نصتقرير_المحاضرة_العاشرة من بحث{السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد}
نصتقرير_المحاضرة_العاشرة من بحث{السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد}
لسماحة المرجع الديني الأعلى المحقق السيد الصرخيّ الحسنيّ
بعد التوكل على العلي القدير نكمل الكلام، وكان الكلام في
سادسًا: ابن كثير والعقد الفريد
قال ابن كثير: وقد نسب شهاب الدين ابن عبد ربه إلى خالد القسري أشياء لا تصح، عندنا تحت هذا العنوان سيكون عندنا عدة نقاط سنتحدث فيها،
النقطة الأولى: قال ابن كثير وقد نسب شهاب الدين ابن عبد ربه إليه(أي شهاب الدين الأندلسي) إلى خالد القسري أشياء لا تصح، لأنّ صاحب العقد الفريد (أي شهاب الأندلسي) كان فيه تشيع شنيع، ومغالاة في أهل البيت، وربما لا يفهم أحد كلامه ما فيه من التشيع، وقد اغترّ به شيخنا الذهبي فمدحه بالحفظ وغيره، أي اغترّ بالأندلسي بشهاب الدين، من الذي اغترّ به؟ اغترّ به الذهبي فمدحه بالحفظ وغيره. في البداية والنهاية الجزء: 10.
أولًا: وأنا أعلّق على هذا الكلام وأقول: يا ابن كثير، إذا كان لا يفهم أحد كلام صاحب العقد الفريد وما فيه من تشيع شنيع ومغالاة، أنت تقول: يا ابن كثير، يا تيمي، يا شيعة ابن تيمية، يا من تشيّع لابن تيمية، ولمعاوية ولآل أمية، أقول لك: يا ابن كثير، إذا كان لا يفهم أحد كلام صاحب العقد الفريد كما تقول، وما فيه من تشيع شنيع ومغالاة، إذن أنت من أين فهمت وعرفت ذلك؟!! أنت تنتقد الذهبي وغير الذهبي، وتقول: لا يوجد أحد يفهم ما في نية، ما في حقيقة، ما في معتقد الأندلسي، صاحب العقد الفريد، لا يوجد أحد يفهم هذا، فأنت من أين فهمت بأن هذا فيه تشيع شنيع، فيه مغالاة لأهل البيت وفي أهل البيت، فيا ابن كثير، إذا كان لا يفهم أحد كلام صاحب العقد وما فيه من تشيع شنيع ومغالاة، إذن أنت من أين فهمت وعرفت ذلك؟!! فهل اطلعت على الغيب وعلمت ما في السرائر والنيات والقلوب؟!! أو اشتغلت بالسحر والشعبذة والشعوذة وقراءة الكف والفنجان ففهمت وعلمت؟!! فأين أنت يا ابن كثير؟!! فابن عبد ربه الأندلسي يقول ويعلن تسنّنه ويصدح برأيه ومعتقده السنيّ بالخلافة والخلفاء والصحابة، بل أنه صرح وأشعر بقصيدة وقصد قصيدة وبمنظومة، وأشعر بقصيدة وأرجوزة أعلن فيها تسلسل الخلفاء فذكر الثلاثة؛ ذكر أبا بكر وعمر وعثمان، عنده شعر، عنده قصيدة، عنده أرجوزة أعلن فيها تسلسل الخلفاء، فذكر الثلاثة وجعل معاوية رابعًا. اعتبر معاوية من الخلفاء الراشدين، اعتبر معاوية في الترتيب الرابع، قدم معاوية على علي وعلى كل الصحابة، جعله بعد عثمان، إذن أقول: يا ابن كثير فابن عبد ربه الأندلسي يقول ويعلن تسنّنه ويصدح برأيه ومعتقده السنيّ بالخلافة والخلفاء والصحابة، بل إنه صرّح وأشعر بقصيدة وأرجوزة وأعلن فيها تسلسل الخلفاء، فذكر الثلاثة وجعل معاوية رابعًا، فلم يُشر لأمير المؤمنين علي، ولا لأهل بيته عليهم السلام، فمن أين علمت يا ابن كثير؟!! يا مقلدًا لابن تيمية وتابعًا له وذائبًا كليًّا في منهج التيمية، وهل أنّ ذكر جزء يسير من أخطاء أو ذنوب أو رذائل أو قبائح أحد حكام بني أمية أو أحد أمرائهم كالقسريّ عندك أن هذا تشيّع شنيع؟!! فهل نفهم وبوضوح أن ذلك مطابق لنهج السيستاني في تكفير وتقتيل وتهجير كل من لا يقول بعصمة السيستاني ووكلائه ومعتمديه مهما فعلوا من قبائح ورذائل وموبقات وفضائح وفساد؟!! وهل أنّ الذي يختاره السيستاني ويعتبره خصمًا وعدوًا له ومتشيعًا شنيعًا لخصوم وأعداء السيستاني حتى لو لم يصدر أي شيء من الشخص يدلّ على ذلك، لكنّ السيستانيّ وأخصّاءه يفهمون ويعرفون توجهات ومعتقدات هذا الشخص من خلال علمهم بالغيب واطلاع على السرائر وما في القلوب أو لعلمهم بالسحر والشعوذة والشعبذة وقراءة الكف والفنجان أو لغة خاصة مع أمير المؤمنين، ومع الإمام ومن هذه الخزعبلات التي يخدع بها السيستاني أتباعه وأزلامه؟!! فهل هذا النهج لابن كثير هو نهج سيستانيّ تيميّ؟!!
ثانيًا: بعد بحث طويل نسبيًا فإنّي لم أجد في العقد الفريد ما فيه ذم وقدح بخالد القسريّ، بل ممكن القول: إنّ الموجود عكس ذلك، فقد أثنى عليه وأمتدحه، يعني الآن ليس فقط أنّ الأندلسي جعل معاوية رابع الخلفاء، ولم يُشر لعلي عليه السلام، وليس فقط هذا، بل حتّى في قضية القسريّ فإنّي لم أجد، ربما البعض يجد، لكنّي لم أجد في كتابات- ضمن البحث الذي بحثت- لم أجد في كتابات العقد الفريد للأندلسي أو في غير العقد الفريد ما نقل عنه، لم أجد فيه ما يقدح بخالد القسريّ، أقول: بعد بحث طويل فإنّي لم أجد لا في القعد في الفريد ولا في غيره، فإنّي لم أجد ما فيه ذم أو قدح لخالد القسريّ، بل ممكن القول: إنّ الموجود عكس ذلك، فقد أثنى عليه وأمتدحه في أكثر من موضع، فمثلًا: ذكر موقف خالد القسريّ في قتل وصلب المغيرة، هذا المغالي، المغيرة وقد حكينا عن المغيرية الذي هو خطّ السبئية، أقول: فمثلًا: ذكر موقف خالد القسريّ في قتل وصلب المغيرة الذي وصفه بالرافضي السبئيّ القائل، هذا من الذي وصف المغيرة؟ هذا الأندلسي صاحب العقد الفريد يقول. أقول: فقد وصف المغيرة بأنّه رافضيّ سبئيّ وقال: إنّ عليًا( يعني ينقل الأندلسي صاحب العقد عن المغيرة، يقول: بأنّ المغيرة يقول، بأنّ المغيرة يبني على، بأنّ المغيرة يعتقد، بأنّ المغيرة يدّعي، بأنّ عليًّا لو شاء لأحيى عادًا وثمودَ وقرونًا بعد ذلك كثيرة. إذن ينقل ويقول: المغيرة يقول، المغيرة القائل بأن عليًّا لو شاء لأحيا عادًا وثمودًا وقرونًا بعد ذلك كثيرًا. أين هذا؟ في العقد الفريد، ج2. ونقل هذا المعنى عن خالد القسري، وحادثة خالد القسري مع المغيرة.
