الدور و التواطؤ الامريكي في تمدد المشروع الصفوي والرد العربي المطلوب
الدور و التواطؤ الامريكي في تمدد المشروع الصفوي والرد العربي المطلوب
بقلم
المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني
مقرر المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق
لقد عانى العرب و على مدى الاربعة عقود والنصف الماضية من عمر الثورة الايرانية البائسة التي اطاحت بحكم شاه ايران الراحل, و التي إعتلى من خلالها ملالي طهران و تصدروا الواجهة السياسية في ايران.
ولقد أتضحت النوايا الحقيقية لثورتهم البائسة باعلان بداية عهد صفوي جديد و على لسان شيطان ثورتهم الخميني عندما اعلن للعالم اجمع في خطابه بتارخ "11/2/1980: عندما قال "أننا سنصدر ثورتنا إلى كل العالم حتى يعلم الجميع لماذا قمنا بالثورة"
وأرتسمت اولى خطوات تطبيق هذا المشروع عند مباشرتهم بالحرب على العراق بشكل احادي الجانب وعلى مدى شهور الى ان جاء الرد العراقي الحاسم وبدأت حرب الثماني سنوات.
والتي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون إنسان، منذ 1980 و حتى عام 1988،
و التي كانت بمثابة العثرة والحفرة التي سقطوا بها مع انطلاق مشروعهم الصفوي بعد ثورتهم البائسة.
فلم يتوقعوا ان يقوم العراق بالرد والصمود على مدى ثماني سنوات من الحرب الضروس واعتداءاتهم السافرة والمتكررة على العراق وشعبه.
ولكن المشروع الصفوي وتصدير الثورة الفارسية لم يقتصر على ذلك فحسب.
بل تزامنت حربهم على العراق مع تدخلهم المباشر في لبنان وعلى مرأى ومسمع من العالم اجمع، و أسسوا لكيان صفوي مسخ " داخل الدولة اللبنانية" من خلال تشكيل ذراعهم في لبنان" حركة أمل "،
وشكلوا بعدها الذراع الاقوى لهم في لبنان و المتمثل في "حزب اللآت"و الذي جيّش أتباع طائفته وصنع كيانا مسلحا داخل الدولة اللبنانية، يفوق في تسليحه جيش الدولة نفسها.
بل وصل به الحال اليوم الى ان يتحكم في كل سياسات الدولة اللبنانية وتشكيل الحكومات واسقاطها واغتيال معارضه من الكوادر الوطنية واسقاط هيبة الدولة اللبنانية والتحكم في ثروات الدولة اللبنانية و تسيير السياسات الخارجية للدولة اللبنانية وفق ماتقتضيه مصالح دولة الفرس الصفوية وقرارات "الولي السفيه" القابع في طهران.
وانتهى الحال بالدولة اللبنانية الى ان تكون اليوم هيكل اجوف مفرغ من محتواه ككيان دولة مستقلة لها سيادة على ارضها وعلى شعبها.
فلبنان اليوم بكيانها وجيشها وشعبها اليوم خاضعة وتابعة لسياسات الولي السفيه القابع في سراديب التأمر والدجل في طهران!!
وعند غزو العراق من قبل قوى الاستعمار وآلة القتل الامريكية,
و بعدما قامت الولايات المتحدة بتدمير وتفكيك كيان الدولة العراقية و تدمير جيشه!
سلمت العراق الى ايران على طبق ليكون فريسة المشروع الصفوي الفارسي,
حتى وصل الحال في العراق إلى ان يكون ساحة وحديقة خلفية لطهران وسياسات الولي السفيه "وعلى مراى ومسمع وتواطو من الولايات المتحدة الامريكية واتفاق مسبق بينها وبين الدولة الصفوية ",
بعدما أوصلت الموالين للدولة الصفوية " من صبيان الولي السفيه" للحكم!
