نقاش في موسوعة الامام المهدي : الغيبتان وتمامية موافقتهما للفهم غير الامامي
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين وصحبة المنتجبين
يتفق المسلمون على ان المهدي هو الرجل الذي يملا الارض عدلا بعد ما ملئت جورا غير انهم يختلفون في تحديد شخصيته فالأمامية ألاثني عشرية يقولون بولادته في العام 255 هـ ولد في ذلك الزمان وغاب ولم يظهر لحد ألان ويعتبرون غيبته من ذلك الوقت هي عبارة عن غيبتين احداهما صغرى والاخرى كبرى .
واما عامة المسلمين فيعتقدون انه رجل سيولد في زمانه اي في فجر زمان ظهوره ويقول بعض علمائهم بالغيبتين إلا انهما غيبتان تناسبان العمر الطبيعي للإنسان
وقد ناقش السيد محمد محمد صادق الصدر في موسوعة الامام المهدي ج2 الغيبة وفق مفهوميها الأمامي وغير الأمامي وأفضت نتائج تحقيقه إلى دلالة روايات الغيبتين على صحة الفهم غير الامامي او موافقة اطروحة الغيبة لفهم عامة المسلمين الا انه تدارك ذلك بضم مجموعة من الروايات وآراء لعلماء أمامية لإثبات صحة مفهوم الغيبتين وفقا للفهم الأمامي ألاثني عشري.
ومن هنا سيكون النقاش في الغيبتين ,وهل ستكون الغيبتان موافقتين للفهم الأمامي ام لغير الأمامي وسيكون النقاش وفق ما صدر في موسوعة الإمام المهدي للسيد محمد صادق الصدر قدس سره . حيث ذكر قد سره الروايات التالية قائلا
وقد وردت في ذلك الروايات في مصادر الفريقين.
روى السيد البرزنجي[[1]] عن أبي عبدالله الحسين بن علي ع أنه قال: لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي ع - غيبتان. إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم ذهب. ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.
وأخرج النعماني[[2]] بإسناده عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد ع يقول: للقائم غيبتان إحداهما طويلة والأخرى قصيرة. فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته. والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه.
وأخرج[[3]] عن إبراهيم بن عمر الكناسي قال سمعت أبا جعفر الباقر ع يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين .
وأخرج[[4]] عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبدالله ع كان أبو جعفر ع يقول، لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الأخرى، فقال: نعم... الحديث. وأخرجه الطبرسي في أعلام الورى[[5]] أيضاً...
وأخرج النعماني أيضاً[[6]] عن محمد بن مسلم الثقفي عن الباقر أبي جعفر ع أنه سمعه يقول: إن للقائم غيبتين. يقال في إحداهما: هلك، ولا يدرى في أي واد سلك .
وأخرج أيضاً عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبدالله ع يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، في إحداهما يرجع إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك.
وأخرج الشيخ[[7]] عن حازم بن حبيب عن أبي عبدالله ع، قال: يا حازم إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، يظهر في الثانية. إن جاءك من يقول: أنه نفض يده من تراب قبره، فلا تصدقه.
إلى غير ذلك من الأخبار، وهي كثيرة وكافية للإثبات التاريخي.
ثم قال
ولفهم هذه الأخبار أطروحتان رئيسيتان:
الأطروحة الأولى:
وهي الموافقة للفهم غير الإمامي للمهدي ع القائل: بأن المهدي رجل يولد في زمانه فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
وهي: إن الغيبتين منفصلتان يتخللهما ويفصل بينهما ظهور للناس. ويكون الظهور بعد الغيبة الثانية هو يوم الثورة الكبرى. وتكون مدة كلتا الغيبتين محددة بسنين قليلة... توجبهما مصالح وقتية محددة ترجع إلى شخص المهدي ع أو إلى مصلحة انتصاره بعد الظهور.
وهذه الأطروحة هي المتعينة لا خيار في تعديلها, طبقاً لهذا الفهم غير الامامي.( فهم عامة المسلمين).. لوضوح عدم إمكان وجود الغيبة الطويلة, مع العمر المحدد من السنين .
وهذه الاطروحة هي التي فهمها البرزنجي[[8]] من هذه الاخبار حين قال: وهاتان الغيبتان - والله اعلم - ما مر آنفاً أنه يختفي بجبال مكة ولا يطلع عليه أحد. قال: ويؤيده ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر, أنه قال: يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب, وأومأ بيده الى ذي طوى.(ثم قال قدس سره) أقول: ولم يذكر البرزنجي الغيبة الثانية.
الاطروحة الثانية:
وهي الموافقة للفهم الامامي للمهدي ع القائل: بأن المهدي حي منذ ولادته في القرن الثالث الهجري الى حين ظهوره في اليوم الموعود.
