أيُّ مؤمن أحقُّ بأن يكون الشجرةَ الطيبة غيرَ الرسول وآل بيته؟؟!
سهير الخالدي
قال سبحانه وتعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ , أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27))إذا ما تتبعتَ التأريخَ والذي يعجُّ بالشواهد الحيَّة، ترى أنَّ الرسول (صلى الله عليه وآلهِ وسلم) و أئمة الهدي من آل محمد (عليهم السلام)، وعلى الرغم مما عانوا من اضطهادٍ وقتلٍ وتشريدٍ، قد ملأوا الخافِقيْن بل الدنيا علوماً ومعارف
ترى أنهم (عليهم السلام) ومع ما تحمَّلوه من ظلم ومن اليوم الأول، لا تزال شجرتُهم المباركةُ تجود بالعطاء المثمر.بل نري أنَّ أصلَهم لا يزيد إلا ثباتاً، وفرعَهم لا تزيدُه كثرةُ الإحراق إلا طيباً.فكان أئمةُ الهدي وفي كل أحوالهم يُقِيمون الحُجَجَ، ويسطعون بالبراهين، لئلا يبقى للناس أيَّةُ حُجَّةٍ وأيُّ عذرٍ, ترى أنهم (عليهم السلام) ومع ما تحمَّلوه من ظلم ومن اليوم الأول، لا تزال شجرتُهم المباركةُ تجود بالعطاء المثمِر, تراهم الحاضرين وفي كلِّ موقع، تراهم المرجوع إليهم وفي كل مُعضِلة، فكانوا بحقٍّ الأصل الثابت، والفرع الزكي في العطاء والجود في السماء، لا يبيد أبداً، ولا تحصي له الخلائق عدداً.
عن الرسول الأكرم (عليهما السلام)، أنه قال: "أنا وعليٌّ من شجرة واحدة" وهذا الحديث وحده يكفي للمتأمِّل ولطالب النجاة، فيما إذا ضمَّه إلى الآية التي نبحث فيها.
واليوم نجد من العلماء المعاصرين ممن وضح ذلك , وهو المحقق العراقي السيد الصرخي الحسني جاء ذلك خلال محاضرته السابعة من بحث ( الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم ) 11 صفر 1438هـ - 12_11_2016 م
حيث علق سماحة المرجع على النص القرآني قائلاً :
( ظاهر المعنى أنّ الشجرة تعطي ثمارها للآخرين وليس لنفسها، فهي خير وبركة وعطاء لمن يقصدها ويطلب منها ويأخذ منها , إذن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، هذه الكلمة الطيبة التي هي كالشجرة الطيبة وهذه الشجرة أصلهما ثابت وفرعهما في السماء، إذن الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، والشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، والصفة الأخرى أن هذه الشجرة أو الكلمة تؤتي أكلها كل حين ...
وأضاف المرجع الصرخي مبيناً أن زنادقة آخر الزمان استغلوا معاني الكلمة الطيبة للفتك بالناس !! :
( ومن الواضح أنّ المعاني المحتملة للكلمة الطيبة موجودة، لكن لا يمكن تصور إتيانها للاُكل بالكيفية التي ذكرناها، بل واقع الحال يُثبت خلاف ذلك من حيثُ استغلالُها في التسلّط، والظلم، والقبح، والفساد، والقتل، وسفك الدماء، كما فعلها أهل النفاق والزندقة).
مواضيع ومقالات مشابهة