داعش يعتمد خطاباً إعلامياً يعدّ أتباعه لحل دولة "الخلافة"
متابعة
مـع تضييق القوات العراقية الخناق على تنظيم ما يمسى بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام" والمعروف إعلامياً بــ (داعش) بالموصل، بدأ التنظيم بتغيير خطابه الإعلامي لتمهيد الطريق أمام مقاتليه وأتباعه لتقبل صدمة فقدان المدينة، وفقا لما أكده مسؤولون وخبراء.
وأوضحوا أن الرسائل التي تبثها داعش شهدت تحولا
تكتيكيا استباقا لهزيمتها المدوية وتداعياتها النفسية والتي قد تؤشر إلى
نهاية التنظيم كقوة مقاتلة.
وفي هذا الإطار، قال النائب عن محافظة نينوى عبد
الرحمن اللويزي، إن التسجيل الصوتي الأخير لزعيم داعش، أبو بكر البغدادي،
كشف عن خشيته من "انهيار معنويات" أتباعه .
وأضاف أن البغدادي استخدم في كلمته التي بثّت على
المواقع الإلكترونية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، خطابا ينذر بهزيمة داعش
وبتبخر أحلامه بأن يصبح خليفة.
وكشف أن أئمة داعش في المساجد عمدوا مؤخرا إلى
التركيز في خطبهم على الرقة "كعاصمة للخلافة" بدلا من الموصل، إيحاء منهم
أن خسارتهم للموصل لا تعني سقوط دولة "الخلافة".
وتابع اللويزي أن "داعش تدرك تماما أن أيامها في
الموصل باتت معدودة، وتحاول الآن تهيئة الأجواء بين صفوف أتباعها لتقبل
الهزيمة وامتصاص الصدمة".
وشدّد على أن التنظيم الذي أساء للدين الإسلامي
وللمسلمين السنة وللقبائل العربية بجرائمه البشعة لاسيما ضد الأقليات
الدينية، انتهى عمليا بفقدانه دعم المجتمعات المحلية حيث بسط سيطرته ويشهد
حاليا انهيارا حادا.
وقال إن "الأهالي الذين عانوا تحت حكم داعش وتخلصوا
منها، يسعون اليوم لإبقاء مناطقهم المحررة نظيفة من الإرهابيين"، مضيفا أن
"الناس لن ينخدعوا مجددا بدعاية داعش وفهموا الدرس تماما".
تعرية خداع داعش
بدوره، قال الشيخ خالد المُلا رئيس جماعة علماء
العراق في حديث له، إن داعش سخرت كل إمكانياتهم لخدمة دعايته المحرضة على
تدمير الآخرين ممن يختلفون معها فكرا وممارسة.
وأردف: "مثلما استخدموا الدين كغطاء لتمرير ممارساتهم الوحشية، يستخدمون حاليا النهج نفسه لإنقاذ ما تبقى لديهم من وجود".
وذكر أن " خلافتهم الباطلة التي حاولوا تضليل الناس
بها تهاوت كليا في العراق ، ولن تقوم لها قائمة. فمهما قالوا من كلام، لن
تنطلي خدعهم على الناس".
وأكد المُلا أن التنظيم يدرك ذلك تماما ويسعى الآن إلى توجيه دعايته للحفاظ على آخر معاقله في مدينة الرقة السورية.
المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية عبد الكريم خلف،
لفت من جانبه لديارنا، إلى أن داعش تنهار عسكريا ومعنويا "ولن تنفعها بعد
الآن أي رسائل دعائية كاذبة".
وقال: "لا يهمنا الآن ماذا تقول داعش وإن كانت عاصمة
خلافتها المفترضة الموصل أو الرقة. المهم عندنا ما يحصل حاليا على الأرض من
انتصارات تحققها قواتنا ضد هذا التنظيم المتطرف".
وأكد أن "قناع داعش سقط من زمن بعيد وبان وجهها القبيح. ويصعب على الأهالي الأن تصديق خطابها الدعائي بعد أن اكتووا بنار الإرهاب".
ظهور الخسائر
وتابع خلف أنه منذ انطلاق معركة الموصل، خسرت داعش خيرة قادتها ومقاتليها ومعظم مخزونها من السلاح والآليات.
وفي السياق نفسه، كشف يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة
العمليات العسكرية المشتركة، أنه لم يعد بإمكان داعش بعد الآن إخفاء
هزائمها في الموصل.
وأضاف أن "التنظيم يحاول طمأنة أنصاره بأن خلافته
المزعومة باقية، لكنها في الحقيقة تتلاشى"، مشيرا إلى سيطرة القوات
العراقية على مناطق استراتيجية مثل حمام العليل جنوب الموصل .
وتابع: "وفي شمال المدينة سيطرنا على منطقة السادة بعويزة وفتحنا طريق الشلالات، ومن الغرب وصلنا لتقاطع الحضر وعين الجحش".
"أما من الشرق والجنوب الشرقي، فقد توغلت القوات في
الساحل الأيسر للموصل وحررت عدة أحياء بينها القدس والخضراء والإخاء
والانتصار والزهراء"، وفق ما أوضح.
وذكر رسول أيضا أن طريق الموصل كركوك أعيد فتحها كما تمّ تحرير قرى منطقة الزاب.
وختم مؤكدا أن "خطتنا في استعادة الموصل تسير بسلاسة ونواصل تحقيق الانتصارات في ساحة المعركة".
مواضيع ومقالات مشابهة