تقرير مترجم واقع داعش : ليس مجرد 40000 مقاتل بل هو ايدلوجيا رادكالية اسلامية في اكثر من 90 دولة
ما لم يواجهه الرئيس أوباما كـ "تهديد حقيقي علينا"؛ فان خطط استعادة الموصل لن يكتب لها النجاح.
قال مسؤولون أميركيون هذا الاسبوع انهم يخططون لتدريب ما يصل إلى 25000 من القوات العراقية من أجل مهمة استعادة السيطرة على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، من متشددي الدولة الإسلامية في وقت ما في ربيع هذا العام.
لا شك أن المهمة موضع ترحيب، ولكن بصراحة من غير المرجح أنها ستنجح ما لم يكن هنالك فهم أعمق من جانب حكومتنا أن الدولة الإسلامية واتباعها تشكل لنا التهديد الحقيقي كأمة؛ وعليه يجب أن يكون دورنا في هذه المعركة أوسع . وعلى الولايات المتحدة ان تقوم وبشكل جدي بدور أكبر مما فعلناه حتى الآن في العراق، فليس من المرجح ان يكون الجيش العراقي الذي يتألف من الشيعة قادرا على اجتياح معقل للسنة مثل الموصل، حتى وان كان يفوق العدو عددا بنسبة عشرة إلى واحد. لذا يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لتقديم قدرات قتالية أكثر بكثير والعوامل المساعدة الأخرى مثل القيادة والسيطرة، والاستخبارات، والمساعدة اللوجستية، والدعم بقصف أهداف العدو، وهذا عدد قليل من الأشياء الممكن تقديمها لإنجاح المهمة.
بعد هزيمة أي عدو، يجب عليك أولا أن تعترف أنه موجود، وهذا ما لم نفعله. وأعتقد أن الارتباك ما زال موجودا على أعلى مستوى من حكومتنا عن ماهية من نواجه ، والرأي العام الأمريكي يريد الوضوح وكذلك الشجاعة الأدبية والفكرية، التي لم يحصل عليها حتى الآن.
هناك بعض الذين يزعمون أن الإسلاميين المتطرفين ليسوا تهديدا وجوديا، وبالتالي يمكن ببساطة أن نتعامل معهم كمجرمين، أو كقضية محلية في العراق وسوريا. وأنا بكل احترام أختلف وبقوة مع هذا الرأي.
ونحن، كأمة، يجب أن نتقبل مواجهة الواقع في أننا والدول المساهمة الأخرى من العالم في حالة حرب، ليس فقط في العراق. نحن في حرب عالمية مع شكل من أشكال الدين الإسلامي الراديكالي والعنيف، وأنه موقف غير مسؤول وخطير إذا أنكرنا ذلك. إن هذا العدو هو أوسع بكثير من مجرد 40000 مقاتل تابع الى الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، حيث يوجد أيضا شريحة واسعة من هذا النوع من المتطرفين الإسلاميين في أكثر من 90 دولة في انحاء العالم وكذلك لدينا هنا في الداخل، وهنا فقط أسأل تلك البلدان من أين يتدفق المقاتلون الأجانب إلى الشام لدعم هذا "الجهاد".
وبغض النظر عن ان هذا العدو سيذهب بعيد في أي وقت قريب. إلا أن علينا أن ندرك ونفهم إن هذا النوع من الإسلام الراديكالي هو أيديولوجية سياسية تأسس قوانينها انبثاقا من القرآن والسنّة، وليس هنالك أي مصدر آخر. وان هذا الشكل من الإسلام الراديكالي هو في صراع مباشر مع شريحة واسعة من المجتمع الإسلامي. ويجب على ذلك المجتمع ان يقف وقفة جادة الآن أو أن أفراده سيحسبون من بين القتلى الذين سيقتلون على أيدي هؤلاء المتشددين الراديكاليين (وهذا يشمل كلا من السنة والشيعة).
وبعد أن خدمت في ساحات الحرب في العراق وأفغانستان لسنوات عديدة، و واجهت هذا العدو مواجهة قريبة وشخصية، ورأيت بأم عيني القسوة الجامحة لدى عدونا. أقول مع أن هذا العدو قد يكون متحركا بأيديولوجية القرون الوسطى، إلا أنه يمتلك قدرات على القتل والتشويه حديثة جدا فضلا عن أنه يقوم بنقل أفكاره وأعماله عبر الإنترنت بدقة وذكاء بالغين.
في الواقع، انهم قادرون بشكل متزايد على تهديد مصالح أمتنا ومصالح حلفائنا، وسيكون من الحماقة بالنسبة لنا أن ننتظر حتى يشكلوا تهديدا وجوديا بالنسبة لنا كي نقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة والحاسمة من قبلنا. وإذا ما تأخرنا فان هذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة التكلفة في الدم والمال في وقت لاحق عما يجب أن نقدمه الآن.
إنه ليس مستغربا أن تكون الإشارات حول مشروع التفويض لاستخدام القوة العسكرية مؤخرا ، هي أننا على استعداد لننتظرهم حتى يصبحوا تهديدا وجوديا. ومرة أخرى أقول إن هذا تفكير غير مسؤول وخطير في نفس الوقت. إن هذا التفويض سيوفر سلطات أكثر وحتى أقوى لقادتنا العسكريين كي لا يكون الأمر مجرد جدول زمني آخر يحدد توقعات غير موجودة على أرض الواقع.