وهي الاطروحة التي فهمها العلماء الاماميون بشكل عام, ونص قدماؤهم على مضمونها بشكل خاص. وهي من ضروريات مذهبهم.
قال النعماني[[(ص)]] هذه الاحاديث التي يذكرونها: إن للقائم ع غيبتين, أحاديث قد صحت عندنا بحمد الله. وأوضح الله قول الائمة ع وأظهر برهان صدقهم فيها.
فأما الغيبة الاولى, فهي التي كانت السفراء فيها بين الامام وبين الخلق قياماً منصوبين ظاهرين موجودي الاشخاص... وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرمت مدتها. والغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط, للامر الذي يريده الله هو التدبير الذي يمضيه في الخلق بوقوع التمحيص والامتحان
اقول:
اذن هو قدس سره فهم من دلالة هذه الروايات على انهما موافقتان للفهم غير الامامي اي موافقتهما لفهم عقيدة عامة المسلمين في المهدي بمعنى ان الروايات تدل على ان الغيبة تحصل بعمر الانسان الطبيعي
ثم اراد قدس سره ان ينفي الاطروحة الاولى (المناسبة لفهم عامة المسلمين) فضم اراء واخبارا تتحدث عن الغيبة ذهب الى انها موافقة للفهم الأمامي وتشكل قرينة على صحة الأطروحة الثاني حيث ذكر قدس سره
وقال المفيد في الارشاد[[10]]: وله قبل قيامه غيبتان: إحدهما أطول من الاخرى, كما جاءت بذلك الاخبار. فأما القصرى منهما, منذ وقت مولده الى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة, أما الطولى فهي بعد الاولى, وفي آخرها يقوم بالسيف .
وقال الطبرسي[[11]]: فانظر كيف حصلت الغيبتان لصاحب الامر على حسب ما تضمنت الاخبار السابقة . أما غيبته الصغرى منهما فهي التي كان فيها سفراؤه موجودين وأبوابه معروفين, لاتختلف الامامية القائلون بأمامة الحسن بن علي ع فيهم . . . الخ كلامه .
وقال ابن الصباغ[[12]] - وهو مالكي المذهب -: وله قبل قيامه غيبتان: احداهما أطول من الاخرى. فأما الاولى فهي القرى, فمنذ ولادته الى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته. وأما الثانية, وهي الطولى, فهي التي بعد الاولى. في آخرها يقوم بالسيف. قال الله تعالى: لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون .
أقول هذه اراء علماء وليست روايات ومن المفترض ان ياتي السيد الصدر بروايات اخرى لمقارنتها على نحو الجمع العرفي
ثم ذكر قدس سره روايات ليس في ظاهرها ما يقيد الغيبة بمفهومها الأمامي قال
وأخرج أيضاً[[16]] عن موسى بن جعفر ع، أنه قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلنكم عنها. فأنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة، حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به. إنما هي محنة من الله يمتحن الله بها خلقه... الحديث .
وهذه الرواية وان كانت تدل على الثاني عشر بعنوانه الخامس من ولد السابع الا انه يوجد فيها من الرمزية ما لا يمكن معه حملها عن القانون الطبيعي والمعنى الظاهري بل ان السيد الصدر قدس سره استفاد من هذه الاخبار مفهوم مخاطبة الناس على قدر عقولهم في امر الغيبة(لو علم آباؤكم وأجدادكم دينا... يا بني عقولكم تصغر عن هذا ،وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا تدركوه 129 . ) سنتكلم عن هذا المعنى في نهاية الموضوع
وأخرج[[17]] عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال: قال لي: يا أبا الجارود، إذا دار الفلك، وقالوا: مات أو هلك وبأي واد سلك، وقال الطالب له: أنى يكون ذلك، وقد بليت عظامه. فعند ذلك، فارتجوه... الحديث.
وعن[[18]] أبي عبدالله: إن القائم إذا قام يقول الناس: أنى ذلك وقد بليت عظامه.
ايضا في هذه الرواية وسابقتها ليس بالضرورة تعني مفهوم الغيبة وفق عقيدة الامامية ففي العمر الطبيعي قد يقال هلك فلان وبليت عظامه
وعن[[1(ص)]] أبي عبدالله أنه قال: إذا فقد الناس الإمام، مكثوا سبتاً لا يدرون أياً من أي. ثم يظهر الله عز وجل لهم صاحبهم.
وعنه ع[[20]] قال: كيف أنتم إذا صرتم في حال لا يكون فيها إمام هدى ولا علماً يرى... الحديث.
