هذا ما كتبه الدواعش وهذا ما رد به المرجع الصرخي الحسني .
عبد الاله الراشدي
لا يتصور أحدكم أن الدواعش لم يعتمدوا فكراً معيناً في سفكهم لدماء الأبرياء رغم أختلاف توجهاتهم, نعم فعلا فهم خوارج آخر الزمان وكما أنهم كانوا فرقاً كالازارقة والنجدات والصفرية وغيرهم وبالرغم من اختلافهم في بعض النقاط ,لكن يجمعهم عنوان يطلقونه على أنفسهم بأهل الإيمان ويطلقون على مخالفيهم من المسلمين بالكفرة والمرتدين.كذالك خوارج العصر دواعش اليوم يجتمعون على عنوان التوحيد ويعتبرونه من خصوصياتهم فيما يكفرون مخالفيهم ويبيحون دمائهم ورغم أنهم يختلفون في بعض القضايا التي استغلت سياسيا فمنهم من يكّفر حتى الساسة الذين يتبنون مذهبهم وافكارهم وهؤلاء تم محاربتهم والقضاء على معظم حركاتهم كحركة ابن جهيمين العتيبي وحركة داعش الحالية ومنهم من يسلم طواعية للحاكم ويدين له بالطاعة كيف ما يكون ويعتبره ولي الأمر الذي نص عليه القران وهؤلاء تم تقريبهم سياسياً واستغلالهم في تقويم الحكومات التي بنيت على المذهبية وزرعت الطائفية في المنطقة.
لكن ما يجمع هؤلاء وما وجدته مكتوب في كتب منظريهم والعقدة الاساسية لديهم التي ضحكوا بها على العوام وفعلاَ هي جذور أموية ناصبية تيمية غايتها غض النظر عن شخص الحاكم حيث يقولون ((لو كان وجود شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتمي لقيام هذه الدعوة ، وإيتائها ثمراتهـا ما جعلها الله دعوة للناس كافة ، وما جعله آخر رسالة ، وما وكّل إليها أمر الناس في هـذه الأرض ، إلـى آخر الزمان)) ومع هذا الكلام فالحاجة إلى رسول الله منتفية لإقامة الدعوة لدولة الخلافة والتوحيد ويؤكد ذلك قولهم ((كان النبع الأول الذي استقى منه ذلك الجيل هو القرآن . القرآن وحده . فما كان حديث رسـول الله صلى الله عليه وسلم - وهديه إلا أثرا من آثار ذلك النبع )). ومن يدقق في هذا الكلام يجده كالسم الذي دس في العسل فهم يعتبرون انتصار الجيل الأول لوجود القران وحدة ولأنهم أخذوا من القرآن وحده .. وعلى هذا فرحيل النبي صلى الله عليه واله لا يعني شيئا لوجود المنبع وهو القرآن .. من أحب فليراجع "معالم في الطريق"
وهنا يكون لا معنى للأمامة فممكن أن يكون الامام يزيد بن معاوية شارب الخمر اللاعب بالقردة قاتل عترة رسول الله مبيح المدينة واعراض الصحابة فلا ضوابط للإمامة بعد الرسول وإنما قوة ودعوى توحيد هذا هيه الدولة التي يبحث عنها التيمية .
وهنا تأتي محاضرات المرجع العراقي الصرخي الحسني "تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ" تعتبر تصحيح فكري لكل الأمة بالإضافة إلى كونها رد علمي يقضي على الفكر التيمي الاقصائي حيث تعالج هذه العقدة لدى التكفيريين وهي عقدة الإمامة والخلافة فالمرجع المحقق حيث يبين مقام النبي ومقام أهل البيت من حيث هم أعلم الناس بالعقيدة والتوحيد الخالص الذي يخالف التوحيد التيمي التجسيمي وديمومة بقاء الرسالة الاسلامية ودور وثواب الزيارة للمراقد المقدسة وإنشاء وشائج الارتباط بالمبادئ السامية من خلال هذه الشعائر لبقاء التخلق بالأخلاق التي كان يحملها النبي وآل بيته فليس القرآن وحده هو من كان النبع الذي استقى منه الصحابة عزمهم وإنما خلق النبي صلى الله عليه واله وصحبه, والقران يصرح بأن التفاف الصحابة حول الرسول كان لميزة في شخصية القائد الرسول {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران : 159] وهذا يعطينا الدليل القطعي أن الدور الرئيسي لشخصية القائد الرسالية هي من صنعت هذا الانتصار الكبير في عصر صدر الإسلام وإلى حد عصر الخلافة الراشدة وبعدها بدأ الانحطاط بتولي أئمة وخلفاء التيمية الأمويين على الحكم .. وهنا شرع المحقق الصرخي الحسني ليبين مدى الانحطاط الأخلاقي لخلفاء بني أمية الذي ساق الأمة الإسلامية إلى الانحدار وأن الشخصية الرسالية للقائد أنتفت وتحولت إلى ممالك ترتدي زي الخلافة وتمارس كل الشنائع والموبقات وحيث يرد على عقيدة ابن تيمية مجدد الفكر الأموي المنحرف بتحقيق علمي دقيق يبين سماحة المرجع المحقق أن الرسالة الإسلامية قرنت عنوان انتصارها بشخصية القائد والتكليف الشرعي كما هو مصوب وموجه بالاعتقاد بالقرآن كذلك هو هو مصوب إلى شخص القائد ولهذا جائت عقيد المهدي لتشد وتوثق الامة باتجاه المنقذ وهذا الامر يُنتزع فكرياً وليس بطائفية أو تقليد أعمى . وعلى هذا يرد على صاحب مقولة أن القران هو المنبع الوحيد لأننا بحاجة إلى من يجسد خلق القران لتجتمع عليه أمته كما يجتمع النحل على يعسوبها وبذلك تتحق عرى بناء الإسلام بوجود الأطروحة العادلة وشخصية المنقذ ومن هنا أصبحت عقيدة المهدي والاعتقاد بها جزء من التكليف الشرعي حيث الشخصية الرسالية التي تكون عدل القرآن والتي يفتقدها وينكرها الدواعش.
مواضيع ومقالات مشابهة