أقول أيضًا: كما أنّ صاحب العقد الفريد عدّ القسريّ من خطباء العرب، وذكر له نماذج كثيرة من خطبه كما في العقد الفريد، ج4. إضافة إلى أنّه ذكر مواقف لخالد القسريّ في سياق حديثه عن شخصيات أعتبرها من الأجواد، كما في العقد الفريد الجزء الأول.
ثالثًا: أقول: الاضطراب في تفكير ابن كثير واضح جليّ وهو صفة ملازمة لابن تيميّة وشيعته، حيث تكشف عمّا في نفوسهم وقلوبهم من سقم ورين وطبع ناشئ عن بغضهم الشديد وحقدهم الدفين على علي أمير المؤمنين وآل بيت الرسول الصادق الأمين عليه وعلى آله الصلاة والتسليم إلى المستوى الذي لا يكون المرء مجازفًا ولا مترددًا ولا شاكًا في وصفهم بالنفاق وأخبث النفاق، فنجد ابن كثير يمدح صاحب العقد الفريد في موضع، هذا مثال في الاضطراب وعدم الاتزان، وهذا مثال عن الحقد، وكشف عن الحقد الذي هم فيه، فنجد ابن كثير يمدح صاحب العقد الفريد في موضع ويشكك فيه في موضع آخر، ويذمّه ويتّهمه وينتقص منه ويكفّره بافتراء وكذب وضيع، متهم إيّاه بالتشيع الشنيع والمغالاة، فمثلًا أثنى ابن كثير على الأندلسيّ فقال: وكان من الفضلاء المكثرين والعلماء بأخبار الأولين والمتأخرين، وكتابه العقد يدل على فضائل جمة وعلوم كثيرة مهمة. البداية والنهاية، ج11.
وقال ابن كثير في موضع آخر: ويدلّ كثير من كلامه على تشيع فيه وميل إلى الحدّ من بني أمية، وهذا عجيب منه. الآن يقول: فيه تشيع. ما هو التشيع الذي هو فيه؟ أنه يحاول الحدّ من بني أمية، التقليل من شأن بني أمية، أو القدح ببني أمية، أو عدم الإكثار من مديح بني أمية، وذكر (مفاخر) بني أمية، لماذا عجيب؟ لأنّه أحد مواليهم وكان الأولى به أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم. أين المعاداة؟!! التفت جيدًا: يقول: على تشيع فيه، هذا انتهينا منه. يقول: وميل إلى الحدّ من بني أمية، إذن هذا الميل إلى الحدّ من بني أمية: هل هذه هي المعاداة؟!! يقول: كان الأولى أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم، هذه هي المعاداة عندك يا ابن كثير؟!! جعل معاوية الخليفة الرابع، من خلفاء المسلمين، هل هذه المعاداة عندك يا ابن كثير؟!! ماذا تريد؟ لا يوجد إلا أن يجعل معاوية في منزلة الإله. يجعل معاوية ربًا يعبد من دون الله، أو صنمًا وعجلًا كما السيستانيّ عبارة عن صنم وعجل يُعبد من دون الله أو يُعبد ليقرّب إلى الله، هكذا كما جعل. يعني ابن كثير يريد أن يجعل معاوية كما يُجعَل السيستانيّ الآن، يريد من الأندلسي أن يجعل لمعاوية منزلة الألوهية والربوبية حتى يتقرّب به إلى الله، كما جعلوا للسيستانيّ منزلة ليتقرّب به إلى الله، وليتهم أتوا بعجل بني إسرائيل، بالعجل صاحب الخوار وتقرّبوا به إلى الله، لأنّ العجل جماد لم يصدر منه، هذا الذي عبدوه هو عبارة عن جماد، عبارة عن جسد لا روح فيه، لا يوجد عليه تكليف، بينما هنا من يجعل بمنزلة العجل قد أرتكب كل المعاصي والرذائل والقبائح والجرائم، وسفكَ الدماء وهجّر الأبرياء وسرق الأموال ودمّر البلاد والعباد، إذن هذا الموضع الثاني.
وقال ابن كثير في موضع آخر: ويدل الكثير من كلامه على تشيع فيه وميل إلى الحدّ من بني أمية، وهذا عجيب منه لأّنّه أحد مواليهم وكان الأولى به أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم، يعني عند ابن كثير المقياس ليس مقياس حق وباطل ومإيمان ونفاق وضلالة وهداية، وإنما هذا عبد لهذا، هذا ملك لهذا، هذا ابن هذا، هذا رئيس عشيرة على هذا، إذن الأولى بهذا أن يتبع السيد، يتبع رئيس العشيرة، يتبع الأب، يتبع الآباء لماذا؟ لأنّه موالي لهم، لأنّه عبد لهم، لأنّه تحت أمرتهم، لأنّهم يصرفون عليه، لأنّهم يحمونه، لأنّهم السبب في وجوده في بقائه في معيشته، في سمعته، في مستقبله. وهكذا أو على هذا أو بهذا تقاس الأمور؟!! وهل تعتبر جعل معاوية الخليفة الرابع في التسلسل الرابع من المعاداة ومن التشيّع الشنيع لأهل البيت؟!! هل تريد أن يقدّم معاوية ويكون في المرتبة الأولى، في المنزلة الأولى، يتقدّم على الخليفة الأوّل والثاني والثالث، على الخليفة الثالث والثاني والأوّل؟!! هل يتقدم على رسول الله؟!! هل يتقدّم على الله؟!! وقبل ذلك في الجزء العاشر من البداية والنهاية قال: كان فيه تشيّع شنيع ومغالاة في أهل البيت.