وأخرج الصدوق[[21]] عن الحسين بن علي ع في حديث: له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت على الدين فيها آخرون. فيؤذن ويقال لهم: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين. أما أن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بين يدي رسول الله وآله الطاهرين الأخيار.
وعن علي بن الحسين ع أنه قال:... ثم تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر... أن أهل زمان غيبته، القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره، أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة. وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف... الحديث.
-4-
فهذه هي الأخبار التي تدل على أهمية الغيبة في المدى البعيد. وأما الأخبار التي تدل عليها بشكل مباشر، فكثيرة:
والملاحظ ان هذه الروايات لا تدل بالضرورة على صحة الفهم الامامي لغيبة المهدي ولا تنفي ان تكون الغيبة في مدة من الزمن تتناسب مع العمر الطبيعي للإنسان إلا أن السيد محمد محمد صادق الصدر اعتبر هذه الروايات نافية للأطروحة الأولى الموافقة لفهم عامة المسلمين في الغيبة ومثبتة للأطروحة الثانية الموافقة للفهم الأمامي حيث قال قدس سره
وبمجموع هذه الأدلة، نستطيع أن ننفي الأطروحة الأولى التي ذكرناها في الفقرة الثانية من هذا البحث. وذلك لوضوح أنها لا تنسجم مع شيء من هذه الأدلة:
ولإبطال رأي البرزنجي علق قدس سره عليه قائلا
وقد احتج البرزنجي [[27]] بهذا الحديث( حديث وأومأ بيده الى بطنه... ذي طوى ) لأجل استبعاد الفهم الأمامي للمهدي. ولا بد أن يكون مراده أن الغيبة بين الشعاب لا تكون إلا خلال العمر الطبيعي للإنسان.
وهذا المضمون وإن ناقشناه في التاريخ السابق[[28]]... إلا أنه يمكن القول بصحته، بعد التنزل - جدلاً - عن تلك المناقشة. ولا يكون الخبر منافياً مع الفهم الإمامي بحال. لوضوح أنه يمكن أن نتصور المهدي ع ساكناً في الشعاب والبراري والقفار طيلة غيبته مهما طالت. ولا يتعين كونها غيبة ذات مدة قليلة، كما هو معلوم.
اقول : اذن بالدلالة الاولية يعترف السيد الصدر ان ما فهمة البرزنجي صحيح موافق لظاهر الرواية ( اي موافقة الرواية لفهم عامة المسلمين) ثم قال قدس سره
وقد سمعنا في التاريخ السابق[[2(ص)]] ما روي عن الإمام المهدي ع نفسه، فيما قاله لعلي بن المازيار: يا ابن المازيار، أبي أبو محمد عهد إليّ أن لا أجاور قوماً غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم. وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلا عفرها.
وهنا لنا تعليقان
الاول ان السيد محمد محمد صادق الصدر حين اراد تدعيم اطروحة الفكر الامامي في الغيبة جاء برواية ابن مازيار التي اعتمدها في الجزء الاول علما ان الجزء الأول لم يؤخذ بالتشدد السني فهذه الرواية لا تصلح قرينة وفق ما اعتمده من تشدد سندي في الجزء الثاني
التعليق الثاني : اذا كان الحديث في الغيبة وفق الفهم غير الامامي او بمعنى اخر وفق فهم عامة المسلمين فليس من الصحيح ان يقتصر قدس سره على ذكر الإخبار المتعلقة بالغيبة فقط لان الغيبة وفق فهم عامة المسلمين هي غيبة تعتبر جزء من احوال الظهور الذي تحدث عنه او كتبه في الجزء الثالث من الموسوعة فهي غيبة مقترنة باجواء الظهور وعبر عنها السيد الصدر قائلا (وتكون مدة كلتا الغيبتين محددة بسنين قليلة... توجبهما مصالح وقتية محددة ترجع إلى شخص المهدي ع أو إلى مصلحة انتصاره بعد الظهور) اذن هي غيبة او غيبتان تتعلقات باحوال الظهور.
.
وحتى نقارن بين الغيبتين وأيهما اتم وبما ان فهم عامة المسلمين يعتبر الغيبة جزء من احوال عصر الظهور لابد ان ناتي بروايات تتحدث عن احوال الظهور الذي تعلقت به الغيبتان والذي ذكره السيد محمد الصدر في الجزء الثالث ونقارنها بما اعتمده قدس سره في تدعيم الاطروحة الثانية (الموافقة للفهم الامامي) . علما ان السيد الصدر يرى ان هنلك من الاحاديث في الغيبة جاءت من باب امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم ,سنرى بعد ذلك اي الاطروحتين في الغيبة مناسب لمفهوم (امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم) الآن لنأتي بالأخبار التي تتحدث عن الغيبتين في عصر الظهور او كونما جزء من احوال الظهور ونرى مدى تطابقهما مع الاطروحة الاولى المناسبة لفهم عامة المسلمين غير الامامية الاثني عشرية .
