادِ أميرِ المؤمنين عليه السلام ونَهْيِهِ عن ألّا نكونَ كالبهائم هَمُّهَا عَلَفُهَا أَوِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا تجرّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ وتركب طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ ، هذا في الجوع والعطش فكيف في الكهرباء ؟!! فلا تجعلوا الشعوب تضحك علينا والتأريخ يسخر ويستهزئ بنا بسببِ تمسّكِنا بقشورٍ وفتاتٍ وتَرْكِنا للأهمِّ واللبِّ والأساس من الدين والأخلاق والأنْفُسِ والدماء والأعراض والأموال .
3ـ كل الشرفاء معَكم ، معكم في مطالبِكم ، وهو أبسط حقوقِكم وقد سَرَقَهُ السرّاق الفاسدون كما سرقوا كلَّ شيءٍ منكم ومن بلادِكم ، لكن هل تظاهراتُكم ستنتهي فقط عندما يوفِّر لكم المسؤول ساعةً إضافيةً أو أكثر من الكهرباء ، أو عندما يماطل معكم المسؤول ويخدعكم فيكسبَ الوقتَ فتمرّ الأيام وتنتهي موجةُ الحرّ الحارقة وينتهي كلُّ شيء وكأنَّ شيئاً لم يكن ؟!! فينطبق عليكم ما قالَه الإمام علي عليه السلام : {{ أَتَمْتَلِىءُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ ؟ وَتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ ؟ وَيَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ ؟! قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْهَامِلَةِ وَالسَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ ، طُوبَى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَى رَبِّهَا فَرْضَهَا ، وَعَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا }} .
4ـ نحن معكم في مطالبِكم ، لكن نسأل ماذا ستفعلون وما هي ردود أفعالكم فيما لو علِمتم وتيقَّنتُم أنَّ بعضَ مَنْ تصدّى لتحريك المظاهرات لم يكن من أجلِكم بل من أجل أن يكونَ مَنْ دَفَعَ له مسؤولاً بدلَ المسؤولِ الحالي ، أو وزيراً بدلَ الحالي ، أو رئيسَ وزراء بدلَ الحالي ، ويتحقق له ما يريد بسبب تظاهراتكم ، وأنتم لا تحصلون على أيِّ شيءٍ ؟! .
5ـ نحن معكم بكل ما أوتينا ، ونطالبُ بما تطالبون به ، ولكن نسألُ ما هو موقِفُكم ورَدُّ فعلِكم عندما تعلَمون وتتيقَّنون أنَّ بعضَ الجهات المحرِّكة للتظاهرات لم يكن تحريكُها من أجلِكم بل لكي تضغط على الجهات المنافسة في الحكومة والسلطة فتسقطها فتكون هي البديلة عنها فيحصل هذا الحزب أو هذه الميليشيا أو هذه الدولة على مرادِها في السلطة فتتسلط بدل السلطة الحالية ، وأنتم ترجعونَ بخُفّي حُنَينْ ، فلا تحصلون على شيء ؟!! .
6ـ بالتأكيد نحن معكم لأننا مِنْكم وفِيكم ومَعَكم وإلَيْكم ، فلَسْنا من الهند أو الباكستان أو أفغانستان أو الشيشان أو إيران أو غيرها من بلدان ، بل نحن من العراق ومن أهل العراق نشعر بمعاناتِكم ونتألّم لآلامكم ونحزن لحُزنِكم ، لكن هل سألتُم أنفسَكم هل الأوْلى والأرجَحُ والمتعيَّنُ والواجبُ أن تخرجوا من أجل الكهرباء لأنفسِكم الآن وفي هذا الوقت وهذا الحَرّ الحارق أو أن تخرُجوا من أجلِ إخوانِكم وأهلِيكُم وأطفالِكم ونسائِكم وشيوخِكم وأعراضكم النازحين المهجَّرين الذين سكنوا العراء ، والسعيد منهم من يحصل على خيمة ممزقة يحتمي بها ، تحرقُهم حرارة الشمس ولهيب الحر ويلسعُهم ويقرصُهم ويجمّدهم زمهرير البرد وهم عُطاشى جياع مرضى في رُعْبٍ وذلٍّ وَهَوانٍ ومنذ سنوات لا أملَ لهم في النجاة بل لا أملَ لهم في الحياة ، عشراتٌ بل مئاتٌ منهم من الأطفال والنساء والشيوخ ماتوا من لهيب الحرِّ ، ومِثْلُهُم ماتوا تحت قساوةِ البرد .