رابعًا: أقول: تأكيدًا على الأزمة النفسية والرين القلبي عند النواصب مبغضي علي وآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وعليهم الصلاة والسلام نجد أنّهم غفلوا أو تغافلوا عن الولاء والحبّ والتشيّع الأمويّ عند الأندلسيّ وجحده بأبسط حقوق وأوضح حقائق الإمام عليّ وآل بيت النبي عليهم الصلاة والسلام، حيث ينكر خلافة عليّ عليه السلام فيخرجه من عنوان الخلفاء الراشدين ورابع الخلفاء، ويجعل معاوية رابع الخلفاء فقد روى المقريّ في نفح الطيب نقلًا عن كتاب التكملة لابن الآبار، بسنده عن أبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الفقيد الطرطوشي قال: نزل القاضي منذر بن سعيد على أبي بطرطوش وهو يومئذ يتولّى القضاء في الثغور الشرقية، ... فأنزله أبي في بيته الذي يسكنه فكان إذا تفرّغ نظر في كتب أبي فمر على يديه كتاب أرجوزة ابن عبد ربه (الأندلسيّ)، يذكر فيه الخلفاء، ويجعل معاوية رابعهم ولم يذكر عليًّا فيهم، ثم وصل بذكر الخلفاء من بني مروان، التفت جيدًا: يعني الخلفاء الأوّل؛ الثاني؛ الثالث، معاوية رابعًا: بعد هذا ينتقل إلى خلفاء بني أمية، وسنعرف من هم خلفاء بني أمية، ولم يذكر عليًا فيهم، ثم وصل بذكر الخلفاء من بني مروان إلى عبد الرحمن بن محمّد، هذا الكلام للراوي، فلمّا رأى ذلك منذر غضب وسبّ ابن عبد ربّه، الكلام أين؟ نزل القاضي منذر بن سعيد على أبي بطرطوش ... إلى أن يقول: مرّ على يديه كتاب يذكر فيه الخلفاء ويجعل معاوية رابعًا ولم يذكر عليًّا فيهم ثم وصل بذكر الخلفاء من بني مروان إلى عبد الرحمن بن محمد، فلمّا رأى ذلك منذر غضب وسبّ ابن عبد ربّه.
سابعًا: ابن كثير ومغالاته وتشيعه الشنيع
الآن تبين التشيع الشنيع عند ابن كثير، وليس عند الأندلسي، أقول: سابعًا: ابن كثير ومغالاته وتشيعه الشنيع
أوّلًا: لقد تشيّع ابن تيميّة لمعاوية وآل أميّة تشيعًا شنيعًا، وقد غالى فيهم إلى المستوى الذي أختصّ فيه ابن تيميّة باعتقادات سيُسأل عنها يوم الحساب، ويكون خصيمه رسول الله وأمير المؤمنين علي وفاطمة الزهراء والإمامان الحسن والحسين وآل البيت الأطهار والصحابة الراضون المرضيّون والتابعون والأولياء الصالحون، فمن الناحية التطبيقية العملية الفعلية نَشعر ونلمس أن منهجية التيميّة مخالفة لمناهج المسلمين، وشاذة عنها وممكن أن تكون منبهة ومشيرة إلى أن لابن تيمية قرآنًا غير قرآن المسلمين وسنة غير سنتهم، ونبيًّا غير نبيهم، إمامًا غير إمامهم، وأن تشريعات التيمية غير تشريعات المسلمين، فيلزمك المنهج التيميّ بإلغاء عقلك والتصور والتصديق بأنّ معاوية أخو وابن عم نبيّهم الذي يعتقدون به، وزوج ابنته وبضعته، وأنّ معاوية خليفة نبيّهم، ومنزلته منه بمنزلة هارون من موسى، وأنّه أوّل من أسلم وآمن بنبيهم برسولهم، وأنّه أخوه وقد اختصّ به في الموآخاة، وأنّه من البدريّين وعلى رأس أصحاب بيعة الرضوان، وأنّه مع الحقّ والحقّ معه، وأنّه مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتى يردا الحوض على نبيّهم، وأنّ نبي التيمية ترك فيهم الثقلين كتاب الله وأهل بيت أمية، وإنّهما لن يفترقا أبدًا وأحدهما عدل الآخر، وأنّ آية التطهير نزلت في معاوية ويزيد وآل أمية الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم، وأنّ الصلاة لا تتم ولا تصح إلا بالصلاة عليهم وأنّه وأنّه وأنّه ... وإنّه وإنّه وإنّه حتى اجتهد وأجهد نفسه كثيرًا وتبعه شيعته في العمل بكل طاقة وطريقة ووسيلة للطعن بأمير المؤمنين علي عليه السلام، وسلب كلّ فضيلة له وتجريده منها كليًّا بالتزامن مع إلباس معاوية وآل بيت معاوية وأمية فضائل علي عليه السلام، بل زادوا عليها وبالغوا فيها، فكان تشيّعهم لمعاوية تشيّعًا شنيعًا ومغالاتهم ببني أمية بدرجة عالية. ونحن في الوقت الذي نحترم فيه رأي ابن تيمية وشيعته، لكننا نتبرّأ مما يقولون، ونشفق عليهم، ولهم رأيهم ولنا رأينا ونبقى في طور ونطاق النقاش والحوار العلميّ الشرعيّ الأخلاقيّ، فلا تكفير ولا فحش وسوء خلق ولا تقتيل وسفك دماء ولا إباحة أموال وأعراض.
ثانيًا: صاحبُ العقد الأندلسيّ أمويّ الولاء والمنشأ والتربية والاعتقاد، وقد قضى شطرًا من حياته، شطرًا طويلًا لا نعلم: هل تاب أو متى تاب؟ أو كم من الوقت استغرق حتى تاب؟ وقد قضى شطرًا من حياته غارقًا في الخمور والفحش والنساء، وقد انعكس هذا في كتاباته في موارد كثيرة. وإن كتب السير والتاريخ والتراجم أشارت وبكل وضوح إلى ذلك، وبعد استثناء الخليفة عمر بن عبد العزيز وبعض القطع الزمانية المحدودة أشارت- تلل الكتب- إلى الحالة العامة الشائعة بين الحكام والأمراء الأمويين والرموز الاجتماعية المقرّبة من البلاط المتمثّل بالظلم والاستبداد، المقرون بانحلال وانحراف ومجون وفساد، حتى وصل رأي وقرار الحاكم الأموي أن يشرب الخمر في بيت الله وعلى بيت الله الحرام، وإذا أضفنا إليها شرعنة المستأكلين وعّاظ السلاطين لفساد ومنكرات وقبائح وظلم الحكام وذوي الطول والرموز والواجهات، كما صار في عصرنا الفلنتاين مباحًا ومستحبًا والمثلية حرية وتطورًا وانفتاحًا وحلالًا، وصار الاحتلال والتسلّط والفساد وسفك الدماء وأكل لحوم البشر والتمثيل بجثث الأموات وتدمير البلاد وتهجير وتشريد العباد صار حلالًا ومستحبًا وواجبًا ببركة السيستاني ومواقفه وفتاواه، ففي وسط هذه الأجواء لا يبقى تردد ولا حرج ولا محذور في ذكر النساء والخمور والفجور والفحشاء، ومن هنا لم يجد الأندلسي أي محذور فيما كتبه عن الفحش والخمر والفجور والنساء فضلًا عن الموسيقى والطرب والرقص والغناء.
