ابن تيمية بين التبرير ليزيد والتكفير للمعتزلة !!
بقلم : احمد الملا..
من يطلع على كتب وآراء أبن
تيمية يجد فيها العجب العجاب من المغالطات والتناقضات ومحاولات التضليل والشويش والتشويه
في إبداء الرأي وإعطاء الفتوى, وهذا الأمر قد لمسناه جيداً من خلال المحاضرات العلمية
للمرجع الديني العراقي الصرخي التي ناقش ويناقش فيها آراء وأفكار إبن تيمية والتي دفعت
بنا للبحث والمتابعة فتولد لدينا اليقين التام من خلال تلك المحاضرات والإطلاع البسيط
أوصلنا إلى صحة وتمامية ماذكرناه, ومن بين تلك المغالطات عند إبن تيمية هو قضية تكفير
المعتزلة لأنهم وحسب ما يقول إبن تيمية إن فكرهم مأخوذ من تلامذة اليهود والمشركين
وضلال الصابئين وأول من أسس لهم هو الجعد بن درهم, وسنبين تفصيل الحديث لاحقا, بينما
في الوقت ذاته نرى إن إبن تيمية يبرر ليزيد بن معاوية كفره وإلحاده, وسنبين للقارئ
الكريم ذلك الأمر...
وهنا نذكر ما قاله إبن تيمية
في ما يخص كفر وإلحاد المعتزلة وكيف يُكفرهم ويشكر من يقوم بقتلهم كما حصل في حادثة
مقتل الجعد بن درهم, وفي نفس الوقت نذكر مورد الدفاع عن كفر وإلحاد يزيد وكيف يبرر
له ذلك, ونذكر مورد له...
- ماقاله إبن تيمية في تكفير
الجعد وكيف يشرعن قتله, حيث يقول في كتاب مجموع الفتاوى ج 5 / ص 17...
(( أن أصل مقالة التعطيل
إنما هو مأخوذ من تلامذة اليهود والمشركين وضُلال الصابئين ، فإن أول من حُفظ عنه أنه
قال هذه المقالة في الإسلام من أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة وإنما استوى
بمعنى استولى ونحو ذلك ؛ أول ما ظهرت هذه المقالة من جعد ابن درهم وأخذها عنه الجهم
بن صفوان وأظهرها ، فنُسبت مقالة الجهمية إليه ، وقد قيل إن الجعد أخذ مقالته عن أبان
بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم
اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل
من أرض حران وكان قبلهم خلق كثير من الصائبة والفلاسفة بقايا أهل دين النمرود والكنعانيين
الذين صنف بعض المتأخرين في سحرهم ..))..
ويعلق إبن تيمية على مقتل
الجعد في منهاج السنة " 3 / 165 " (( فضحى بالجعد خالدُ بن عبد الله القسري
بواسط على عهد علماء التابعين وغيرهم من علماء المسلمين، وهم بقايا التابعين في وقته
: مثل الحسن البصري وغيره ، الذين حمدوه على ما فعل، وشكروا ذلك ))...
-ماقاله إبن تيمية في تبرير
لكفر وإلحاد يزيد المعلن عند ترديده لأبيات عبد الله بن الزبعري, حيث يقول إبن تيمية
في جامع المسائل مجلد 5 / ص 148 :
(( والديوان الشعري الذي
يُعزى إليه عامته كذب، وأعداءُ الإسلام كاليهود وغيرهم يكتبونه للقدح في الإسلام، ويذكرون
فيه ما هو كذب ظاهر، كقولهم إنه أنشد :
ليْتَ أَشْياخي ببَدْرٍ
شَهِدُوا … جَزَعَ الخزْرجَ مِنْ وَقْعِ الأسَلْ
قَدْ قَتَلْنا الكَبْشَ
مِنْ أَقْرَانِهم … وَعَدلْناهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلْ
وأنه تمثل بهذا ليالي الحرّة
فهذا كذب.
وهذا الشعر لعبد الله بن
الزّبَعْرَى أنشده عام أُحُدٍ لما قتل المشركون حمزة، وكان كافرًا ثم أسلم بعد ذلك
وحَسُن إسلامُه، وقال أبياتًا يذكر فيها إسلامه وتوبته.. ويذكر في الهامش لنفس الصفحة
... (ذكر ذلك محمد بن حميد الرازي وهو شيعي، ونقله عنه ابن الجوزي في "المنتظم"
(5/343) وابن كثير في "البداية والنهاية" (11/558) . والبيتان من قصيدة لعبد
الله بن الزبعري في سيرة ابن هشام (2/136-137). ))..