7ـ بكل تأكيد نحن معكم وننصَحُكم ، فهل سَألتُم أنفسَكم ، إننا نَخرُج من أجل الكهرباء وحَوْلَنا من أهلِنا وعشائِرِنا الأبرياء المسحوقين المستَضعَفين المرعوبين الذين تَحلُّ بهم وتقعُ عليهم كلَّ يومٍ بل كلَّ ساعةٍ مجزرةٌ بذبحٍ وحرقٍ وإطلاقِ نارٍ وقذائفَ مدفعيةٍ ودباباتٍ وصواريخَ وبراميلَ متفجرةٍ ومفخّخاتٍ ، فأين أنتم منهم ومن معاناتِهم ومن الخروجِ بتظاهراتٍ من أجلِهم والتخفيفِ عنهُم ، فأين أنتم من قولِ إمامِكم أميرِ المؤمنين عليّ عليه السلام : {{ وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ ، وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى ، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ : ( وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ .... وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ )}} .
8ـ أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح .
9ـ قبل الخروج بتظاهرات وطلب الحقوق والتغيير إسألوا أنفسَكم مرّات ومرّات ومرّات أنَّكم هل ستتراجعون وتسكتون وتتجرَّعون المرَّ والفسادَ والفاسدين والقتلَ وفَقْدَ الأعزاءِ والخرابَ والدمارَ فيما لو صدرت فتوى تُلزِمُكم بالسكوت والخنوع والقبول بالظلمِ والضَّيمِ والفسادِ والمفسدين ، كما صدرت سابقاً منهم فتاوى مماثلة وأطعْتم وسكتّم فدمَّرْتُم وأهْلَكْتُم أنفسَكم وأهليكم وشعبَكم ووطنَكم ؟!!
وفي الختام يا أبنائي وأعزائي وأحبابي أنصحكم ونفسي : يجب أن تَعلَموا وتتيقَّنوا أنه مع الجُبْنِ والخنوعِ والتبعية وعبادةِ أحبار ورهبان وفراعنة الدين ومع عدم التغيير فإنَّ الأمورَ تسير من سيّءٍ الى أسوأ وأسوأ ، قال العلي القدير {{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }} الرعد11 .
الصرخي الحسني
الأحد 2 / 8 / 2015
16 - شوّال - 1436
ـ قال الإمام علي عليه السلام {{ فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ ، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا ، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا ، أَوْ أُتْرَكَ سُدىً ، أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً ، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ ، أَوْ أَعْتَسِفَ طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ }} .
ـ الواجب الشرعي والأخلاقي يُلزمنا الوقوف مع أبنائنا وأعزائنا والإهتمام بهم والتفاعل معهم والشعور والتألّم لمعاناتهم ومآسيهم ، ومن هنا فنحن معهم في تظاهراتهم التي سِمَتُها الظاهرة وسببها الأوْضح وشعارها الأقوى هو ( الكهرباء ) !!!
وهنا لا بدَّ من النُصْح والتنبيه لإمور منها :
1ـ نؤكد إنّنا مع أبنائنا وأعزائنا وأهلنا في وجوب توفير الكهرباء وبأقصى طاقتها وفي كل الأوقات وعلى مدار الأيام ، وهذا واجب السلطة ولا عذرَ لها في التقصير به أبداً .