فقامت دولة الفرس الصفوية بإنشاء ودعم وتجييش وتوجيه الميليشيات الصفوية المسلحة, باوامر من عمائم الزندقة في قم وطهران والنجف ,
وملأت بها العراق ..كعصائب أهل الحق وجيش المهدي وفيلق بدر والمختار وأكثر من أربعة عشر فصيلا مسلحا،
وقد كانت مهمتهم وعلى مدى العقد الماضي من الزمن هو تفريس العراق واستأصال كل ماله علاقة بعروبة العراق,
لضمان ان لا تقوم للعرب قائمة في العراق بعد اليوم!
لتحويل العراق الى قاعدة انطلاق لمشروعهم الصفوي الفارسي لابتلاع جزيرة العرب, بعدما كان العراق الصخرة التي أخرت امتداد مشروعهم على مدى 23 سنة منذ عام "1980 وحتى 2003 واحتلال بغداد"
فولغوا في دماء العرب في العراق , ونشروا التفجيرات والقتل على الهوية والتهجير وحولوا مدن العراق إلى كانتونات مسلحة يحكمها مرتزقة من صبيان وفراخ الولي السفيه،
وقتلوا الى يومنا ما يزيد عن المليوني عربي في العراق, ولم يستثنَوا الطفل أو الامرأة او كبير السن .
وكل ذلك كان ولا يزال يجري و على مراى ومسمع من حكومة الولايات المتحدة الامريكية راعية السلام العالمي و حامية حمى المنطقة العربية كما يعتقده بعض من اعمى الله بصيرته من ابناء الامة وحكوماتها!
والمشروع الصفوي يمتد وبشكل علني منذ ان انتهى وجود كيان الدولى العراقية الوطنية وقواتها المسلحة, والتي كانت تشكل ثقل كبير على مستوى ميزان القوى المتحكمة في المنطقة.
نحن هنا لا نريد ان نسرد ما للعراق من قيمة تاريخية و ثقل عربي وكونه البوابة الاولى التي صدت وانهارت على صخرته اولى مسارات وانطلاقات المشروع الصفوي الفارسي الخبيث القادم لابتلاع امة العرب.
و يكفينا القول بان ماحدث بعد انهيار العراق وتدمير جيشه وتمزيق نسيجه العربي "الاجتماعي والثقافي والتاريخي" منذ 2003 الى يومنا وماحدث للعرب خصوصا ً, وما حدث لمنطقة الشرق الاوسط عموما.
من انهيار وتدمير كيانات ودول وامتداد الاذرع الصفوية في كل دول المنطقة ووصولها الى مرحلة العمل العلني والاعلان الرسمي لرسم ملامح امبراطوية صفوية فارسية على ارض العرب.
والتهديدات الجدية التي تتعرض لها الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص والكيانات السياسية فيها.
لهو دليل كافي على ثقل العراق وقيمته العسكرية العربية على مستوى ميزان القوى في المنطقة.
نحن لا نريد ان نعود الى الوراء او نبرر ماحدث ايام 1991 وكل ما تبعها من احداث.
والتي قد يستخدمها البعض من اخواننا العرب لتبرير تعاونهم مع الحلف الدولي الذي استخدمهم واستعان بهم لتمويل و تجهيز والمشاركة المباشرة في تدمير العراق وجيشه وشعبه.
ونحن على يقين كامل ان السواد الاعظم من اخواننا العرب قد وصلوا الى قناعات كاملة بان الولايات المتحدة الامريكية لم تكن نزيهة في غاياتها تجاههم.
وان الغالبية من اخواننا العرب اليوم على يقين بانهم تعرضوا للخداع من قبل هذه الدولة المارقة والتي كان مخططها اكبر من موضوع تحرير ارض!
وان المخطط المرسوم للمنطقة في حينها قد ظهر على العلن اليوم بعد ذهاب العراق ككيان ودولة وجيش وشعب وحضارة.
وامسى العرب وبعد ذهاب العراق, ككرة يتقاذفها اصحاب المطامع والمصالح من القوى الاستعمارية.