ثالثًا: فيا ترى هل أنّ نقمة ابن كثير والتيمية على صاحب العقد الفريد واتهامهم له بالغلو (التفت: كلما نذكر شيئًا ومعنى في نقطة، ضع المعنى في ذهنك حتى يكتمل عندك المعنى الكلي في نتيجة الكلام) فيا ترى هل أنّ نقمة ابن كثير والتيميّة على صاحب العقد الفريد واتهامهم له بالغلوّ والتشيّع الشنيع لعلي وآل بيت النبي عليهم الصلاة والسلام؛ لأنّه أشار في سياق الكلام إلى موقف واحد لمعاوية الذي لا يرى فيه الأندلسي أي مثلبة ولا انتقاص (كما بيّنا وقلنا: كلّ الأجواء هي عبارة عن فحش وفساد وخمور ونساء، فلا يوجد فيه أي غرابة، فلم يجد الأندلسي أي مثلبة ولا انتقاص) بل يحتمل أنّه يريد فيه المدح والفضيلة ومكارم الأخلاق، كما يحصل من يطّلع، من يقرأ، من اطلع على سيرة مَنْ يسير في طريق الفحش والرذيلة والفساد والابتعاد عن الدين والانحراف، يفتخرون بأعمالهم وبانحرافاتهم وبقبائحهم وبفسادهم)
بل يحتمل أنّه يُريد في المدح والفضيلة ومكارم الأخلاق والسماحة والتواضع والانفتاح( عند معاوية والحكام الأمويين)، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ مثل هذه المكرمة والفضيلة وهذا المدح لا يمكن أن يدّعيه الأندلسي للخليفة الأول وللخلفية عمر (رضي الله عنهما) بل حتّى لعثمان؛ لأنّهم لم يكونوا بتلك الصفة والعادة والطبيعة التي يمكن أن يقال فيهم ما قاله الأندلسي عن معاوية وكذلك آل أبي سفيان وآل مروان، فماذا قال الأندلسي؟ ( التفت جيدًا يوجد فرق بين معاوية وبين الخلفاء، يوجد حاجز، يوجد درع بين الخليفة الأول والثاني وكذلك الثالث من جهة وبين معاوية من جهة أخرى):
أ- قال ابن عبد ربه الأندلسي في المقدّمة: (التفت إلى توجّهات الأندلسي ومعتقد الأندلسي وكلمات الأندلسي) ***61523;وقد ألّفت هذا الكتاب وتخيّرت جواهره من متخيّر جواهر الآداب ومحصول جوامع البيان، فكان جوهر الجوهر ولباب الّلباب؛ وإنّما لي فيه تأليف الاختيار، وحسن الاختصار، وفرش في صدر كلّ كتاب؛ وما سواه فمأخوذ من أفواه العلماء، ومأثور عن الحكماء والأدباء***61522;.( التفت جيدًا: إذًا توجّه عام، وتوجه منفتح).
ب- قال الناصري: ***61523;كان ابن عبد ربه على مذهب أهل الأندلس وهو المذهب المالكي، فهو المذهب السائد في الأندلس***61522;. الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، ج1.
ج- العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي: (قلنا إذا كان الوقت والزمان زمان الانفتاح والحرية والديمقراطية وما يسمّى الآن ( السبورتية) في المصطلح، إذا كانت الأجواء بهذه الخصوصية كما يحصل الآن عمامة مع التبرج، ومع السفور، ومع الرذيلة، ومع الغناء، ومع الطرب، ومع الرقص، ومع الخمور، ومع السرقة، ومع الاغتصاب، قُرنت العمامة مع الرذائل ببركة السيستاني وأزلام السيستاني ووكلاء السيستاني ومعتمدي السيستاني وفسقة السيستاني!!!) ***61523;عن الأصمعي، قال: كان معاوية يعيب على عبد الله بن جعفر سماع الغناء. فأقبل معاوية عاماً من ذلك حاجّاً، فنزل المدينة، فمرّ ليلةً بدار عبد الله بن جعفر، فسمع عنده غناءً على أوتار، فوقف ساعة يستمع ثم مضى وهو يقول: أستغفر الله، أستغفر الله. فلما انصرف من آخر الليل مرّ بداره أيضاً، فإذا عبد الله قائم يصلي، فوقف ليستمع قراءته، فقال: الحمد لله، ثم نهض وهو يقول: " خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا عسى الله أن يتوب عليهم" (إذًا معاوية وجد عبد الله يسمع الغناء فاستغفر الله، سمع عنده الغناء وعزف على الأوتار وقف يستمع وقال: استغفر الله، الآن لماذا وقف يستمع لمدة ساعة؟ هذه علمها عند معاوية!!! وعلمها عند الله. نسأل معاويةَ: لماذا بقيتَ لساعة تستمع؟ يكفي لتستمع لنصف ساعة، لربع ساعة لخمس دقائق، لدقيقة واحدة كافية، لبضعة ثواني تعرف هذا غناء وهذا وقع على الأوتار وتنصرف، فلماذا بقيت ساعة يا معاوية؟) فلمّا بلغ ابن جعفر ذلك (بلغه أن معاوية فعل كذا وقال كذا) أعدّ له طعامًا، ودعاه إلى منزله، وأحضر ابن صيّاد المغني، ثم تقدّم إليه يقول: إذا رأيت معاوية واضعًا يده في الطعام فحرّك أوتارك وغنِّ. فلمّا وضع معاوية يده في الطعام حرّك ابن صيّاد أوتاره وغنّى بشِعر عديّ بن زيد، وكان معاوية يعجب به:
يا لبينى(وهي زوجة إبليس) أوقدي النارا ... إنّ من تهوين قد حارا
رب نار بت أرمقها ... تقضم الهندي والغارا
ولها ظبي يؤججها ... عاقد في الخصر زنارا
(ما هي المعاني؟ أنتم فتشوا عن هذه المعاني وما هو المقصود، يوجد من يفهم هذه المعاني وما يُقصد منها)قال: فأعجب معاوية غناؤه حتى قبض يده عن الطعام، وجعل يضرب برجله الأرض طرباً. فقال له عبد الله بن جعفر: يا أمير المؤمنين، إنما هو مختار الشعر يركب عليه مختار الألحان، فهل ترى به بأسًا؟ قال: لا بأس بحكمة الشعر مع حكمة الألحان***61522;.( سجّلوا هذه الحكمة وهذا الحكم من معاوية!!!).