2ـ أعزائي أبنائي أهلي ، إنَّ خروجكم وتظاهركم من أجل الكهرباء يعني أنَّكم لم تخرجوا من أجل الأكْلِ والشُّرْبِ والجوع والعطش أي أنّها متوفرة ولا تُعانونَ منها ، فاعلموا أنكم لو خرجتم من أجل الجوع والعَطَشِ لكُنْتُم موردَ إنتقادِ أميرِ المؤمنين عليه السلام ونَهْيِهِ عن ألّا نكونَ كالبهائم هَمُّهَا عَلَفُهَا أَوِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا تجرّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ وتركب طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ ، هذا في الجوع والعطش فكيف في الكهرباء ؟!! فلا تجعلوا الشعوب تضحك علينا والتأريخ يسخر ويستهزئ بنا بسببِ تمسّكِنا بقشورٍ وفتاتٍ وتَرْكِنا للأهمِّ واللبِّ والأساس من الدين والأخلاق والأنْفُسِ والدماء والأعراض والأموال .
3ـ كل الشرفاء معَكم ، معكم في مطالبِكم ، وهو أبسط حقوقِكم وقد سَرَقَهُ السرّاق الفاسدون كما سرقوا كلَّ شيءٍ منكم ومن بلادِكم ، لكن هل تظاهراتُكم ستنتهي فقط عندما يوفِّر لكم المسؤول ساعةً إضافيةً أو أكثر من الكهرباء ، أو عندما يماطل معكم المسؤول ويخدعكم فيكسبَ الوقتَ فتمرّ الأيام وتنتهي موجةُ الحرّ الحارقة وينتهي كلُّ شيء وكأنَّ شيئاً لم يكن ؟!! فينطبق عليكم ما قالَه الإمام علي عليه السلام : {{ أَتَمْتَلِىءُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ ؟ وَتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ ؟ وَيَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ ؟! قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْهَامِلَةِ وَالسَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ ، طُوبَى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَى رَبِّهَا فَرْضَهَا ، وَعَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا }} .
4ـ نحن معكم في مطالبِكم ، لكن نسأل ماذا ستفعلون وما هي ردود أفعالكم فيما لو علِمتم وتيقَّنتُم أنَّ بعضَ مَنْ تصدّى لتحريك المظاهرات لم يكن من أجلِكم بل من أجل أن يكونَ مَنْ دَفَعَ له مسؤولاً بدلَ المسؤولِ الحالي ، أو وزيراً بدلَ الحالي ، أو رئيسَ وزراء بدلَ الحالي ، ويتحقق له ما يريد بسبب تظاهراتكم ، وأنتم لا تحصلون على أيِّ شيءٍ ؟! .
5ـ نحن معكم بكل ما أوتينا ، ونطالبُ بما تطالبون به ، ولكن نسألُ ما هو موقِفُكم ورَدُّ فعلِكم عندما تعلَمون وتتيقَّنون أنَّ بعضَ الجهات المحرِّكة للتظاهرات لم يكن تحريكُها من أجلِكم بل لكي تضغط على الجهات المنافسة في الحكومة والسلطة فتسقطها فتكون هي البديلة عنها فيحصل هذا الحزب أو هذه الميليشيا أو هذه الدولة على مرادِها في السلطة فتتسلط بدل السلطة الحالية ، وأنتم ترجعونَ بخُفّي حُنَينْ ، فلا تحصلون على شيء ؟!! .
6ـ بالتأكيد نحن معكم لأننا مِنْكم وفِيكم ومَعَكم وإلَيْكم ، فلَسْنا من الهند أو الباكستان أو أفغانستان أو الشيشان أو إيران أو غيرها من بلدان ، بل نحن من العراق ومن أهل العراق نشعر بمعاناتِكم ونتألّم لآلامكم ونحزن لحُزنِكم ، لكن هل سألتُم أنفسَكم هل الأوْلى والأرجَحُ والمتعيَّنُ والواجبُ أن تخرجوا من أجل الكهرباء لأنفسِكم الآن وفي هذا الوقت وهذا الحَرّ الحارق أو أن تخرُجوا من أجلِ إخوانِكم وأهلِيكُم وأطفالِكم ونسائِكم وشيوخِكم وأعراضكم النازحين المهجَّرين الذين سكنوا العراء ، والسعيد منهم من يحصل على خيمة ممزقة يحتمي بها ، تحرقُهم حرارة الشمس ولهيب الحر ويلسعُهم ويقرصُهم ويجمّدهم زمهرير البرد وهم عُطاشى جياع مرضى في رُعْبٍ وذلٍّ وَهَوانٍ ومنذ سنوات لا أملَ لهم في النجاة بل لا أملَ لهم في الحياة ، عشراتٌ بل مئاتٌ منهم من الأطفال والنساء والشيوخ ماتوا من لهيب الحرِّ ، ومِثْلُهُم ماتوا تحت قساوةِ البرد .