ودول المنطقة العربية وحكامها باتوا مخيرين اليوم أما ان يكونوا فريسة للثور الاسود"المد الصفوي الحالم بالامبراطوية الغابرة المكذوبة,الذي سينقض عليهم بمجرد ان ياخذ الضوء الاخضر "من قوى الظلام التي تتحكم بسياسات ومصير شعوب العالم" فتعيث فيهم خرابا ودمارا و نهبا ً وسلبا ً كما فعل في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
او ان تلتحق دول المنطقة العربية وحكامها بسفينة التبعية للقوى الظلامية التي تحكم العالم اليوم وتسيطر على مراكز صنع القرار في الدول العظمى المتحكمة بالعالم اليوم.
وبذلك ستكون رهينة الاوامر والقرارات التي تمليها عليهم هذه القوى, وفق مصالح الدول والقوى الاستعمارية.
وهذا مانراه اليوم في العديد من حكومات الدول العربية.
و التي يستغرب أبناء الامة اليوم من سياساتها و منهاجها وكيف انها اصبحت اداة بيد القوى الاستعمارية الدولية والقوى الظلامية التي تتحكم بمراكز صنع القرار فيها.
بعدما امست العديد من الحكومات العربية اليوم تتأمر على القضية العربية والهوية العربية وعلى مصير الامة ومصالحها و مستقبل شعوبها.
وصارت تعمل لصالح نفوذ ومصالح الدول الاستعمارية التي لن يجادلك عاقل في انها لا تريد الخير لامتنا العربية.
ذلك هو المسار المرسوم لها والذي يوجب عليها ان لا تحيد عنه, لان العقاب سيكون بتسليط الدولة الفارسية ومشروعها الصفوي و الذي تستعمله القوى الاستعمارية الظلامية لتأديب كل من يشق عصا طاعتها في المنطقة !
فيكون مصيره كمصير العراق وسوريا واليمن.
ولقد اوضحنا في كثير من المواضع والمنابر والمواقع والاجتماعات,
بان المشروع الصفوي ليس بالضرورة هو مشروع تابع للغرب الاستعماري,
او تابع للقوى الظلامية التي تتحكم بمراكز صنع القرار في هذه الدول.
مع يقيننا الشخصي بانه يسقى من نبع واحد.
ولكن ماهو اكيد اليوم ان دول الاستعمار المارقة وقوى الظلام المتحكمة بها اليوم تستعمل الثور الاسود"الدولة الصفوية الفارسية ومشروع المد الصفوي" كسيف مسلط على رقاب العرب على وجه الخصوص.
وهو الحل الامثل الذي يغنيهم عن ارسال الجيوش والاقدام على الغزو المباشر لمنابع ومصادر الطاقة في المنطقة.
والتي تتزاحم على افتراسها القوى الاستعمارية في العالم اليوم.
لذلك فان تسخير المشروع الصفوي واستعماله كورقة رابحة لخدمة الهدف الاساس في تخويف حكومات الدول العربية وشعوبها وابتزازهم وسرقة ثرواتهم و استباحة ارضهم و اقامة القواعد العسكرية عليها وفتح الاجواء و غزو المياه الاقليمية العربية, مقابل أدعائهم حمايتهم في حال تعرضوا للاعتداء من قبل دولة الفرس الصفوية!
ويتضح اليوم ولكل ذي بصيرة وبالشواهد على مايجري في دول العرب اليوم.
فأين دول الاستعمار وقوى الاستكبار الدولي مما يجري اليوم على ارض العراق؟
فطائرات الحلف الدولي الذي اعلنوه وفي مقدمتها طائرات الولايات المتحدة الامريكية لقتال مايسمى "داعش" تجوب سماء العراق اليوم ليس لحماية شعب العراق او كيان الدولة العراقية"الغير موجود اصلا" ولكن لحماية فيالق و امدادات الحرس الثوري الايراني القادمة من ايران والتي تقاتل في قلب مدن العراق,
في تكريت والانبار وديالى وتخوم كركوك وجنوب بغداد.
تحت الغطاء المكذوب الحرب على الارهاب !!
باسم جيش الحكومة الصفوية القابعة في المنطقى الخضراء و مليشيات "المرتزقة من الحشد الصفوي التي شكلتها حكومة ولاية السفيه في طهران"!
ونتسائل باستمرار .. الا ترى الحكومات العربية ما يجري من خداع وتواطؤ ؟!
