نناقشُ الفكرَ ونحترمهُ ونرفض توظيفه للإرهابِ الدموي
سعد السلمان ..
من
أعلى قيّم مراتب الإنسانية إحترام أفكار الآخرين المخالفة لفكرك فهي حالة
تجلي وتجرد وتسامي راقية تهذب النفوس وتمهد الأرضية المناسبة لنشر ثقافة
التلاقي والتذاكر والتحدث لإحياء القلوب وهو عين ما أكد عليه ووصى به الذي
لاينطق عن الهوى وخاتم النبين (صلى الله عليه واله) بقوله (تلاقوا وتذاكروا
وتحادثوا مما تحي به القلوب الميتة ) فالفكر نتاج عوامل كثيرة نفسية
وذاتية وبيئية وظروف عرضية وموضوعية , فمنه السقيم والمنحرف ومنه الحق
الساطع ومنه ما يجمع ويخلط بين هذا وذاك , ونقاش هذا الفكر وتحليله وتفكيكه
وكشف مواطن الخلل والضعف والركاكة فيه إنما هو توجيه وتصويب وتذكير وإلفات
وخدمة جلية لصاحب الفكر وتصحيح لفكره وهداية وإرشاد إن كان من المسترشدين ,
و حجة بالغة إن كان من المعاندين ! فنقاش الفكر لا يعني عدم إحترامه بل
يعني أقصى الإحترام وإن كان هابطاً مفككاً خرافياً لأن خلف هذا الفكر إنسان
نظير في الخلق وإحترام فكره باباً مفتوحاً وسبباً راجحاً للتأثير والهداية
, وحتى مدى رفض الفكر والنهي عنه في حدود ومستوى التنظير والإبلاغ والعرض
لا نحو التهديد والسلوك القسري ! لكن إذا تعلق وإستلزم وترتب على هذا الفكر
سلوك بالعنف وإباحة الأعراض والإرهاب الدموي فهذا يُرفض حسب ما تمليه
الفطرة السليمة وحدود الاسلام وضوابط الأخلاق وحقوق الإنسانية ومفهوم
التعايش السلمي بين الأديان والمذاهب والملل والطوائف , ولعل من أخطر
الأفكار القديمة الحديثة هو فكر الخوارج المارقة الفكر التيمي الداعشي بما
فيه من تدليس ومغالطات وتغرير وتجرؤ على الذات الإلهية القدسية والتوحيد
الحقيقي وتوظيفه بسلوك إرهابي ووحشي عاث الفساد من قتل ونهب وسلب وتفجير
وتدمير بلدان وآثار وانتهاك أعراض ورعب وزعزعت الأمن المجتمعي , الذي تصدى
له المحقق المرجع السيد الصرخي الحسني فكرياً وعلمياً في محاضرات أسبوعية
ناقش وفند وأبطل ما يتبناه ويعتقد ابن تيمية ومن تبعه وبيّن رفضه وشجبه
ومعارضته بقوة وإصرار وإستمرار توظيف هذا الفكر المنحرف للقتل والإرهاب و
فالحكم الشرعي والاخلاقي والإنساني لا يبرر للفكر الحق والعدل بتوظيفه
بسلوك دموي فكيف إذا كان أصل وأساس الفكر منحرف وضّال ومتهافت وخرافي على
مستوى قصص ووحكايات أفلام كارتون أطفال ! وهكذا أرسل المحقق الصرخي رسائله
الإنسانية الرسالية وفكك بين الأشياء وأزاح الشبهات ووضح الخلط والإلتباس
وأعطى القيمة وفق المستحق ودعا الى إحترام الفكر وإن كان هابطاً باطلاً
ونقاشه علمياً حيث قال في محاضرته الـــ 15 من بحثه الموسوم (وقفات مع
توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) في 4-2-2017 بقوله ( هل يُعقل أن يقول أن
ركبة داود مسّت ركبة الله سبحانه وتعالى إنّا لله وإنّا إليه راجعون طبعا
سيقوم المعارض بالتأويل، ألم أقل لكم عبارة عن فكاهة ومزحة ومهزلة، وقصص
ورياض أطفال وأفلام كارتون، فهذا هو التوحيد التيمي...ومع هذا ما عندنا
مشكلة، فنحترم أفلام كارتون التيمية، ونحترم السندباد البحري والجوي والبري
التيمي، ونحترم قصة ألف ليلة التيمية، وبربا بابا التيمي فلا مشكلة عندنا،
فنحن نحترم الآخرين ومع كلّ هذا لا نكفّر التيمية ....نحن لا نطلب منهم أن
لا يكفّروا نقول لهم كفّروا على راحتكم، لكن لا تقتلوا وتسفكوا الدماء،
ليس عندنا مشكلة قولوا هذا كافر ومرتد وجهمي، أنتم تقولون عنا جهمية لا بأس
فنحن جهمية، تقولون رافضة نقول لكم لا بأس نحن رافضة، ليس عندنا مشكلة في
هذه التسميات والعناوين لكن المشكلة في الإرهاب وسفك الدماء..)
مواضيع ومقالات مشابهة