7ـ بكل تأكيد نحن معكم وننصَحُكم ، فهل سَألتُم أنفسَكم ، إننا نَخرُج من أجل الكهرباء وحَوْلَنا من أهلِنا وعشائِرِنا الأبرياء المسحوقين المستَضعَفين المرعوبين الذين تَحلُّ بهم وتقعُ عليهم كلَّ يومٍ بل كلَّ ساعةٍ مجزرةٌ بذبحٍ وحرقٍ وإطلاقِ نارٍ وقذائفَ مدفعيةٍ ودباباتٍ وصواريخَ وبراميلَ متفجرةٍ ومفخّخاتٍ ، فأين أنتم منهم ومن معاناتِهم ومن الخروجِ بتظاهراتٍ من أجلِهم والتخفيفِ عنهُم ، فأين أنتم من قولِ إمامِكم أميرِ المؤمنين عليّ عليه السلام : {{ وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ ، وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى ، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ : ( وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ .... وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ )}} .
8ـ أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح .
9ـ قبل الخروج بتظاهرات وطلب الحقوق والتغيير إسألوا أنفسَكم مرّات ومرّات ومرّات أنَّكم هل ستتراجعون وتسكتون وتتجرَّعون المرَّ والفسادَ والفاسدين والقتلَ وفَقْدَ الأعزاءِ والخرابَ والدمارَ فيما لو صدرت فتوى تُلزِمُكم بالسكوت والخنوع والقبول بالظلمِ والضَّيمِ والفسادِ والمفسدين ، كما صدرت سابقاً منهم فتاوى مماثلة وأطعْتم وسكتّم فدمَّرْتُم وأهْلَكْتُم أنفسَكم وأهليكم وشعبَكم ووطنَكم ؟!!
وفي الختام يا أبنائي وأعزائي وأحبابي أنصحكم ونفسي : يجب أن تَعلَموا وتتيقَّنوا أنه مع الجُبْنِ والخنوعِ والتبعية وعبادةِ أحبار ورهبان وفراعنة الدين ومع عدم التغيير فإنَّ الأمورَ تسير من سيّءٍ الى أسوأ وأسوأ ، قال العلي القدير {{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }} الرعد11 .
الصرخي الحسني
الأحد 2 / 8 / 2015
16 - شوّال - 1436
مواضيع ومقالات مشابهة
نعم والف نعم لما يقوله المرجع العراقي ابن العراق الذي يعاني معاناة العراقين هذا هو عين الصوب والحقيقة لخروج العراق من الصنمية وعبادة الاله التي لاتذر ولاتنفع فلابد من تحرير القيود وجعل الصوت العراقي يدوي اسماع العملاء
مواقف اصبحت منهج وسلوك لكل العراقيين منها نتعلم ومنها ننطلق لننظم تظاهراتنا ونوحد أهدافنا والنازحون من اولوياتنا
مرجع رسالي يقف مع الامة ويوجهها الى طريق الخير
كل الشرفاء يقف مع هذا الرجل العظيم
رجل عظيم هذا المرجع الرسالي
بيان يرفع مستوى الفكر لدى الجميع
ان مواقف المرجع العراقي الصرخي تعبر عن وطنيته وعراقيته, وتعبير عن مدى شعوره بكل ما يمر به العراقيين من ويلات وآلام, سواء كانوا سنة أم شيعة, عرب ام كورد, فكلهم سواسية ماداموا عراقيين فهم ابناء ارض وسماء وماء واحدة واذا ما اشتكى فرد منه في الجنوب فان ابن الشمال يحس به ويعاني لمعاناته ... ومن هذا المنطلق عبر المرجع الصرخي في بيان عن ضرورة المطالبة بحقوق النازحين والمهجرين والمحاصرين في مدنهم ممن يتعرضون للقصف العشوائي كون العراقيين شعب واحد مهما كانت الضروف ويجب ان تكون مطالب المتظاهرين انسانية شاملة لا تكون مطالب ضيقة
أزال المؤلف هذا التعليق.