] غيبة النعماني 15 - 22
إسماعيل بن جابر، عن ابى جعفر محمد بن علي(عليهما السلام) أنه قال: " يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأوما بيده إلى ناحية ذي طوى(1) - حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم ههنا؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلا، فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة ويقول: أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة، فيشيرون له إليهم، فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم، ويعدهم الليلة التى تليها.
.غيبة النعماني 1- 452 --- 64 صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته ؟ . فقال:يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له : عوف السلمي بأرض الجزيرة ، ويكون مأواه تكريت ) 1 ( وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند . ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك 438 . )
عن الإمام الباقر(ع)في حديث جابر بن يزيد الجعفي قال: (ويبعث (أي السفياني ) بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ، ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد(ص)صغيرهم وكبيرهم ، ولايترك منهم أحد إلا حبس . ويخرج الجيش في طلب الرجلين ). (البحار:52/223) .
[173]الغيبة للنعماني 15- 12
عن أبى عبدالله عليه السلام، وله كتاب يرويه عدة من أصحابنا. يقول: لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الاخرى؟ فقال: نعم ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة، ويظهر السفيانى ويشتد البلاء، و يشمل الناس موت وقتل يلجأون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) ايضا نفس الحديث في: كتاب المشيخة : الحسن بن محبوب : - على ما في إعلام الورى ، ومختصر بصائر الدرجات ,بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة [157]
.".واحاديث اخرى تصف الغيبة في طيبة وغيرها
وبمقارنة هذه الاحاديث مع ما قدمه السيد محمد صادق الصدر لاثبات صحة مفوهم الغيبة وفق الفهم الامامي يثبت عدم صحة ما قدمه قدس سره وتصبح الاطروحة الاولى الموافقة لفهم عامة المسلمين هي الاطروحة الصحيحة في غيبتي المهدي
بقي شيء , انه قدس سره قال (هذا، وقد نرى أئمة الهدى ع، يخاطبون الناس على قدر عقولهم، كما هو المفروض في كل كلام بليغ. فهم يأخذون المستوى العقلي والثقافي والإيماني لمجتمعهم بنظر الاعتبار حين يتحدثون عن المهدي ع. فإذا كان المخاطب والسامع ذا مستوى عال، كان الجواب عميقاً ومفصلاً، وإذا كان ذا مستوى واطئ، كان الجواب مختصراً وناظراً إلى زاوية معينة متجنباً الخوض الكامل في الجواب)
اقول: اذا كان الائمة يكلمون الناس على قدر عقولهم في امر الغيبة فمن المؤكد انهم يكلمون اهل زمانهم كما يقول قدس سره والغيبة التي حصلت وفق الفهم الامامي حصلت في زمن الائمة اذن الغيبة و التخطيط لها والتمهيد لها حسب المستوى العقلي او على اساس (امرنا ان كلم الناس على قدر عقولهم )هي ما حصلت في زمن الائمة وما عرفت بالغيبتين الصغرى والكبرى
وخصوصا ان هنالك روايت عبرت عنها بانها سر من سر الله كما في بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة [91]
4 - ك، ع: ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان (1) عن أحمد ابن عبد الله بن جعفر المدائني، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن لصاحب هذا الامر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل..... يا ابن الفضل إن هذا الامر أمر من أمر الله، وسر من سر الله، وغيب من غيب الله ومتى علمنا أنه عزوجل حكيم، صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، وإن كان وجهها غير منكشف لنا.
في الغيبة للنعماني ج14 ص17
- حدثنا محمد بن يعقوب الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد، عن الحسن ابن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر(عليهما السلام) أنه قال: " إذا فقد الخامس من ولد السابع(1) فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها، فإنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله يمتحن الله بها خلقه ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا الدين لاتبعوه، قال: قلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله و لكن إن تعيشوا فسوف تدر كونه ".
وغيرها من الاخبار...
اذن الغيبة محنة واختبار وشخص الخامس من ولد السابع سر لا تدركه العقول
وبمجوع ذلك يتضح مما تقدم ان الغيبة وفق الفهم الامامي ليست غيبة وفق قانون طبيعي وانما تخطيط لحفظ الخط الاسلامي الصحيح في عنوان المهدي الغائب او في عنوان الغيبة وان المتعين هو الغيبة وفق فهم عامة المسلمين او كما يقول السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره (وتكون مدة كلتا الغيبتين محددة بسنين قليلة... توجبهما مصالح وقتية محددة ترجع إلى شخص المهدي ع أو إلى مصلحة انتصاره بعد الظهور)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين وصحبة المنتجبين
يتفق المسلمون على ان المهدي هو الرجل الذي يملا الارض عدلا بعد ما ملئت جورا غير انهم يختلفون في تحديد شخصيته فالأمامية ألاثني عشرية يقولون بولادته في العام 255 هـ ولد في ذلك الزمان وغاب ولم يظهر لحد ألان ويعتبرون غيبته من ذلك الوقت هي عبارة عن غيبتين احداهما صغرى والاخرى كبرى .
