السلم والسلام ..شعار رسول الإسلام ..يا أتباع التكفير والإجرام
سهير الخالدي ..
فالسلام هو شعار الإسلام ولذلك يقول الله تعالى في القرآن الكريم: (ادخلوا في السلم كافة)، أي أن السلم هو الأصل في الإسلام وهو القاعدة في المنطلق والحركة، والمنطق والبيان، والفعل والانفعال، ولهذا السبب تقدم الإسلام واستطاع أن يغزو العالم وينشر حضارته وأفكاره في ارجائها ويحقق ذلك النجاح التاريخي الكبير.
لقد كان رسول الله (ص) مبعوث السماء ويهدف بالدرجة الأولى الى إصلاح الإنسان وإنقاذ المجتمع الإنساني وتحرير العقل من رواسب الجاهلية وقيود الاستعباد، لذلك فإنه ارتكز على مخاطبة العقل واقناع الإنسان بضرورة تغيير نفسه ودراسة أفكاره وسلوكه، وهذا يعتمد بالضرورة على الحوار الموضوعي والمنطق الفكري والاستدلال الهادئ، مما يعني أن أية حركة عنيفة أو خطوة خشنة سوف تحقق مردوداً عكسياً وتفرز نتائج سلبية تؤثر على مسيرة الحركة وتؤدي بها الى التوقف والذبول.ومن هنا فإن منطق الرسل والأنبياء هو منطق السلم واللاعنف والاحتجاج العقلاني من أجل إنقاذ البشر، وكان هذا واضحاً في المنهج السلمي الذي اعتمده الرسول (ص) في إبلاغ رسالته . يقول الله تعالى في كتابه الكريم حول استخدام السلم واللين والابتعاد عن العنف والغلظة، واستخدام سياسة العفو والاعتماد على منهج الحوار السلمي، والمشاركة في اتخاذ القرار: (فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لأنفضّوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين). ولكن في وقتنا هذا نلاحظ من يُسمى مسلماً لكن لا تظهر على أفعالهِ صفات المسلم من يقتل ويبيح الدماء بإسم الاسلام والدين وهو النهج التيمي الداعشي . وبالمقابل أيضاً نلاحظ من يقف لهم بالمرصاد مبيناً ضحالة أفعالهم وقُبح جرائمهم وهو المحقق العراقي السيد الصرخي الحسني و موضحاً منهج القتل والذبح التي اتبعها المنهج التيمي الاسطوري الخرافي وسار عليها الدواعش التكفيريون ... حيث كشف ومن خلال البحث والتحليل العلمي العقلي والنقاش حقيقة ان إرهاب التيمية قضى على حريّة الفكر والسلم وسار عكس نهج رسول السلام ! ...
في أسطورة (8): التوحيد التيمي أتاكم بالذبح!!! قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية: [1/ 325-328]):
(( وحكوا عن طائفة من المعتزِلة وغيرهم إنكار رؤية الله، والنقل بذلك متواتر عمَّن رأى ربه في المنام.))
تعليقا ً على هذا القول لابن تيمية وفي بداية الكلام أكد المرجع الصرخي البقاء سياق العلم والاخلاق الاسلامية والمجادلة بالحسنى والنقاشات والبحوث والتي فيها صلاح وخير الامة ...
(( لو بقيت المسألة في سياق العلم، والأخلاق الإسلامية، والمجادلة بالحسنى، لكان الحال على خير وصلاح، وإنّ الاختلاف في الآراء، وانفتاح الحوارات والنقاشات والبحوث، حالة صحيحة وصحِّية، وتصب في مصلحة الجميع، لكن لما تكون الردود وحشية، همجية، إرهابية، كما يحصل في أيامنا هذه، فلا يمكنك أن تتصور العيش بإنسانية، وكرامة، وأمن، وأمان، فهل يبقى بعد ذلك كلام عن الحرية الفكرية، وحرية المعتقد، واحترام العقل والإنسان؟!! ))
وأضاف المرجع الصرخي : لنشاهد التعامل الإسلامي الرسالي الأخلاقي (نحن نحكي الذي لنا والذي علينا، حتى نكون منصفين في الطرح) الحر الإنساني الفكري العلمي المهني، نعم لنطلع كيف تعامل وتتعامل المارقة الدولة مع مثل هذه المسألة:
أولًا: بِدعة ذبح العقل والعقلاء!!
