حرية الفكر بين جمالية النظرية و براعة التطبيق .
الإختلاف في الرأي
لا يُفسد في الود قضية , ما أجملها من جواهر نادرة في الوجود الإنساني فهي من أبرز
مقومات نجاح المجتمعات , بل وتًعد من الركائز المهمة في رقيها , فإن ما تمر به
اليوم شعوبنا العربية من تناحرات و تقاطعات في لغة الحوار و التخاطب فيما بينها
جعلها فريسة سهلة لكل ما من شأنه أن يفتك به ,ا فكم دفعت شعوبنا من الدم و الأرواح
بسبب تلك المصائب و الويلات , فما الضير يا ترى لو رجعنا إلى عقولنا و سرنا وفق
منظورها الراجح حينها سوف نرى النور لمجتمع قوي يعتمد حرية الفكر , تلك الحرية
المبنية على الحوار الصحيح و تقبل الرأي الآخر , حتى و إن تقاطع مع ما نؤمن و
نعتقد به فالإختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية , فكل ما يُطرح من أدلة و
مؤيدات و نظريات من هنا و هناك فحتماً أنها بنيت على أسس متجذرة في أصولها فهل
يعني هذا أنها ليست على قدر كافٍ حتى يتم تقبلها فالعقل و المنطق و الأعراف لأهل
الحل و العقد هي مَنْ تفرض على الإنسان تقبل الرأي الآخر خاصة إذا أثبت تماميته و
إستناده لأدلة و شواهد حية تشهد بأحقيته , فاليوم هذا هو المنهاج الذي تفتقر إليه
مجتمعاتنا العربية فما أحوجها إلى منهاج حرية الفكر و الإبتعاد من شريعة الغاب تلك
الشريعة التي جلبت الدمار و الخراب بسبب منهجية أهل الضلالة و الإنحراف فلو عدنا
قليلاً إلى الوراء لوجدنا أن رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) كيف
أدخل الشعوب أفواجاً أفواجاً في الإسلام , فليس السيف من فعلها بل منطق العقل و
التلاقح الفكري و التبادل العلمي و النقاشات المستفيضة بين جميع الأطراف وصولاً
إلى مرحلة الإقناع فهذا هو منهاج الحرية الفكرية , و كلا و ألف كلا لإشهار السيوف
بيننا فماذا جنيننا من الفرقة و الاختلاف العلمي و الفكري غير سفك الدماء وزهق
الأرواح المنتهكة فكلنا من أصل واحد و دين واحد و نبي واحد , فمهما اختلفنا في
الرؤى و المعتقدات فكلنا لآدم و آدم من تراب , وهذا ما طالب به المرجع العراقي
العربي الصرخي الحسني في أحدى محاضراته العلمية التي دعا فيها الشعوب الإسلامية
كافة إلى تغليب حرية الفكر و النقاش العلمي المتبادل بين جميع الأطراف و ترك لغة
الخطاب الدموي قائلاً (( نطلب من الجميع عدم إشهار السيوف بوجه بعضهم البعض و طرح
الافكار و النظريات و نقاشها باسلوب علمي تطبيقاً لحرية الفكر )) .
فلنجعل من التجارب الصحيحة و المناهج الرصينة للعقول الإنسانية الراجحة , منهاجنا عند المناظرات العلمية و السجالات الحوارية فحرية الفكر هي الأَولى في بناء صروح العلم و تقدم المجتمع وخلاف ذلك ,فحياتنا أشبه بشريعة الغاب لو صح التعبير .
فلنجعل من التجارب الصحيحة و المناهج الرصينة للعقول الإنسانية الراجحة , منهاجنا عند المناظرات العلمية و السجالات الحوارية فحرية الفكر هي الأَولى في بناء صروح العلم و تقدم المجتمع وخلاف ذلك ,فحياتنا أشبه بشريعة الغاب لو صح التعبير .
مواضيع ومقالات مشابهة