واما عامة المسلمين فيعتقدون انه رجل سيولد في زمانه اي في فجر زمان ظهوره ويقول بعض علمائهم بالغيبتين إلا انهما غيبتان تناسبان العمر الطبيعي للإنسان
وقد ناقش السيد محمد محمد صادق الصدر في موسوعة الامام المهدي ج2 الغيبة وفق مفهوميها الأمامي وغير الأمامي وأفضت نتائج تحقيقه إلى دلالة روايات الغيبتين على صحة الفهم غير الامامي او موافقة اطروحة الغيبة لفهم عامة المسلمين الا انه تدارك ذلك بضم مجموعة من الروايات وآراء لعلماء أمامية لإثبات صحة مفهوم الغيبتين وفقا للفهم الأمامي ألاثني عشري.
ومن هنا سيكون النقاش في الغيبتين ,وهل ستكون الغيبتان موافقتين للفهم الأمامي ام لغير الأمامي وسيكون النقاش وفق ما صدر في موسوعة الإمام المهدي للسيد محمد صادق الصدر قدس سره . حيث ذكر قد سره الروايات التالية قائلا
وقد وردت في ذلك الروايات في مصادر الفريقين.
روى السيد البرزنجي[[1]] عن أبي عبدالله الحسين بن علي ع أنه قال: لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي ع - غيبتان. إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم ذهب. ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.
وأخرج النعماني[[2]] بإسناده عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد ع يقول: للقائم غيبتان إحداهما طويلة والأخرى قصيرة. فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته. والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه.
وأخرج[[3]] عن إبراهيم بن عمر الكناسي قال سمعت أبا جعفر الباقر ع يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين .
وأخرج[[4]] عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبدالله ع كان أبو جعفر ع يقول، لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الأخرى، فقال: نعم... الحديث. وأخرجه الطبرسي في أعلام الورى[[5]] أيضاً...
وأخرج النعماني أيضاً[[6]] عن محمد بن مسلم الثقفي عن الباقر أبي جعفر ع أنه سمعه يقول: إن للقائم غيبتين. يقال في إحداهما: هلك، ولا يدرى في أي واد سلك .
وأخرج أيضاً عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبدالله ع يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، في إحداهما يرجع إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك.
وأخرج الشيخ[[7]] عن حازم بن حبيب عن أبي عبدالله ع، قال: يا حازم إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، يظهر في الثانية. إن جاءك من يقول: أنه نفض يده من تراب قبره، فلا تصدقه.
إلى غير ذلك من الأخبار، وهي كثيرة وكافية للإثبات التاريخي.
ثم قال
ولفهم هذه الأخبار أطروحتان رئيسيتان:
الأطروحة الأولى:
وهي الموافقة للفهم غير الإمامي للمهدي ع القائل: بأن المهدي رجل يولد في زمانه فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
وهي: إن الغيبتين منفصلتان يتخللهما ويفصل بينهما ظهور للناس. ويكون الظهور بعد الغيبة الثانية هو يوم الثورة الكبرى. وتكون مدة كلتا الغيبتين محددة بسنين قليلة... توجبهما مصالح وقتية محددة ترجع إلى شخص المهدي ع أو إلى مصلحة انتصاره بعد الظهور.
وهذه الأطروحة هي المتعينة لا خيار في تعديلها, طبقاً لهذا الفهم غير الامامي.( فهم عامة المسلمين).. لوضوح عدم إمكان وجود الغيبة الطويلة, مع العمر المحدد من السنين .
وهذه الاطروحة هي التي فهمها البرزنجي[[8]] من هذه الاخبار حين قال: وهاتان الغيبتان - والله اعلم - ما مر آنفاً أنه يختفي بجبال مكة ولا يطلع عليه أحد. قال: ويؤيده ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر, أنه قال: يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب, وأومأ بيده الى ذي طوى.(ثم قال قدس سره) أقول: ولم يذكر البرزنجي الغيبة الثانية.
الاطروحة الثانية:
وهي الموافقة للفهم الامامي للمهدي ع القائل: بأن المهدي حي منذ ولادته في القرن الثالث الهجري الى حين ظهوره في اليوم الموعود.
