سنة الإنتظار والترقب قانون إلهي عام
هيام الكناني
الترقب ؛ الانتظار , نظرةٌ تبعث الأمل في المستقبل، ومؤدّاها أنّه مهما قست الظروف فإنّ على الإنسان أن لا يستسلم لليأس ولا يفقد الأمل بالنصر الإلهيّ الموعود، إذ هو على موعدٍ مع فرجٍ متوقّعٍ في نهاية المطاف, ومن لطف الله تعالى أنه سخر الكون لهذا الإنسان لحكمة بالغة وهي عبادته سبحانه ولأجل ترتيب الأثر لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان وفق قوانين طبيعية تضمن حقوق وكرامة الجميع لذا استخلفه في الأرض وهذا الاستخلاف والغرض مازال قيد التطبيق لذلك ادخر شخصيات مقدسة لتكون الأمل المنبعث لنشر نير المحبة والسلام في زمان امتلأ من الجور والظلم حده وعليه فإن الترقب والانتظار وعد إلهي قد أشارت إليه النصوص القرآنية الشريفة كما بينها وشرح مفهومها المرجع الصرخي الحسني في المحاضرة السادسة من بحث الدولة.. المارقة...في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التأريخ الإسلامي
قال العلي القدير: " وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) ( اذهب وابحث عن هذا المعنى؛ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا، ما هي مواصفات يوم الفتح؟ تعرف يوم الفتح من هذه الصفة، من هذا الشرط، لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)". سورة السجدة
قال تعالى: " قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ". سورة هود
قال الله مولنا : ) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122). سورة هود ...خطاب عام، نهج عام، سياق عام، سنة كونية، سنة إلهية، سنة رسالية ، "قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم وياخركم إلى أجل مسمّى" الكل ينادي بهذا النداء، الكل يتحدّث بهذا الحديث ) قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)" ( قانون إلهي، وعد إلهي بالصبر، بالترقب، بالانتظار، والنتيجة الثأر الثأر، النتيجة النصر النصر، النتيجة الفتح الفتح، إذًا نقول: ولنصبرنَّ على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون، وانتظر إنّهم منتظرون، وارتقبوا إنّي معكم رقيب، وانتظروا إنا منتظرون، ويؤخركم إلى أجل مسمّى ولنصبرنَّ على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون وعلى الله فليتوكل المتوكلون.)
وعليه عند متابعة الفكر الإسلامي تبين أن عقيدة انتظار المهدي (عجل الله فرجه) هي موضع اتفاق بين غالبية المذاهب والفرق الإسلامية إلا ماشذ منهم من أهل الغل والكذب والحسد والتحريف في حقيقة الانتظار.
مواضيع ومقالات مشابهة