ـ تاريخ دمشق لابن عساكر: حرف الباء: جَعْدُ بْنُ دِرُهَمٍ
{{أَصْلُهُ مِنْ خُرَاسَانَ ، وَيُقَالُ : إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي بَنِي مَرْوَانَ، سَكَنَ الْجَعْدَ دِمَشْقَ، كَانَتْ لَهُ بِهَا دَارٌ بِالْقُرْبِ مِنَ الْقَلانِسِيِّينَ إِلَى جَانِبِ الْكَنِيسَةِ. أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ. كَانَ يَسْكُنُ دِمَشْقَ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ، وَهُوَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِ مَرْوَانُ بُن مُحَمَّدٍ، لأَنَّهُ كَانَ مُعَلِّمَهُ.(يعني الجعد معلم مروان، مروان الحمار ولي أمر المسلمين، الخليفة الإمام، مفترض الطاعة، مروان الحمار، لا نعلم هل هو الثاني عشر أو الثالث عشر، أو الرابع عشر أو الخامس عشر؟ امسك مسبحة وحاسبة وعد على المارقة وعلى التيمية الأئمة، لا نعلم الاثنا عشر بكم تضرب حتى يتحقق عندهم واقع ما يقولون بإمامته؟!!)
وَقِيلَ : إِنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ،(هذه حران تخرج المصائب) هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ الأَضْحَى، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ {صلى الله على محمد وآل محمد}، فَطَلَبَهُ بَنُو أُمَيَّةَ، فَهَرَبَ مِنْ دِمَشْقَ، وَسَكَنَ الْكُوفَةَ، وَمِنْهُ تَعَلَّمَ الْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ بِالْكُوفَةِ خَلْقَ الْقُرْآنِ، وَهُوَ (الجهم)الَّذِي تُنَسْب الْجَهْمِيَّةُ إِلَيْهِ ، .....
أخذه جهم من الجعد بْن دِرهَم ، وأخذه جعد بْن درهم من أبان بْن سمعان ، وأخذه أبان من طالوت ابن أخت لبيد، وأخذه طالوت من لبيد بْن أعصم اليهودي الَّذِي سحر النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ.
وكان لبيد يقرأ القرآن، وكان يَقُولُ بخلق التوراة، وأول من صنف فِي ذَلِكَ طالوت، وكان طالوت زنديقًا، وأفشى الزندقة، ثم أظهره جعد بْن درهم، فقتله خَالِد بْن عَبْد اللَّه القسري يوم الأضحى بالكوفة، وكان خَالِد واليًا عليها، أتي بِهِ فِي الوثاق حتى صلى وخطب ...