وهي الاطروحة التي فهمها العلماء الاماميون بشكل عام, ونص قدماؤهم على مضمونها بشكل خاص. وهي من ضروريات مذهبهم.
قال النعماني[[(ص)]] هذه الاحاديث التي يذكرونها: إن للقائم ع غيبتين, أحاديث قد صحت عندنا بحمد الله. وأوضح الله قول الائمة ع وأظهر برهان صدقهم فيها.
فأما الغيبة الاولى, فهي التي كانت السفراء فيها بين الامام وبين الخلق قياماً منصوبين ظاهرين موجودي الاشخاص... وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرمت مدتها. والغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط, للامر الذي يريده الله هو التدبير الذي يمضيه في الخلق بوقوع التمحيص والامتحان
اقول:
اذن هو قدس سره فهم من دلالة هذه الروايات على انهما موافقتان للفهم غير الامامي اي موافقتهما لفهم عقيدة عامة المسلمين في المهدي بمعنى ان الروايات تدل على ان الغيبة تحصل بعمر الانسان الطبيعي
ثم اراد قدس سره ان ينفي الاطروحة الاولى (المناسبة لفهم عامة المسلمين) فضم اراء واخبارا تتحدث عن الغيبة ذهب الى انها موافقة للفهم الأمامي وتشكل قرينة على صحة الأطروحة الثاني حيث ذكر قدس سره
وقال المفيد في الارشاد[[10]]: وله قبل قيامه غيبتان: إحدهما أطول من الاخرى, كما جاءت بذلك الاخبار. فأما القصرى منهما, منذ وقت مولده الى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة, أما الطولى فهي بعد الاولى, وفي آخرها يقوم بالسيف .
وقال الطبرسي[[11]]: فانظر كيف حصلت الغيبتان لصاحب الامر على حسب ما تضمنت الاخبار السابقة . أما غيبته الصغرى منهما فهي التي كان فيها سفراؤه موجودين وأبوابه معروفين, لاتختلف الامامية القائلون بأمامة الحسن بن علي ع فيهم . . . الخ كلامه .
وقال ابن الصباغ[[12]] - وهو مالكي المذهب -: وله قبل قيامه غيبتان: احداهما أطول من الاخرى. فأما الاولى فهي القرى, فمنذ ولادته الى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته. وأما الثانية, وهي الطولى, فهي التي بعد الاولى. في آخرها يقوم بالسيف. قال الله تعالى: لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون .
أقول هذه اراء علماء وليست روايات ومن المفترض ان ياتي السيد الصدر بروايات اخرى لمقارنتها على نحو الجمع العرفي
ثم ذكر قدس سره روايات ليس في ظاهرها ما يقيد الغيبة بمفهومها الأمامي قال
وأخرج أيضاً[[16]] عن موسى بن جعفر ع، أنه قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلنكم عنها. فأنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة، حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به. إنما هي محنة من الله يمتحن الله بها خلقه... الحديث .
وهذه الرواية وان كانت تدل على الثاني عشر بعنوانه الخامس من ولد السابع الا انه يوجد فيها من الرمزية ما لا يمكن معه حملها عن القانون الطبيعي والمعنى الظاهري بل ان السيد الصدر قدس سره استفاد من هذه الاخبار مفهوم مخاطبة الناس على قدر عقولهم في امر الغيبة(لو علم آباؤكم وأجدادكم دينا... يا بني عقولكم تصغر عن هذا ،وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا تدركوه 129 . ) سنتكلم عن هذا المعنى في نهاية الموضوع
وأخرج[[17]] عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال: قال لي: يا أبا الجارود، إذا دار الفلك، وقالوا: مات أو هلك وبأي واد سلك، وقال الطالب له: أنى يكون ذلك، وقد بليت عظامه. فعند ذلك، فارتجوه... الحديث.
وعن[[18]] أبي عبدالله: إن القائم إذا قام يقول الناس: أنى ذلك وقد بليت عظامه.
ايضا في هذه الرواية وسابقتها ليس بالضرورة تعني مفهوم الغيبة وفق عقيدة الامامية ففي العمر الطبيعي قد يقال هلك فلان وبليت عظامه
وعن[[1(ص)]] أبي عبدالله أنه قال: إذا فقد الناس الإمام، مكثوا سبتاً لا يدرون أياً من أي. ثم يظهر الله عز وجل لهم صاحبهم.
وعنه ع[[20]] قال: كيف أنتم إذا صرتم في حال لا يكون فيها إمام هدى ولا علماً يرى... الحديث.
وأخرج الصدوق[[21]] عن الحسين بن علي ع في حديث: له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت على الدين فيها آخرون. فيؤذن ويقال لهم: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين. أما أن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بين يدي رسول الله وآله الطاهرين الأخيار.