بدلا من ذلك، ينبغي أن يكون هذا التفويض واسع وسريع، وغير مقيد بقيود غير ضرورية. هذه القيود تسبب الإحباط ليس فقط في أوساط الجيش والمخابرات لدينا لكنها أيضا تبطيء بشكل كبير عملية صنع القرار حيال العديد من الفرص غير المغتنمة. وإذا كان هذا يرجع انعدام الثقة في قادة جيشنا وجهاز المخابرات لدينا، فعلينا التخلص منهم وإيجاد قادة جدد.
وإذا لم يكن هنالك استراتيجية شاملة وواضحة ومتماسكة، تشتمل على جميع عناصر القوة الوطنية القادمة من الحكومة؛ ينبغي ألا يكون هنالك أي تفويض أصلا، وببساطة نترك كل قائد موجود في مكانه.
هنالك حلول لهذه المشكلة. ومع ذلك، فان حلا مثل القضاء على هذا الشكل المتطرف للإسلام ومحوه من على وجه هذا الكوكب يكون صعبا ومعقدا وسوف يتطلب ذكاءً غير عادي، وشجاعة، وقيادة . القيادة التي لن تكون بناءً توافقي الآراء، ولكنها يجب أن تكون مدروسة، وذات بصيرة، وحتى حاسمة إذا تطلب الأمر .
لقد رأينا هذا النوع من القيادات طوال تاريخ العالم، ولدينا أمثلة في تاريخنا مثل جورج واشنطن مرورا بـ لينكن وفرانكلين و روزفلت وصولا إلى رونالد ريغان. عندما واجهوا تهديدات تهدد نمط حياتنا وحياة أصدقائنا وحلفائنا حول العالم، نجدهم تصدوا للقيادة دون تردد. سواء كانت تلك القيادة تعني فرض إرادتنا على العدو بالقوة أو الإنفراد بهم كل على حده من خلال الذكاء والتصور المتوفرين لدينا، إنهم كانوا قادة واجهوا الواقع الصعب وجها لوجه.
وتحقيقا لهذه الغاية، أقدم الأهداف الاستراتيجية الثلاثة التالية:
• أولا، علينا تنشيط كل عنصر من عناصر القوة الوطنية بطريقة متماسكة ومتزامنة تماما مثلما كانت جهودنا خلال الحرب العالمية الثانية أو الحرب الباردة، وتسخير الموارد بشكل فعال لأن الصراع ممكن ان يكون صراعا لأجيال قادمة. وعلينا أن نضع نصب أعيننا حقيقة أنه لا توجد وسيلة رخيصة لكسب هذه المعركة.
• ثانيا، يجب علينا إقحام الإسلاميين المتطرفين أينما كانوا، من خلال طردهم من ملاذاتهم الآمنة وقتلهم. وألا يكون لديهم أي مكان للإقامة. ويجب أن نعطى أي دولة توفر ملاذا آمنا لأعدائنا خيار واحد، إما القضاء عليهم أو تكون على استعداد لتكون ضمن الدول المساهمة والمشتركة في هذا المسعى للقيام بذلك. نحن بحاجة للاعتراف أن هنالك دولا تفتقر إلى القدرة على هزيمة هذا التهديد، ومن المرجح أنها ستحتاج إلى المساعدة للقيام بذلك داخل حدودها المعترف بها دوليا. لذا يجب أن نكون على استعداد دائما لمساعدة تلك الدول.
• ثالثا، يتعين علينا أن نواجه بحزم كل المؤيدين وكل من يُمكّن للأيديولوجية الإسلامية العنيفة (سواء كانوا دولا أومؤسسات أو أفرادا) وإجبارهم على إنهاء دعمهم لأعدائنا أو أن يكونوا على استعداد لإزالة قدرتهم على القيام بذلك. وإن حقيقة كون العديد من تلك الدول تعتبر حاليا "شركاء" للولايات المتحدة يجب أن تتغير. وإذا كان ما يسمى بـ "شركائنا" لا يعملون وفقا للقواعد والسلوكيات المقبولة دوليا أو بناءً على القانون الدولي، فعندها يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لقطع أو تقليص بشدة المساعدات الاقتصادية والعسكرية وكذلك العلاقات الدبلوماسية مع تلك الجهات .
وختاما أقول إن الفوز لا يأتي دون تكلفة، وحل المشاكل الفوضوية الصعبة ليس من السهل أبدا، ولكن هذا ما يفعله القادة؛ لذا دعونا نقود ! انتهى
ترجمة : د. أيمن العاني
التأريخ : 20 شباط 2015
الموقع : بوليتيكو مغازين .
الرابط :
http://www.politico.com/magazine/story/2015/02/why-the-iraq-offensive-will-fail-115356.html#.VOxL_HyUcgt
مواضيع ومقالات مشابهة
- بالفيديو .. قطر تبيع حليفتها إيران بموقف صادم عن الاتفاق النووي
- خطة تركيا لضرب الفصائل الكردية في سوريا تواجه معضلة دبلوماسية
- جنرال كندي: العراق لا يحتاج إلى قوات أجنبية
- لقطات توثق استمرار مظاهرات إيران.. وفيديو لتمرد باسيجية
- الداخلية تضبط خرقا في انبوب نفطي بين كربلاء والانبار
- رجل يبيع زوجته بحجة تسديد مصاريف الزواج في بابل