حيدر العبادي لقد أضعت الفرصة :بقلم عبد الكريم الزيدي
حال إزاحة المالكي من منصب رئيس مجلس الوزراء تأمل العراقيون خيرا في حكومة حيدر العبادي ظنا منهم أن البديل الجديد سيعمد إلى جذور الداء في العراق فيقتلعها من أساسها عبر قرارات تعالج الأسباب الحقيقة لما يمر به البلد من جرائم ومأساة ترتكب بحق الإنسانية والتي كان السبب وراءها ذلك المنهج الطائفي وتكريس الفساد الإداري والمالي في الحكومة السابقة . كان من المفترض على السيد العبادي أن يستغل جذوة التغير الذي تحقق وخصوصا أن كثير من التيارات والزعامات المعارضة حتى ما كان منها في ساحات الاعتصام في المناطق الغربية قد أبدت استعدادها للتعاون مع الحكومة الجديدة حال اتخاذها قرارات شجاعة . إلا انه لم تكن لدى رئيس الوزراء تلك الشجاعة التي يستطيع من خلالها إحداث انقلاب جوهري في العراق ,فكان عليه أن يأخذ بنصح المرجعية العربية ويطلق سراح السجناء ويحدث مصالحة حقيقة ليجفف ينابيع الإرهاب التي نفذت إلى داخل البلاد نتيجة الانتهاكات التي كانت تقوم بها حكومة سلفه نوري المالكي. إلا انه ترك الحبل على الغارب والسبب خدعة استخدمتها أمريكا لغرض جر إيران لحرب استنزاف اقتصادي داخل العراق حيث رحبت أمريكا في بداية الأمر بتعاون إيران في الحرب ضد تنظيم الدولة "داعش" فظن رئيس الوزراء الجديد ان التعاون الشيطاني بين أمريكا وإيران سيقضي على داعش وستعود الأمور كما كانت عليه وسيحظى بمباركة مرجعيات الجهاد الكفائي وكتلته دون ان تكون هنالك حاجة لاتخاذ قرارات تُغضب إيران أو ائتلافه أو مرجعيات الفتنة فابتعد عن الجماهير التي كان عليه أن يرضيها والتي خرجت بوجه الحكومة السابقة وتوغل في فخ الطائفية أكثر وأصبح أسيرا لدى المليشيات وتنفذت إيران في العراق إلى درجة أصبحت تصرح بان العراق جزء من إمبراطوريتها الفارسية . نعم أضاع حيدر العبادي الفرصة في أن يُحدث تغييرا , كما صرح السيد الصرخي في لقاءه مع صحيفة المشرق قائلا على الرغم من الاحتمال الضعيف جداً فإننا تأملنا خيراً وقدمنا النصح وكررناه ولكن ثبت يقيناً عند الجميع أنه لا سلطة ولا اختيار ولا رأي لأي مسؤول في العراق دون رأي المحتل الإمبراطوري الإيراني، فلا يبقى أي مبرر للقول والنصح والإبلاغ.
http://www.youtube.com/watch?v=cN_znDZ_lB4
مواضيع ومقالات مشابهة