وهنا لنا عدة تعليقات
:-
التعليق الأول : إن إبن
تيمية روج لإباحة الدم وسفكه من أجل الفكر والإعتقاد, بغض النظر عما إذا كان هذا الفكر
أو الإعتقاد فاسد أو لا , فإنه يمضي قتل الجعد بل ويكفره والتكفير يعني إستباحة الدم
والمال والعرض, وإمضاء إبن تيمية يكمن في قوله إن العلماء وهم من التابعين مدحوا القسري
وشكروه على قتله للجعد !! أي إن فعل القسري بالجعد أمر مشرعن وعليه إمضاء من التابعين
و العلماء بل وفيه مباركة, وهذا يعني إن كل من يحمل فكر كفكر الجعد وهم " المعتزلة
" فإنه يستحق القتل ومن يقتله يُشكر ويُحمد ويُثنى عليه من العلماء والتابعين
وأبن تيمية طبعاً, ولا نعرف أين هي علوم والمعارف الإسلامية وفكر النبي الخاتم محمد
"صلى الله عليه وآله وسلم " وأين هي المجادلة بالحسنى ورد الفكر بالفكر,
فكل ما يفهمه إبن تيمية هو القتل وسفك الدماء حتى على الفكر والرأي والعقيدة !!.
التعليق الثاني : لم نلاحظ
إبن تيمية يكذب ما ذكر عن الجعد أو يضعفه كما هي عادته في كل ما يخص يزيد أو معاوية
أو بني أمية أو ما يخص فضائل الإمام علي " عليه السلام " بل مباشرة أمضى
ما حصل وصدق به وبرره وعصب ذلك برأس العلماء التابعين.
التعليق الثالث : نلاحظ
كيف إن إبن تيمية إلتجأ إلى التكذيب مباشرة في ما يخص يزيد بن معاوية وكذب من قال إنه
ردد تلك الأبيات ونسب كل من يقول بذلك إلى إنه يهودي ويريد أن يقدح بالإسلام !
التعليق الرابع : نرى إن
أبن تيمية لم يقدم على ذكر الأبيات الإلحادية في القصيدة الشعرية التي رددها يزيد بعد
قتله للحسين " عليه السلام " وإنما إكتفى بذكر بيتين وعلق على القصيدة, وهذا
خوفاً منه أن يذكر تلك الأبيات التي تدين يزيد وتثبت كفره وإلحاده, والأبيات هي :
ليت أشياخي ببدر شهدوا
*** جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحاً ***
ثم قالوا: يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم ***
وعدلناه ببدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا ***
خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف إن لم أنتقم *** من بني أحمد ما كان فعل
التعليق الخامس : من يردد
هكذا أبيات حتى وإن كانت لم تكن القصيدة له فماذا يعتبر ذلك ؟ فإن كان ترديده للقصيدة
احتفاءاً بقتله للحسين " عليه السلام " فلماذا لم يردد قصيدة أخرى خصوصاً
وإنه معروف عنه الشعر أو على الأقل قصيدة أخرى فيها تعبير عن الفرحة, فلماذا ركز على
هذه القصيدة بالذات التي فيها معاني إلحادية وكفر بالرسالة المحمدية بل وإتهام واضح
لرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " بالسعي خلف الملك واللعب بالمال وإنه
" حاشاه الله " مفتر كذاب ولم يأته خبر الرسالة ولم ينزل الوحي, فلماذا إبن
تيمية حاول أن يغض الطرف عن تلك الأمور التي يعتقد بها يزيد بن معاوية هذا في حال تنزلنا
وسلمنا بأن القصيدة هي للزبعري وليس له.
التعليق السادس : نلاحظ
إن ابن تيمية حاول أن يبعد يزيد عن الإلحاد والكفر وتكذيب الرسول " صلى الله عليه
وآله وسلم " فقال بأن القصيدة هي للزبعري وليس ليزيد, لكنه – أي ابن تيمية – غفل
عن قضية مهمة وهي إن يزيد قد ردد تلك الأبيات ودليل ذلك ما ذكره ابن تيمية في هامش
الصفحة من مصادر وبطريقة تختلف تماماً عما تكلم به عن المعتزلة والجعد, وهنا نسأل إبن
تيمية ماهو رأيك بالجعد أو المعتزلة أو أي شخص آخر لو صدرت منه تلك الأبيات أو رردها
؟ كيف سيكون شكل هجومك وتكفيرك له ؟.
