تهديم المنارة الحدباء يكشف حقيقة عقيدة التيمية.
عبد الاله الراشدي
اليوم يرتكب داعش جريمة أخرى من جرائم تهديم التراث العراقي أو تهديم تاريخ العراق وإذا كان العذر في تهديم آثار النمرود حسب العقلية العفنة لأتباع تيمية بإنها تماثيل وإذا كان هدم مسجد النبي يونس بإنه يحوي قبر نبي من انبياء الله فما هو العذر في هدم مسجد النوري التاريخي؟ الذي بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز التسعة قرون.
في الواقع هنا نؤكد على خطورة العقيدة العشوائية التي لا تعتمد فكراً ولا منهجاً علمياً، أليست هي العقيدة التي جدّدها قرن الشيطان النجدي الذي كان يعتقد بوجوب هدم قبر النبي؟.. الدواعش في شدة ضعفهم يتجرؤون على هدم بيوت الله تعالى. فماذا لو سيطروا على مُقدَّرات المسلمين .. الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن هذا الفكر الذي أسّسه ابن تيمية ونظَّر له ابن عبد الوهاب لو استطاع الوصول إلى السيطرة على مقاليد العالم الإسلامي لسفك الدماء بالجملة ولانتهت حضارات عمرها عشرات الآلاف من السنين ..
خطورة الدواعش تكمن في أمرين: الأول أنها تعتمد فكر تكفيري تيمي وعقيدة داعشية يقاتل الجهلة دونها. والثاني أنها أداة مخابراتية منذ تأسيسها على يد مستر همفر كمذهب تتبناه دول تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى سحق تراثنا .
. ما اعتقده أن لا حل للعراق إن لم يعد للمنهج الوسطي المعتدل، وأما التعويل على حلول الخارج التي صنعت داعش والتكفير ليس إلّا كمن يأخذ حقن مهدئة والمرض يسري في جسمه ويتفاقم وما أن يزول المخدر حتى تخرج صورة الداء أكبر ووضعه أسوء، وهذا حالنا يوماً بعد يوم، فقد فقدنا كل شيء الأمن والأمان والأموال والآثار والإسلام نفسه لم يبق منه إلا اسمه.. ومازال هناك من يعوِّل ويرتجي حلول الخارج ومازال هنالك من يستطعم لقمة السياسة القذرة المعجونة بدماء الأبرياء وصيحات النساء وترجى الأرباح على أنين اليتامي فأي زمن نعيش فيه ..
وهنا لربما من حقي أن أقول أن معركتي أولاً عقدية فكرية. ولعلي لا أجد غير النخب المثقفة وآخر من تبقى من رجال الدين ممن ينتهجون الوسطية فنستنهضهم لإنتشال آخر ما تبقى من وحل الطائفية وإذا كان الطريق إلى السلام صعب المنال تعترضه الآراء وتقتحمه الشبهات فأعتقد أن المرجع المحقق الصرخي الحسني قد أزاح الغموض عنها وبين وجه الإلتباس فيها في بيانات ومحاضرات تحقيق موضوعي في العقائد والتاريخ ،مزجت بين الأثر التاريخي وإنعكاساته على الواقع المعاصر، كاشفاً بذلك ما التبس علينا من أسباب التطرف وطرق علاجها..
وأعتقد أن السلام في الأول والآخر يحتاج إلى قاضٍ وسط عدل يعطي كل ذي حق حقه ويزن بالقسطاط المستقيم .. فلنجلس أولاً لننظر ما حل بنا ونندب حضنا العاثر إذ يُفجَّر مساجدنا من يعتقد أن الله شاب أمرد فيهدم تاريخنا كقربان إليه .. يا ترى هل يحترق قلب الافغاني والباكستاني على تراث العراق كما يحترق قلب العراقي نفسه.
https://youtu.be/kq9dDxLECAE
مواضيع ومقالات مشابهة
- ظهور المنتظر ودور والانصار (الخضر والتطبيقات).
- أهداف مسيرة العودة الكبرى بين الواقعية والعدمية
- الشوريصنع أنصار الله ويدك مكر الملحدين
- المحقق الصرخي يحصن الشباب من الجاهلية برسالة الشور والبندرية
- القدس إسلامية الهوية عاصمة فلسطين الأبدية (25)
- السستاني يختزي في تشخيص الفاسدين رداً على المدعو أبي تراب مولاي