وعن علي بن الحسين ع أنه قال:... ثم تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر... أن أهل زمان غيبته، القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره، أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة. وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف... الحديث.
-4-
فهذه هي الأخبار التي تدل على أهمية الغيبة في المدى البعيد. وأما الأخبار التي تدل عليها بشكل مباشر، فكثيرة:
والملاحظ ان هذه الروايات لا تدل بالضرورة على صحة الفهم الامامي لغيبة المهدي ولا تنفي ان تكون الغيبة في مدة من الزمن تتناسب مع العمر الطبيعي للإنسان إلا أن السيد محمد محمد صادق الصدر اعتبر هذه الروايات نافية للأطروحة الأولى الموافقة لفهم عامة المسلمين في الغيبة ومثبتة للأطروحة الثانية الموافقة للفهم الأمامي حيث قال قدس سره
وبمجموع هذه الأدلة، نستطيع أن ننفي الأطروحة الأولى التي ذكرناها في الفقرة الثانية من هذا البحث. وذلك لوضوح أنها لا تنسجم مع شيء من هذه الأدلة:
ولإبطال رأي البرزنجي علق قدس سره عليه قائلا
وقد احتج البرزنجي [[27]] بهذا الحديث( حديث وأومأ بيده الى بطنه... ذي طوى ) لأجل استبعاد الفهم الأمامي للمهدي. ولا بد أن يكون مراده أن الغيبة بين الشعاب لا تكون إلا خلال العمر الطبيعي للإنسان.
وهذا المضمون وإن ناقشناه في التاريخ السابق[[28]]... إلا أنه يمكن القول بصحته، بعد التنزل - جدلاً - عن تلك المناقشة. ولا يكون الخبر منافياً مع الفهم الإمامي بحال. لوضوح أنه يمكن أن نتصور المهدي ع ساكناً في الشعاب والبراري والقفار طيلة غيبته مهما طالت. ولا يتعين كونها غيبة ذات مدة قليلة، كما هو معلوم.
اقول : اذن بالدلالة الاولية يعترف السيد الصدر ان ما فهمة البرزنجي صحيح موافق لظاهر الرواية ( اي موافقة الرواية لفهم عامة المسلمين) ثم قال قدس سره
وقد سمعنا في التاريخ السابق[[2(ص)]] ما روي عن الإمام المهدي ع نفسه، فيما قاله لعلي بن المازيار: يا ابن المازيار، أبي أبو محمد عهد إليّ أن لا أجاور قوماً غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم. وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلا عفرها.
وهنا لنا تعليقان
الاول ان السيد محمد محمد صادق الصدر حين اراد تدعيم اطروحة الفكر الامامي في الغيبة جاء برواية ابن مازيار التي اعتمدها في الجزء الاول علما ان الجزء الأول لم يؤخذ بالتشدد السني فهذه الرواية لا تصلح قرينة وفق ما اعتمده من تشدد سندي في الجزء الثاني
التعليق الثاني : اذا كان الحديث في الغيبة وفق الفهم غير الامامي او بمعنى اخر وفق فهم عامة المسلمين فليس من الصحيح ان يقتصر قدس سره على ذكر الإخبار المتعلقة بالغيبة فقط لان الغيبة وفق فهم عامة المسلمين هي غيبة تعتبر جزء من احوال الظهور الذي تحدث عنه او كتبه في الجزء الثالث من الموسوعة فهي غيبة مقترنة باجواء الظهور وعبر عنها السيد الصدر قائلا (وتكون مدة كلتا الغيبتين محددة بسنين قليلة... توجبهما مصالح وقتية محددة ترجع إلى شخص المهدي ع أو إلى مصلحة انتصاره بعد الظهور) اذن هي غيبة او غيبتان تتعلقات باحوال الظهور.
.
وحتى نقارن بين الغيبتين وأيهما اتم وبما ان فهم عامة المسلمين يعتبر الغيبة جزء من احوال عصر الظهور لابد ان ناتي بروايات تتحدث عن احوال الظهور الذي تعلقت به الغيبتان والذي ذكره السيد محمد الصدر في الجزء الثالث ونقارنها بما اعتمده قدس سره في تدعيم الاطروحة الثانية (الموافقة للفهم الامامي) . علما ان السيد الصدر يرى ان هنلك من الاحاديث في الغيبة جاءت من باب امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم ,سنرى بعد ذلك اي الاطروحتين في الغيبة مناسب لمفهوم (امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم) الآن لنأتي بالأخبار التي تتحدث عن الغيبتين في عصر الظهور او كونما جزء من احوال الظهور ونرى مدى تطابقهما مع الاطروحة الاولى المناسبة لفهم عامة المسلمين غير الامامية الاثني عشرية .