التعليق السابع : ابن تيمية
كذب كل أهل الحديث كأبن كثير وإبن الجوزي وغيره ممن ذكر تلك الأبيات ونجده في موارد
أخرى يعتمد عليهم كمصدر موثوق في إبداء الرأي , وهنا نسأله هل هم ثقات أم كاذبون ؟
كما إنه إتهم " محمد بن حميد الرازي " بالتشيع ونحن والجميع يعلم معنى كلمة
شيعي في فقه وقاموس إبن تيمية, وهو يعني إن النقل كذب والخبر كاذب, ولكن لنعرف من هو
" محمد بن حميد الرازي " وهو كما مذكور في سير أعلام النبلاء للذهبي
" ج 11 / ص 503 " (( ابن حيان العلامة
الحافظ الكبير، أبو عبد الله الرازي ...... حدث عنه : أبو داود، والترمذي، والقزويني
في كتبهم ، وأحمد بن حنبل ، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وصالح بن محمد جزرة،
والحسن بن علي المعمري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو القاسم
البغوي، وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن هارون الروياني ، وخلق كثير
....)) وهنا نسأل إبن تيمية من ينقل عنه هؤلاء الأعلام هل هو كاذب ؟ هل هو شيعي ؟ أم
لأنه نقل عن يزيد كفره وإلحاده وتكفيره وتكذيبه للنبي الخاتم " صلى الله عليه
وآله وسلم " ونكرانه للرسالة السماوية وللدين الإسلامي أصبح كاذباً شيعياً ؟!
العاقل والمنصف يجيب.
التعليق الثامن : لمن يقول
إن إبن تيمية لم يكفر المعتزلة أو غيرهم, نقول له نكتفي بالرد عليك بما قاله المرجع
الديني العراقي الصرخي في المحاضرة الثالثة من بحث (وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي
الاسطوري ), حيث اظهر المرجع الديني السيد الصرخي الحسني معتقد التيمية في ذبح من يحمل
فكر أو عقيدة تخالف توجهاتهم ومعتقداتهم المنحرفة ... حيث قال السيد الصرخي في نقاش
ما ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى وخلال تطرقه لبدع التيمية في ذبح أصحاب الأفكار
الأخرى, إذ جاء في ثانيًا: بدعة ذبح المعتزلة والأشعرية!!!
أ ـ قال ابن تيمية في مجموع
الفتاوى (6/359):الأسماء والصفات: [ومن رزقه الله معرفة ما جاءت به الرسل وبصرًا نافذًا
وعرف حقيقة مأخذ هؤلاء، عَلِم قطعًا أنهم يلحدون في أسمائه وآياتِه، وأنّهم كذّبوا
بالرسل وبالكتاب وبما أرسل به رسلَه، ولهذا كانوا يقولون:إنّ البدع مشتقة من الكفر
وآيلة إليه)
وعلق المرجع :
( يوجد تكفير أوضح من هذا؟
يوجد اتهام بالخروج من الدين أوضح من هذا؟ يقول علم قطعا انهم يلحدون، هؤلاء ملاحدة،
وأنّهم كذّبوا بالرسل، يكذب بالله ويكذب بالرسول ما هو حكمه؟ ويكذب بالكتاب بل بكل
الكتب وبكل الرسل، حتى أن الحكم ينزل عليه أكثر من اليهودي والنصراني والمجوسي والصابئي،
لأنه يكذب بكل الرسل وبكل الكتب)
ويقولون: إن المعتزِلة مخانيثُ
الفلاسفة، والأشعرية مخانيثُ المعتزلة ..
وعلق المرجع الصرخي على
هذا الاسلوب التيمي الداعشي التكفيري , قائلا : ( طبعًا سيأتي الجهال الأغبياء وقولون:
هو نقل الكلام. الكلام من أين نقله؟ ينقل الكلام أيضًا من أئمة التوحيد الخرافي الأسطوري
الداعشي التكفيري الإرهابي، لا فرق بين هذا وذاك، هذا الكلام مع من قال في هذا المورد
أو في باقي الموارد، وهذا جواب عام لإشكال واستفهام تافه، يقوله الأغبياء، وكيف إذا
هو أتى بالشاهد هنا أو في مقام آخر ولم يعلّق عليه، ولم يعترض عليه، بل أتى به في سياق
الكلام للاحتجاج على المقابل، للقدح بالمقابل، لتثبيت ما يقول على المقابل، لهذا قال:
ولهذا كان يقولون: ... لاحظ، بعد أن أتى بالكلام فرع وقال: ولهذا كان يقولون: إنّ البدع
مشتقة من الكفر وآيلة إليه، ويقولون: إن المعتزِلة مخانيثُ الفلاسفة، والأشعرية مخانيثُ
المعتزلة، إذن من المقصود بالكلام؟ المقصود بالكلام المعتزلة والأشعرية، من هنا قلنا
بدعة ذبح المعتزلة والأشعرية)
وكان يحيى بن عمار يقول:
المعتزلة الجهمية الذكور والأشعرية الجهمية الإناث ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات
الخبرية....لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بِدعة]...
وأضاف السيد الصرخي تعليقا
على هذا القول ( إذن من هم الجهمية؟ -انتبهوا
أيّها المسلمون- هم أهل السنة، أهل الجماعة، أهل القبلة، الكل مشمول بتكفير التيمية،
استيقظوا، اصحوا من نومكم ومن سباتكم، واجهوا الفكر بالفكر).
مواضيع ومقالات مشابهة