وذكر أيضًا ***61523;أنّ معاوية طرب طربًا شديدًا وجعل يحرك رجله***61522;. في العقد الفريد، ج7.
النقطة الخامسة: لله وللتاريخ أقول: إنّي لا أجد أيّ غرابة ولا أيّ مجازفة فيما نقله ابن عبد ربه الأندلسي للحادثة، ولا يوجد أيّ مئونة في التصديق بها؛ لأنّها تعبّر وتمثّل عن الحالة الطبيعية السائدة بين أولياء الأمور مفترضي الطاعة، الأئمّة، خلفاء الله ورسوله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهي حالة واقعية شاخصة أمامنا عند أولياء أمورنا، ورؤسائنا، وحكامنا، وملوكنا وأمرائنا، والكل يصرّ على ما يفعل ويفتخر بما يفعل ومع هذا يبقى وليًّا، وإمامًا وخليفة، وأمير المؤمنين، ومفترض الطاعة، وإنصافًا لهم وللحقيقة ( إنصافًا لحكام هذا الزمان، ولرؤساء هذا الزمان، لسلاطين هذا الزمان، ولوزراء هذا الزمان، لسياسيي هذا الزمان، لقادة كتل هذا الزمان، لمعممي هذا الزمان ولغير معممي هذا الزمان،لإسلاميي هذا الزمان ولغير إسلاميي ولعلمانيي هذا الزمان ) وإنصافًا لهم وللحقيقة والتاريخ، فإنّ ما وقع ويقع من أفعال رذيلة وموبقات وفساد ومخالفات للشريعة بل والأخلاق، فإنّها لا تُقارن بما صدر من أولياء الأمور الأمويين، وباقي أولياء الأمور، ولا أعرف كيف يُؤصِّل وينظّر شيعة معاوية وآل أميّة من التكفيرين؛ لتكفير حكّام هذا العصر وعساكرهم وكل العاملين معهم، ويحرّضون للخروج عليهم وقتلهم وسفك دمائهم والتمثيل بجثثهم وإباحة أموالهم وأعراضهم، بالرغم من أنّ حكام هذا الزمان يمثّلون الشرف والأخلاق فيما لو قورنوا مع حكام بني أميّة وأفعالهم وانحرافهم وضلالاتهم؟!! فإذا وجب طاعة سلاطين بني أميّة فإنّ وجوب طاعة حكّام هذا الزمان أثبت وآكد وأوكد وأوجب بمئات المرات ( اقرءوا وتعلّموا كي تتيقنوا ما ذكرته لكم، وعليكم أن تتعظوا كي لا تأخذكم رياح الفساد الفكري وفتن التكفير والإجرام ورذائل الأخلاق) ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم. وأذكر بعض الموارد التي تشير إلى ما ذكرنا قبل قليل:
المورد الأول: في شذرات الذهب: ( الآن الكلام عن الخلفاء الأمويّين، عن الأجواء التي تحدّثنا عنها قبل قليل؛ عن أجواء الدولة الأموية، عن أجواء الحكام الأمويين،أجواء الأسر الأموية،أجواء الأمراء،أجواء الوزراء، رئاسة الوزراء، البرلمان، الحكام، المجالس الخاصّة والعامّة ) في شذرات الذهب يقول: ***61523;ومن مجونه أيضًا على شرابه قوله لساقيه:
اسقني يا يزيد بالطر جهارة .... قد طربنا وحنت الزمارة
اسقني اسقني فإن ذنوبي ..... قد أحاطت فما لها كفارة***61522;.
(من هذا الذي يقول؟ الحاكم الأموي، ماذا يريد وماذا يطلب من الساقي؟ يطلب الخمر).
ولا زال الكلام في شذرات الذهب لعبد الحي الحنبلي يقول: ***61523;وقرأ ذات يوم (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (*) مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى***1648; مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ) فدعا بالمصحف فنصبه غرضًا وأقبل يرميه وهو يقول:
أتوعد كل جبار عنيد ... فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر ... فقل يا رب خرقني الوليد***61522;.
ويقول أيضا في الشذرات: ***61523;وذكر محمد بن يزيد المبرد النحوي أنّ الوليد ألحد في شِعْرٍ له ذكر فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ذلك الشعر قال:
تلعّب بالخلافة هاشمي ... بـلا وحي أتاه ولا كتاب
فقل لله يمنعني طعامي ... وقل لله يمنعني شرابي***61522;.
شذرات الذهب في أخبار من ذهب لعبد الحي الحنفي.
المورد الثاني: لسان الميزان، تسلسل 56: ***61523;عبد الصمد بن عبد الأعلى وكان يتهم بالزندقة ( هذا هو الحكم الأموي، هؤلاء هم الحكام الأمويون، هؤلاء هم أولياء الأمور هؤلاء هم أمراء المؤمنين، هؤلاء هم خلفاء الله وخلفاء رسوله، هؤلاء هم قادة الإسلام !!!) وهو أخو عبد الله بن عبد الأعلى الشيباني وكان يؤدب الوليد بن يزيد بن عبد الملك ،( هذا عبد الصمد المتهم بالزندقة كان يؤدب الوليد، أستاذ الوليد ، شيخ الوليد، مؤدب الوليد، يربي الوليد على الأخلاق، يعطي للوليد الأخلاق ويعلّم الوليد القرآن، ويعلّم الوليد الأحكام، هذا مؤدب الوليد من هو؟ عبد الصمد!!!)ويقال: إنّه هو الذي أفسده. (دائمًا يرمون الفساد على غيرهم، يفسد الحاكم الأموي يقولون: السبب فلان والسبب فلان والسبب فلان، عندما يتخلّون عن الخليفة الثالث ويُذبح الخليفة الثالث، وتُرتكب الجريمة بحقّ الخليفة الثالث عثمان يقولون من قتله فلان وفلان؛ السبئية أو ابن سبأ أو الزنديق الفلاني أو اليهودي الفلاني!!! يرمونها على أشخاص وهم في قعر وحضيض الخيانة والفساد والتخلّف والانحطاط والتخلّي عن الخليفة أو عن الأمير أو عن صاحبهم أو عن إمامهم، يتخلّفون عنه وبعد هذا يقولون: السبب فلان وفلان!!! فأين أنتم من فلان وفلان؟!! كما يحصل عند أهل الكوفة، مجتمع،أفكار، عقول مجتمعة على الانحراف،أيضًا كل الموارد، كل المصادر، كل الخطباء، كل الروزخونية، كل المخادعين، كل المستأكلين، يقرءون المقاتل؛ المآتم؛ الخطابات، يتحدّثون عن أهل الكوفة، وخيانة أهل الكوفة، وغدر أهل الكوفة، وكتب أهل الكوفة، وخطابات أهل الكوفة، وكلام الإمام بحقّ أهل الكوفة، وكلام زينب وكلام زين العابدين بحقّ أهل الكوفة، ومع هذا يقولون: إنّ أهل الشام هم من قتلوا الحسين!!! أهل الفلوجة أحفاد قتلة الحسين!!! وأهل الرمادي أحفاد قتلة الحسين، وقتلة الحسين وأحفاد قتلة الحسين في الموصل!!! وهم يبكون على الحسين لأنّه قتله أهل الكوفة، هم يسمعون من الروزخونية، من المخادعين، من المستأكلين، من السيستاني من غير السيستاني –إذا تكلّم السيستاني،إذا صدر من السيستاني شيئًا- من أزلام السيستاني ممن يتحدّث باِسم السيستاني، بأنّ أهل الكوفة هم من قتل الحسين، هم من غدر بالحسين، هم من أرسل الكتب إلى الحسين، وأتى بالحسين، ثمّ غدر به، ثمّ قتله، ثمّ مثّل به، ثمّ قطع رأسه، وهنا أيضًا يقول: أفسده عبد الصمد !!!هل هو طفل حتى يخدع؟!!)