] غيبة النعماني 15 - 22
إسماعيل بن جابر، عن ابى جعفر محمد بن علي(عليهما السلام) أنه قال: " يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأوما بيده إلى ناحية ذي طوى(1) - حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم ههنا؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلا، فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة ويقول: أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة، فيشيرون له إليهم، فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم، ويعدهم الليلة التى تليها.
.غيبة النعماني 1- 452 --- 64 صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته ؟ . فقال:يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له : عوف السلمي بأرض الجزيرة ، ويكون مأواه تكريت ) 1 ( وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند . ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك 438 . )
عن الإمام الباقر(ع)في حديث جابر بن يزيد الجعفي قال: (ويبعث (أي السفياني ) بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ، ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد(ص)صغيرهم وكبيرهم ، ولايترك منهم أحد إلا حبس . ويخرج الجيش في طلب الرجلين ). (البحار:52/223) .
[173]الغيبة للنعماني 15- 12
عن أبى عبدالله عليه السلام، وله كتاب يرويه عدة من أصحابنا. يقول: لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الاخرى؟ فقال: نعم ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة، ويظهر السفيانى ويشتد البلاء، و يشمل الناس موت وقتل يلجأون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) ايضا نفس الحديث في: كتاب المشيخة : الحسن بن محبوب : - على ما في إعلام الورى ، ومختصر بصائر الدرجات ,بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة [157]
.".واحاديث اخرى تصف الغيبة في طيبة وغيرها
وبمقارنة هذه الاحاديث مع ما قدمه السيد محمد صادق الصدر لاثبات صحة مفوهم الغيبة وفق الفهم الامامي يثبت عدم صحة ما قدمه قدس سره وتصبح الاطروحة الاولى الموافقة لفهم عامة المسلمين هي الاطروحة الصحيحة في غيبتي المهدي
بقي شيء , انه قدس سره قال (هذا، وقد نرى أئمة الهدى ع، يخاطبون الناس على قدر عقولهم، كما هو المفروض في كل كلام بليغ. فهم يأخذون المستوى العقلي والثقافي والإيماني لمجتمعهم بنظر الاعتبار حين يتحدثون عن المهدي ع. فإذا كان المخاطب والسامع ذا مستوى عال، كان الجواب عميقاً ومفصلاً، وإذا كان ذا مستوى واطئ، كان الجواب مختصراً وناظراً إلى زاوية معينة متجنباً الخوض الكامل في الجواب)
اقول: اذا كان الائمة يكلمون الناس على قدر عقولهم في امر الغيبة فمن المؤكد انهم يكلمون اهل زمانهم كما يقول قدس سره والغيبة التي حصلت وفق الفهم الامامي حصلت في زمن الائمة اذن الغيبة و التخطيط لها والتمهيد لها حسب المستوى العقلي او على اساس (امرنا ان كلم الناس على قدر عقولهم )هي ما حصلت في زمن الائمة وما عرفت بالغيبتين الصغرى والكبرى
وخصوصا ان هنالك روايت عبرت عنها بانها سر من سر الله كما في بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة [91]
4 - ك، ع: ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان (1) عن أحمد ابن عبد الله بن جعفر المدائني، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن لصاحب هذا الامر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل..... يا ابن الفضل إن هذا الامر أمر من أمر الله، وسر من سر الله، وغيب من غيب الله ومتى علمنا أنه عزوجل حكيم، صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، وإن كان وجهها غير منكشف لنا.
في الغيبة للنعماني ج14 ص17
- حدثنا محمد بن يعقوب الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد، عن الحسن ابن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر(عليهما السلام) أنه قال: " إذا فقد الخامس من ولد السابع(1) فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها، فإنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله يمتحن الله بها خلقه ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا الدين لاتبعوه، قال: قلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله و لكن إن تعيشوا فسوف تدر كونه ".
وغيرها من الاخبار...
اذن الغيبة محنة واختبار وشخص الخامس من ولد السابع سر لا تدركه العقول
وبمجوع ذلك يتضح مما تقدم ان الغيبة وفق الفهم الامامي ليست غيبة وفق قانون طبيعي وانما تخطيط لحفظ الخط الاسلامي الصحيح في عنوان المهدي الغائب او في عنوان الغيبة وان المتعين هو الغيبة وفق فهم عامة المسلمين او كما يقول السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره (وتكون مدة كلتا الغيبتين محددة بسنين قليلة... توجبهما مصالح وقتية محددة ترجع إلى شخص المهدي ع أو إلى مصلحة انتصاره بعد الظهور)
مواضيع ومقالات مشابهة