القوات العراقية تحرر اكبر الاحياء السكنية بشرق الموصل
تمكنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب (قوات النخبة في الجيش العراقي)، مساء أمس من تحرير حي “الزهور” أكبر الأحياء السكنية شرق مدينة الموصل، بحسب مصدر عسكري.
وأضاف السامرائي أن “القوات الآن على مشارف حيي النور والمشراق من المحور الجنوب الشرقي، وحي المثنى من المحور الشمالي للمدينة”.
وأكد على أن “تحرير حي الزهور مهم جدًا؛ لأنه يتمتع بموقع استراتيجي مهم يطل على العديد من الأحياء السكنية الأخرى”، مشيرًا إلى أن “السيطرة على الحي ستؤدي أيضًا لقطع خطوط الإمدادات على التنظيم في الجانب الأيسر (الشرقي) من الموصل بشكل كبير، كذلك سيحد من إطلاق التنظيم لقذائف الهاون على الأحياء المحررة، وإيقاع الخسائر بين المدنيين العزل”.
وعلى الصعيد ذاته، أخلى تنظيم داعش حيي “البعث” و”الوحدة” جنوب شرق الموصل من سكانهما تحت تهديد السلاح، بحسب مصدر محلي مطلع.
وقال المصدر إن “مجاميع مسلحة جابت الحيين وأمرت السكان بترك منازلهم والتوجه نحو الجسر العتيق وعبوره باتجاه الجانب الأيمن (الغربي) في المدينة”.
وبيّن أن “التنظيم اعتدى على الأهالي الذين رفضوا ترك منازلهم، وهددهم بالقتل في حال أصروا على رفض أوامره، ما دفع آلاف المدنيين إلى النزوح وترك منازلهم”.
هيئة انتقالية
دعا نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، الخميس، إلى تشكيل “هيئة سياسية انتقالية” من أبناء الموصل، لإدارة المدينة بعد استعادتها من قبضة تنظيم داعش، إلى حين إجراء انتخابات مجالس المحافظات.
وقال علاوي على هامش لقائه السفير الأمريكي لدى بغداد، دوغلاس سيليمان، إن “هناك ضرورة لترشيد المعارك في الموصل، بما يكفل حماية المدنيين، وإغاثة النازحين، وتوفير المستلزمات الإنسانية العاجلة لهم في مواجهة ظروف الشتاء القاسية”.
ودعا -وفقا لبيان صادر عن مكتبه- إلى “تشكيل هيئة سياسية عليا ممثلة لكل الشرائح من أبناء الموصل، لإدارة المدينة، وتحقيق أمنها واستقرارها، وإعادة النازحين بعد طرد داعش، وقيادة مرحلة انتقالية تمتد حتى إجراء انتخابات مجالس المحافظات”.
وأضاف أن “أولوية الحفاظ على المكتسبات القائمة من خلال تحقيق المصالحة الوطنية، لمنع تكوين حواضن جديدة للارهاب والتطرف، وتعزيز إسهام المجتمع في بسط الأمن والاستقرار”.
وتداول العديد من السياسيين العراقيين على مدى الأسابيع الماضية، ما قالوا إنه مقترح حكومي يقضي بـ”تنصيب حاكم عسكري” على محافظة نينوى بعد استعادتها، “نظرا لخصوصيتها السياسية والأمنية”.
وكان من المقرر أن تجرى انتخابات مجالس المحافظات في نيسان/ أبريل المقبل، لكن رئاسة الجمهورية طلبت رسميًا تأجيل الموعد، بسبب المعارك التي تشهدها محافظتي نينوى والأنبار، ولم تحدد حتى الآن موعدًا جديدًا لإجراء الانتخابات.
التحالف يواصل غاراته
وفي سياق متصل، واصل طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الخميس، قصف أهداف لداعش داخل الموصل، حيث قصف جسرًا شيده المتشددون بغرض نقل الأسلحة والإمدادات.
وأوضح نعمان أحمد الخضري، العميد الركن في قوات الرد السريع (تابعة لوزارة الداخلية) أن “طائرات التحالف وجهت بعد منتصف نهار الخميس ثلاث ضربات جوية استهدفت خلالها جسرًا كان تنظيم داعش انشأه لنقل السلاح والعتاد”.
وأضاف أن “تدمير الجسر يعني قطع خط الإمداد للتنظيم في العديد من مناطق شرق الموصل وبالتالي سيسهل عملية القضاء على المسلحين بشكل سريع جدا”.
وسبق لطائرات التحالف أن دمرت أربعة جسور من أصل خمسة على نهر دجلة كانت تربط بي شطري الموصل.
ولم يبق هناك إلا جسر قديم استهدفت طائرات التحالف قبل يومين الطرق المؤدية إليه، وأحدثت حفرتين عميقتين في طرفي الجسر، لكن سرعان ما قام مسلحو داعش بردمهما.
والموصل هي آخر المراكز الكبيرة لداعش في العراق، ومركز محافظة نينوى. وبدأت الحملة العسكرية لاستعادة المدينة من التنظيم، في 17 تشرين الأول الماضي.
وتقول بغداد إنها ستهزم داعش في الموصل قبل نهاية العام الجاري، لكن الأخير يبدي مقاومة شرسة داخل الأحياء السكنية بالمدينة.
مواضيع ومقالات مشابهة