وهل بعد كل ذلك لم يكتشفوا حقيقة المسرحية التي خدعهم بها الغرب الاستعماري؟!
و ايضا.. اين دول الاستعمار وقوى الاستكبار الدولي مما يجري اليوم على ارض الشام؟
من فيالق و امدادات الحرس الثوري الايراني القادمة من ايران والتي تقاتل في قلب مدن الشام وعاصمته و بشكل معلن!!
ام ان اقمارهم الاصطناعية وبوارجهم وقواعدهم العسكرية وجواسيسهم في دول المنطقة الذين فاقت أعددهم الملايين اليوم لم يكتشفوا ولم يرصدوا ذلك؟!
وهل كل مايجري على الساحة السورية منذ سنوات من قتل وتدمير وابادة على يد اذناب المشروع الصفوي , يجري على النقيض وبعيد عن رغبات الادارة الامريكية ودهالقة صناع القرار الامريكي؟!
واين هم مما جرى ويجري في اليمن ؟ واين هي الديمقراطية وسيادة الدول التي ترفع شعاراتها قوى الاستكبار وعلى راسها امريكا راعية السلام والديمقراطية في العالم؟!
فبعدما أنشأت دول الفرس الصفوية ميليشيات الحوثي "الفارسي الاصل" ودعمته بالمال والسلاح، واستضافت عناصره الذين دربهم الحرس الثوري الإيراني في ايران،
ليعودوا في ما بعد كقوة مسلحة تثير القلاقل، على شاكلة حزب اللات في لبنان .
والتي تطاولت على المملكة السعودية، سابقا وحاولت إثارة الفتنة في جنوبها,
وفتحت الجبهات المتوالية على الجيش اليمني في مخطط واضح لاستنزافه واضعافه ,
لان المخطط المرسوم كان الى ماهو ابعد من ذلك ,
الى ان استطاعت مليشات ايران "الحوثية " من إسقاط العاصمة صنعاء تحت بنادقهم الصفوية، و مزقت شرعية وكيان الدولة اليمنية,
وادخلت اليمن الى سرادق الظلام وكما فعلت في العراق واليمن والشام !!
والمسلسل مستمر وعلى مرأى ومسمع من العالم اجمع وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية والتي تجوب طائراتها سماء اليمن وبوارجها تسيطر على بحر العرب ,لقتل من تسميهم بالارهابيين !!!
في الوقت الذي توفر فيه الحماية المطلقة لامتداد وسيطرة المشروع الصفوي على جزيرة العرب, وتسمح للبواخر الايرانية بمد مليشياتها في اليمن بالمال والسلاح والمقاتلين!
حتى صرح شياطين قم وبكل وقاحة قبل ايام ان الدور والحلقة القادمة من مسلسل المشروع والمد الصفوي سيطال نجد والحجاز!
وبالرغم من كل ذلك مازلنا نرى ونسمع استمرار توافد الحجيج للبيت الابيض من الحكام العرب والسياسيين العرب للاستعانة بالمدد والسند الامريكي للوقوف بوجه الخطر الصفوي الفارسي المتفاقم و ومحاولة ابعاد خطره عن دولهم !
ولكن تناسى حكام العرب وسياسييهم ان بيدهم العديد من الادوات التي يستطيعون من خلالها ضرب المشروع الفارسي الصفوي في قلبه وفي صميمه بعيدا عن التماس السند والمدد الامريكي الذي لم ولن يكون في يوم من الايام إلا متواطئً مع دولة الفرس الصفوية ومشروعها الخبيث على حساب امة العرب ومستقبل شعوبها وتاريخها وكرامة ودماء ابناءها.
وهذا ما سنكتب في تفاصيله في الكلمة القادمة في كيفية تفتيت الدولة الصفوية من الداخل ... والذي يوجب على العرب ان يبادروا اليه اليوم كرد امثل لمواجهة وتدمير المشروع الصفوي ودرء خطره عن امة العرب.
بعيد عن التماس المد والعون من المتواطئين مع المشروع الصفوي لتدمير وتفريس امة العرب خدمة لبقاء وليدتهم في المنطقة "الكيان الصهيوني".
مواضيع ومقالات مشابهة