ونبه السيد الصرخي الى ان كل ما صدر ويصدر من موقف شرعي واجتماعي مع العلم ومع البحث ومع الدرس ومع الفكر .. قائلا : ( إذن عندنا كل ما صدر ويصدر هو موقف شرعي اجتماعي مجتمعي أخلاقي إنساني، ولكل مقام مقال، وهذا واجب علينا، والأصل نحن مع البحث، مع العلم، مع الدروس، مع الفكر، مع البحوث، هذا هو الأصل، والمواقف الأخرى هي ابتلاء واختبار نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسددنا في تجاوز الاختبارات التي تمر علينا، لكن هذا أيضًا الشيء بالشيء يذكر، إذن عندنا عبر التاريخ هذه السنة)
ثم قَالَ فِي آخر خطبته: انصرفوا وضحّوا تقبل اللَّه منا ومنكم، فإني أريد أن أضحي اليوم بالجعد بْن درهم، (هذه هي السنة موجودة، سنة مقبولة أو غير مقبولة كل شخص وكل إنسان وكل عقيدة كل توجه كل فكر كل فاعل يحاول أن يبرر ويفلسف ويوجه ما قام به) فإنه يَقُولُ: ما كلّم اللَّه مُوسَى تكليمًا، ولا اتخذ إِبْرَاهِيم خليلًا، تعالى الله عما يَقُولُ الجعد بْن درهم علوًا كبيرًا، ثم نزل وحزّ رأسه بيده بالسكين}
وعلق السيد الصرخي على هذا الفعل والاجرام والقتل والارهاب التيمي الداعشي , قائلا : (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون، هل توجد بدعة أفحش وأقبح من هذه البدعة بأن تأتي ببشر بإنسان مهما كانت جريمة هذا الإنسان، من فعل هذا؟ هل النبي فعل هذا؟ هل الصحابة فعلوا هذا؟ من من الصحابة فعل هذا الفعل القبيح الشنيع؟ هل توجد بدعة إرهابية أجلى وأفحش من هذه؟ لكن هذا من أئمة المارقة، ليعلم الجميع من أين يأخذ هؤلاء؟ نحن قلنا بالتزاوج بين الحكم الأموي الفاسد ويستثنى العادل والمؤمن من الأمويين، قلنا: بالتزاوج بين الحكم الأموي الفاسد والفكر الداعشي التكفيري التيمي الإرهابي، هنا تقع المصيبة، عندما يحصل التزاوج بين الفكرين، بين الإجرام والوحشية والبربرية والقتل وسفك الدماء وبين السياسة والحكومة والمكر والخداع والرشا والتخطيط والتنظيم والبروتوكولات والدراسات والتنظير والخطط الطويلة والمتوسطة والقريبة والقصيرة، لا نريد أن ندخل في تفصيل المسألة، لكن فقط نريد أن نسجل الجانب الإجرامي فيها والجانب الإرهابي فيها، لكن ماذا تجحدون الآن؟ اسمعوا ماذا يقول أئمة الضلالة، أئمة المارقة، ماذا يقولون عن القسري؟ وكيف يمجدون القسري؟ وكيف يبررون بدعة القسري الإرهابية الوحشية، طبعًا لا أريد أن أدخل في التفصيل؛ لأن هذا الادعاء على الجعد هو عبارة عن كذب وافتراء من العمائم ومن خالد القسري وغير خالد القسري، وليخرج المعتزلة بأفكارهم وبما يملكون من عقل وعلم وفهم ودراية ليكشفوا ما عندهم من وقائع وحقائق ويستغلوا الظرف والثورة وهذا التقدم والانفتاح المعلوماتي، وليوصلوا ما عندهم ويكشفوا كذب وافتراء ما حصل على الجعد)
جاء ذلك في المحاضرة الثالثة من بحث ( وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الاسطوري) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي بتاريخ 25 - 11- 2016 .
goo.gl/nntVOT
وأخيراً نقول إن دراسة حياة الرسول (صلى الله عليهِ والهِ) وحركته الاصلاحية الشاملة ومسيرته السلمية العادلة تلقي أنواراً مشرقة لاختيار الطريق نحو ايجاد التغيير وإنقاذ العالم الإسلامي من هذهِ الأفكار المنحرفة .
مواضيع ومقالات مشابهة
تميزت مرجعية السيد الصرخي الحسني بطرحها العلمي ونبذه للتعصب الفكري ودعوته الى الحوار الهادف فمن خلال القاءه محاضراته التاريخية العقائدية كشف الكثير من الحقائق التي غابت عن عامة المجتمع الاسلامي بأسلوب علمي دقيق بعيد عن تعصبه للطائفة او لقومية معينة .
فكرا خرافي ويأتي باباطيل ويتهم الغير بالتكفير وعلى هذا الأساس يذبح دون تفكير هؤلاء هم sis
ان تصدي المرجع العراقي العربي السيد محمود الصرخي للفكر الداعشي الارهابي وتهديم مبانيهم وافكارهم الهزيلة لهي الضربة القاضية للفكر التكفيري
حفظ الله المحقق السيد الصرخي الحسني الاعلم صاحب المحاظرات العقائدية والتاريخية والاعتدال والوسطية