قال محمد بن جرير الطبري في تاريخه وظهر من الوليد من المجون والفسق أشياء حمله عليها ... مؤدبه. قلت(الكلام لمن؟ لصاحب لسان الميزان وهو ابن حجر العسقلاني): ولعبد الصمد قصة مع سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت فقال فيه سعيد يخاطب هشامًا:
إنّه والله لولا أنت لم ... ينج مني سالمًا عبد الصمد
الأبيات قال الضحاك بن عثمان كان سعيد جميل الوجه وكان عبد الصمد لوطيًا زنديقًا***61522;. (من الذين يقول؟ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، عبد الصمد راود سعيد على نفسه، وسعيد يشكو لهشام وهشام يقول: لولا أنت لقتلت عبد الصمد، لولا أنت لم يخرج عبد الصمد مني سالمًا. وماذا فعل هشام لعبد الصمد؟ وماذا حصل لعبد الصمد بعد مراودته لهذا؟ ما هي العلاقة التي بين عبد الصمد والوليد؟ الذي كان عبد الصمد مسؤولًا عن تربيته؟!! عن تعليمه عن تأديبه؟ ماذا حصل؟ ماذا فعل؟ ماذا صدر من الحكومة الأموية؟ هل تتوقعون يصدر شيئًا؟ لا يصدر شيئًا بل تمحى وتخفى هذه الأمور بعناوين مختلفة، لكن لماذا تصدوا للوليد، وحكوا عن الوليد، وشنعوا بالوليد، وكشفوا بعض قبائح الوليد لماذا؟؟ سنعرف؛ لخصومة خاصّة، لعداء خاصّ، لمعركة خاصّة، لتناطح خاصّ بينهم حتى ممكن أن يرجع إلى جانب فكري عقدي يدخل فيه أئمّة الضلالة ووعاظ السلاطين) قال الضحاك بن عثمان: كان سعيد (بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت) جميل الوجه وكان عبد الصمد لوطيًا زنديقًا. هذا المنهج الأموي نفس المنهج السيستاني؛ كل الفساد عند السيستاني، عند أتباع السيستاني، عن أزلام السيستاني لكن أحدهم يطمطم للآخر،أحدهم يغطّي على الآخر كما في الفساد، يوجد بينهم مشاكل وخلافات وأحدهم يتآمر على الآخر، لكن ضمن حلبة صراع محددة لهم لا تخرج إلى خارج هذه الحلبة، عندما يكون عندهم عدو خارجي يتّحدون على العدو الخارجي كما في سياسيي هذا الزمان، التابعين لهذه العملية السياسية التابعة للسيستاني والمقادة والمنقادة من قبل السيستاني والمشرعنة من قبل السيستاني والتي يديرها السيستاني والتي يطبّل لها السيستاني، كمؤسسة طبعًا وكأزلام وأتباع ووكالات عالمية مخابراتية أسست وأوجدت السيستاني، وربّت السيستاني، وصرفت على السيستاني، وهيأت السيستاني، وأبرزت السيستاني، وثبتت السيستاني، وليس ببعيد وليس بغريب وليس بخاف عنكم القبائح والمقاطع الفاسدة الإباحية التي صدرت من وكلاء ومعتمدي وأخصّاء السيستاني، وكيف دفع الأموال؛ الملايين من الدولارات من أجل أن تُسحب من المواقع ومن المواضع والأماكن والموارد التي نُشرت فيها، سواء كانت في المطبوعات أو على النت أو في غيرها، وسيأتي أيضًا كلام عن هذا الأمر.
المورد الثالث: ابن عساكر في تاريخ دمشق، تسلسل 4075، يقول: ***61523;عبد الصمد بن عبد الأعلى بن أبي عمرة أبو وهب ويقال: أبو بكر الشيباني مؤدب الوليد بن يزيد شاعر كان يتهم بالزندقة وهو الذي أفسد الوليد بن يزيد، قرأت ... الطبري قال: ظهر من الوليد بن يزيد مجون وشرب الشراب حمله على ذلك ... عبد الصمد بن عبد الأعلى الشيباني أخو عبد الله بن عبد الأعلى وكان مؤدب الوليد(كيف حمله؟ فتح فمه بالقوة ووضع في فمه وأجبره على شرب الخمر!! أتى بالوليد وجرّد الوليد من كل ملابسه وأتى بالنساء الساقطات وجبر هذا وجبر هذه على ممارسة الزنى والعياذ بالله!!! ماذا هذا العقل؟!! ما هذه الخرافة؟!! ما هذا الجهل؟!! ما هذا السقوط الفكري؟!! لا عتب على هؤلاء العتب على من يصدّق بهؤلاء!!! )
فكان هشام يعيب الوليد وينتقصه وكثر عبثه به وبأصحابه وتقصيره به ( يعني كثر عبث هشام بالوليد وبأصحاب الوليد، وكثر تقصيره بالوليد ) فلما رأى ذلك الوليد خرج وخرج معه ناس من خاصته ومواليه فنزل بالأزرق، وأخرج معه عبد الصمد بن عبد الأعلى فشربوا يومًا فلما أخذ فيهم الشراب قال الوليد لعبد الصمد: يا أبا وهب قل أبياتًا فقال: ... وبلغ هشامًا فقطع عن الوليد ما كان يجري عليه، وكتب إلى الوليد بلغني أنّك اتّخذت عبد الصمد خدنًا ومحدثًا ونديمًا، وقد حقّق ذلك عندي ما بلغني عنك، ولست أبرئك من سوء، فأخرج عبد الصمد مذمومًا مدحورًا. فأخرجه... وكتب الوليد إلى هشام يعلمه إخراج عبد الصمد واعتذر إليه مما بلغه من منادمته ( تخلى عنه! ما أسرع ما تخلى عنه! الوليد هو ولي عهد هشام هذا الولي تخلى عن نديمه وأستاذه!!!) وسأله أن يأذن لابن سهيل في الخروج إليه وكان ابن سهيل من أهل اليمن وقد ولي دمشق غير مرة فكان ابن سهيل من خاصة الوليد فضرب هشام ابن سهيل ونفاه وسيّره.
والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، وصلِّ اللهم على محمد وآل محمد، وأسألكم الدعاء. الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
لسماحة المرجع الديني الأعلى المحقق السيد الصرخيّ الحسنيّ
بعد التوكل على العلي القدير نكمل الكلام، وكان الكلام في
سادسًا: ابن كثير والعقد الفريد
قال ابن كثير: وقد نسب شهاب الدين ابن عبد ربه إلى خالد القسري أشياء لا تصح، عندنا تحت هذا العنوان سيكون عندنا عدة نقاط سنتحدث فيها،
النقطة الأولى: قال ابن كثير وقد نسب شهاب الدين ابن عبد ربه إليه(أي شهاب الدين الأندلسي) إلى خالد القسري أشياء لا تصح، لأنّ صاحب العقد الفريد (أي شهاب الأندلسي) كان فيه تشيع شنيع، ومغالاة في أهل البيت، وربما لا يفهم أحد كلامه ما فيه من التشيع، وقد اغترّ به شيخنا الذهبي فمدحه بالحفظ وغيره، أي اغترّ بالأندلسي بشهاب الدين، من الذي اغترّ به؟ اغترّ به الذهبي فمدحه بالحفظ وغيره. في البداية والنهاية الجزء: 10.
أولًا: وأنا أعلّق على هذا الكلام وأقول: يا ابن كثير، إذا كان لا يفهم أحد كلام صاحب العقد الفريد وما فيه من تشيع شنيع ومغالاة، أنت تقول: يا ابن كثير، يا تيمي، يا شيعة ابن تيمية، يا من تشيّع لابن تيمية، ولمعاوية ولآل أمية، أقول لك: يا ابن كثير، إذا كان لا يفهم أحد كلام صاحب العقد الفريد كما تقول، وما فيه من تشيع شنيع ومغالاة، إذن أنت من أين فهمت وعرفت ذلك؟!! أنت تنتقد الذهبي وغير الذهبي، وتقول: لا يوجد أحد يفهم ما في نية، ما في حقيقة، ما في معتقد الأندلسي، صاحب العقد الفريد، لا يوجد أحد يفهم هذا، فأنت من أين فهمت بأن هذا فيه تشيع شنيع، فيه مغالاة لأهل البيت وفي أهل البيت، فيا ابن كثير، إذا كان لا يفهم أحد كلام صاحب العقد وما فيه من تشيع شنيع ومغالاة، إذن أنت من أين فهمت وعرفت ذلك؟!! فهل اطلعت على الغيب وعلمت ما في السرائر والنيات والقلوب؟!! أو اشتغلت بالسحر والشعبذة والشعوذة وقراءة الكف والفنجان ففهمت وعلمت؟!! فأين أنت يا ابن كثير؟!! فابن عبد ربه الأندلسي يقول ويعلن تسنّنه ويصدح برأيه ومعتقده السنيّ بالخلافة والخلفاء والصحابة، بل أنه صرح وأشعر بقصيدة وقصد قصيدة وبمنظومة، وأشعر بقصيدة وأرجوزة أعلن فيها تسلسل الخلفاء فذكر الثلاثة؛ ذكر أبا بكر وعمر وعثمان، عنده شعر، عنده قصيدة، عنده أرجوزة أعلن فيها تسلسل الخلفاء، فذكر الثلاثة وجعل معاوية رابعًا. اعتبر معاوية من الخلفاء الراشدين، اعتبر معاوية في الترتيب الرابع، قدم معاوية على علي وعلى كل الصحابة، جعله بعد عثمان، إذن أقول: يا ابن كثير فابن عبد ربه الأندلسي يقول ويعلن تسنّنه ويصدح برأيه ومعتقده السنيّ بالخلافة والخلفاء والصحابة، بل إنه صرّح وأشعر بقصيدة وأرجوزة وأعلن فيها تسلسل الخلفاء، فذكر الثلاثة وجعل معاوية رابعًا، فلم يُشر لأمير المؤمنين علي، ولا لأهل بيته عليهم السلام، فمن أين علمت يا ابن كثير؟!! يا مقلدًا لابن تيمية وتابعًا له وذائبًا كليًّا في منهج التيمية، وهل أنّ ذكر جزء يسير من أخطاء أو ذنوب أو رذائل أو قبائح أحد حكام بني أمية أو أحد أمرائهم كالقسريّ عندك أن هذا تشيّع شنيع؟!! فهل نفهم وبوضوح أن ذلك مطابق لنهج السيستاني في تكفير وتقتيل وتهجير كل من لا يقول بعصمة السيستاني ووكلائه ومعتمديه مهما فعلوا من قبائح ورذائل وموبقات وفضائح وفساد؟!! وهل أنّ الذي يختاره السيستاني ويعتبره خصمًا وعدوًا له ومتشيعًا شنيعًا لخصوم وأعداء السيستاني حتى لو لم يصدر أي شيء من الشخص يدلّ على ذلك، لكنّ السيستانيّ وأخصّاءه يفهمون ويعرفون توجهات ومعتقدات هذا الشخص من خلال علمهم بالغيب واطلاع على السرائر وما في القلوب أو لعلمهم بالسحر والشعوذة والشعبذة وقراءة الكف والفنجان أو لغة خاصة مع أمير المؤمنين، ومع الإمام ومن هذه الخزعبلات التي يخدع بها السيستاني أتباعه وأزلامه؟!! فهل هذا النهج لابن كثير هو نهج سيستانيّ تيميّ؟!!