الفشل والنجاح في التظاهرة ليس في استمرار المظاهرات او توقفها بل في تحقيق اهدافها فياتي الكلام عن الاهداف فهل نتوقف على مطلب الكهرباء وهو مطلب يذوب وينتفي بمرور الايام وربما بضعة ايام حين انتهاء موجة الحر .
فعلى مجرد مطلب الكهرباء لا يعقل ان تشكل المظاهرات جرس انذار للحكومة لانه مطلب متواضع مختصر محدود الوقت والتاثير لكن جرس الانذار يكشف ان مطلب الكهرباء صار البذرة الاولى والشرارة الاولى لوعي الجماهير فصارت الجماهير تطالب بمطالب اخرى وهي ضمن الحد الادنى لمتطلبات العيش الانساني المقوّم للحياة لا أكثر
وتطورت الامور باسرع من المتوقع فالتفت الجماهير الى ان معالجة النتائج والتعامل معها بمعزل عن اسبابها فهو تعامل غير مجدٍ وغير مثمر لانه لا يمنع من تجدد الفساد والافساد .وهذا ماجاء في بعض مضامين بيان الكهرباء....او....الاطفال والنساء والدماء للمرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني
انها مرجعيه عراقيه عربيه عاشت وتعيش آلام هذا الشعب الجريح وكل آلام المسلمين في العالم منذ تصديها للمرجعيه وتقف بالضد من غير تقيه بوجه كل فساد وافساد من كل حكومه ظالمه ولاتجامل على حساب الحق من اجل مصالحها مصلحتها الحقيقيه هي العيش الكريم للشعوب وقيادة نفسها بنفسها حيث قالت مافحواه نريد من العراقي ان يكون هو القائد وليس تابع ذليل للشرق والغرب.فعلى كل عراقي عربي شريف حر ابي ان يساند هذه المرجعيه من اجل العروبه والأسلام المحمدي الأصيل.
هذا التوجيه نابع من روح وطنية عراقية أصيلة , ونهج رسالي حقيقي , بعيد عن أي منفعة شخصية أو مصلحة حزبية , بل كان الهدف والغاية منه هو خدمة العراق والعراقيين وإنقاذهم مما هم فيه من بؤس وفقر وفاقة وفرقة وشتات وضياع للحقوق
المرجع العراقي العربي السيد الصرخي دائما يشخص الواقع كما هو ويعطي الحلول الناجعة والتامة التي تمثل خلاص للعراق وشعبه
مايقوله السيد الصرخي الحسني هو الحقيقة فعلى العراقيين اخذ هذه النصائح بجدية .
ياشعبناء الجريح عليكم بالمرجع العراقي العربي فهوا مخلصكم وهو من يمتلك الحل والنجاة لانه مرجع السلام والمحبة ويدعوا الى التعايش السلمي ويرفض التطرف والطائفية فعليكم ان تطردوا الفاسدين والسراق الذين نهبوا خيرات العراق
لله درك ايها السيد الصرخي من غيور وعالم رباني ووطني عظيم عفيف طاهر ومفكر بارع , هو كلام الصدق والعدل والسمو والاباء ,, هو طرق الارتقاء ورفض العبودية ,, هو منهج الصلاح والخلاص والتخلص من كل الفاسدين الذين اضروا بالعباد والبلاد ,, فأيها العراقيون فاسمعوها وعوها والله لا تعصبا ولا تحيزا .. لا خلاص لكم الا باتباع منهج السيد الصرخي اتمنى ان يوفقكم الله ايها العراقيون في سعيكم , لكن ما طرحه السيد الصرخي ارقى واسمى وأعلى واكبر مما تطلبون من الشيء الصغير , فلا يفوتكم الفوت ,, والارواح والدماء أهم ... أهم ....أهم