المعتقد المتطرف والتيمي المُحرِّف
هيام الكناني
لعل من أشد الأسباب التي أوصلت الحياة الى مفترق طرق هو العنف والتطرف الفكري , إذ نرى دعاة العنف والتطرف والتزمُت يفتقدون لمنهجية الحوار حيث لا يتيحوا لأنفسهم محاورة الآخرين في معتقداتهم وأفكارهم لما قد يسبب التشكيك بمنطلقاتهم الفكرية ويضعف ولاءهم وإنتماءهم مما يدفعهم إلى الإنضواء تحت مظلة العمل السري وإنتهاج السبل القمعية, ويبدو أن هناك الكثير من القضايا والمعتقدات والتصورات أصبحت من المسلمات والبديهيات الغير قابلة للنقض أخذت تستشري في أدبيات الفكر المعاصر، فأضحى النقد والمصارحة من الأمور المحرمة!! ولعل من المسبقات الفكرية للمتزمتين من أصالة فكرهم وكمالها لا تتيح استيعاب إمكانية مراجعة الأصول المنهجية والفقهية ما دامت فوق الشبهات حتى غاب عن الكثير من قضايا العمل الإسلامي التأصيل الشرعي , وخاصة ظاهرة العنف التي تعتبر غائرة في الفهم الخاطئ للعمل الإسلامي , فقد كانت جماعة التيميين تتبنى أفكاراً وبدع بالقتل, لكل من يخالف نهجه وهذا ما أشار إليه المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني في بحثه الموسوم .. (وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) وكيف يعنرف تيمية ببدعة ذبح المعتزلة والأشاعرة في تلبيس الجهمية ومجموع الفتاوى !! حيث قال المحقق الصرخي (معتقد التيمية في ذبح من يحمل فكر او عقيدة تخالف توجهاتهم ومعتقداتهم المنحرفة ... حيث قال السيد الصرخي في نقاش ما ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى وخلال تطرقه لبدع التيمية في ذبح اصحاب الافكار الاخرى, اذ جاء في ثانيًا: بدعة ذبح المعتزلة والأشعرية!!!ـ قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/359):الأسماء والصفات: [ومن رزقه الله معرفة ما جاءت به الرسل وبصرًا نافذًا وعرف حقيقة مأخذ هؤلاء، عَلِم قطعًا أنهم يلحدون في أسمائه وآياتِه، وأنّهم كذّبوا بالرسل وبالكتاب وبما أرسل به رسلَه، ولهذا كانوا يقولون:إنّ البدع مشتقة من الكفر وآيلة إليه)
وعلق المحقق الصرخي :
( يوجد تكفير أوضح من هذا؟ يوجد اتهام بالخروج من الدين أوضح من هذا؟ يقول علم قطعا انهم يلحدون، هؤلاء ملاحدة، وأنّهم كذّبوا بالرسل، يكذب بالله ويكذب بالرسول ما هو حكمه؟ ويكذب بالكتاب بل بكل الكتب وبكل الرسل، حتى أن الحكم ينزل عليه أكثر من اليهودي والنصراني والمجوسي والصابئي، لأنه يكذب بكل الرسل وبكل الكتب..)
.goo.gl/UYFHvo
مايبين هذا الكلام ان تجربة هذا الفكر المتطرف بني على منطلقات غير مؤصلة شرعياً ما لجأت للعنف سواء في البنى الفكرية أو السلوكية. او حتى رأيهم وحريتهم في تصحيح الحديث بلا ضوابط ,ولعل من أشد الانحرافات خطورة أن تمتزج الرغبات والمصالح والطموحات الشخصية بمشجب الرأي الفقهي والشرعي، مما يستحيل معها إتاحة فرص الحوار والنقاش في مجمل الأفكار، ناهيك عن نقدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع ومقالات مشابهة