ثانيًا: بعد بحث طويل نسبيًا فإنّي لم أجد في العقد الفريد ما فيه ذم وقدح بخالد القسريّ، بل ممكن القول: إنّ الموجود عكس ذلك، فقد أثنى عليه وأمتدحه، يعني الآن ليس فقط أنّ الأندلسي جعل معاوية رابع الخلفاء، ولم يُشر لعلي عليه السلام، وليس فقط هذا، بل حتّى في قضية القسريّ فإنّي لم أجد، ربما البعض يجد، لكنّي لم أجد في كتابات- ضمن البحث الذي بحثت- لم أجد في كتابات العقد الفريد للأندلسي أو في غير العقد الفريد ما نقل عنه، لم أجد فيه ما يقدح بخالد القسريّ، أقول: بعد بحث طويل فإنّي لم أجد لا في القعد في الفريد ولا في غيره، فإنّي لم أجد ما فيه ذم أو قدح لخالد القسريّ، بل ممكن القول: إنّ الموجود عكس ذلك، فقد أثنى عليه وأمتدحه في أكثر من موضع، فمثلًا: ذكر موقف خالد القسريّ في قتل وصلب المغيرة، هذا المغالي، المغيرة وقد حكينا عن المغيرية الذي هو خطّ السبئية، أقول: فمثلًا: ذكر موقف خالد القسريّ في قتل وصلب المغيرة الذي وصفه بالرافضي السبئيّ القائل، هذا من الذي وصف المغيرة؟ هذا الأندلسي صاحب العقد الفريد يقول. أقول: فقد وصف المغيرة بأنّه رافضيّ سبئيّ وقال: إنّ عليًا( يعني ينقل الأندلسي صاحب العقد عن المغيرة، يقول: بأنّ المغيرة يقول، بأنّ المغيرة يبني على، بأنّ المغيرة يعتقد، بأنّ المغيرة يدّعي، بأنّ عليًّا لو شاء لأحيى عادًا وثمودَ وقرونًا بعد ذلك كثيرة. إذن ينقل ويقول: المغيرة يقول، المغيرة القائل بأن عليًّا لو شاء لأحيا عادًا وثمودًا وقرونًا بعد ذلك كثيرًا. أين هذا؟ في العقد الفريد، ج2. ونقل هذا المعنى عن خالد القسري، وحادثة خالد القسري مع المغيرة.
أقول أيضًا: كما أنّ صاحب العقد الفريد عدّ القسريّ من خطباء العرب، وذكر له نماذج كثيرة من خطبه كما في العقد الفريد، ج4. إضافة إلى أنّه ذكر مواقف لخالد القسريّ في سياق حديثه عن شخصيات أعتبرها من الأجواد، كما في العقد الفريد الجزء الأول.
ثالثًا: أقول: الاضطراب في تفكير ابن كثير واضح جليّ وهو صفة ملازمة لابن تيميّة وشيعته، حيث تكشف عمّا في نفوسهم وقلوبهم من سقم ورين وطبع ناشئ عن بغضهم الشديد وحقدهم الدفين على علي أمير المؤمنين وآل بيت الرسول الصادق الأمين عليه وعلى آله الصلاة والتسليم إلى المستوى الذي لا يكون المرء مجازفًا ولا مترددًا ولا شاكًا في وصفهم بالنفاق وأخبث النفاق، فنجد ابن كثير يمدح صاحب العقد الفريد في موضع، هذا مثال في الاضطراب وعدم الاتزان، وهذا مثال عن الحقد، وكشف عن الحقد الذي هم فيه، فنجد ابن كثير يمدح صاحب العقد الفريد في موضع ويشكك فيه في موضع آخر، ويذمّه ويتّهمه وينتقص منه ويكفّره بافتراء وكذب وضيع، متهم إيّاه بالتشيع الشنيع والمغالاة، فمثلًا أثنى ابن كثير على الأندلسيّ فقال: وكان من الفضلاء المكثرين والعلماء بأخبار الأولين والمتأخرين، وكتابه العقد يدل على فضائل جمة وعلوم كثيرة مهمة. البداية والنهاية، ج11.
وقال ابن كثير في موضع آخر: ويدلّ كثير من كلامه على تشيع فيه وميل إلى الحدّ من بني أمية، وهذا عجيب منه. الآن يقول: فيه تشيع. ما هو التشيع الذي هو فيه؟ أنه يحاول الحدّ من بني أمية، التقليل من شأن بني أمية، أو القدح ببني أمية، أو عدم الإكثار من مديح بني أمية، وذكر (مفاخر) بني أمية، لماذا عجيب؟ لأنّه أحد مواليهم وكان الأولى به أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم. أين المعاداة؟!! التفت جيدًا: يقول: على تشيع فيه، هذا انتهينا منه. يقول: وميل إلى الحدّ من بني أمية، إذن هذا الميل إلى الحدّ من بني أمية: هل هذه هي المعاداة؟!! يقول: كان الأولى أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم، هذه هي المعاداة عندك يا ابن كثير؟!! جعل معاوية الخليفة الرابع، من خلفاء المسلمين، هل هذه المعاداة عندك يا ابن كثير؟!! ماذا تريد؟ لا يوجد إلا أن يجعل معاوية في منزلة الإله. يجعل معاوية ربًا يعبد من دون الله، أو صنمًا وعجلًا كما السيستانيّ عبارة عن صنم وعجل يُعبد من دون الله أو يُعبد ليقرّب إلى الله، هكذا كما جعل. يعني ابن كثير يريد أن يجعل معاوية كما يُجعَل السيستانيّ الآن، يريد من الأندلسي أن يجعل لمعاوية منزلة الألوهية والربوبية حتى يتقرّب به إلى الله، كما جعلوا للسيستانيّ منزلة ليتقرّب به إلى الله، وليتهم أتوا بعجل بني إسرائيل، بالعجل صاحب الخوار وتقرّبوا به إلى الله، لأنّ العجل جماد لم يصدر منه، هذا الذي عبدوه هو عبارة عن جماد، عبارة عن جسد لا روح فيه، لا يوجد عليه تكليف، بينما هنا من يجعل بمنزلة العجل قد أرتكب كل المعاصي والرذائل والقبائح والجرائم، وسفكَ الدماء وهجّر الأبرياء وسرق الأموال ودمّر البلاد والعباد، إذن هذا الموضع الثاني.
وقال ابن كثير في موضع آخر: ويدل الكثير من كلامه على تشيع فيه وميل إلى الحدّ من بني أمية، وهذا عجيب منه لأّنّه أحد مواليهم وكان الأولى به أن يكون ممن يواليهم لا ممن يعاديهم، يعني عند ابن كثير المقياس ليس مقياس حق وباطل ومإيمان ونفاق وضلالة وهداية، وإنما هذا عبد لهذا، هذا ملك لهذا، هذا ابن هذا، هذا رئيس عشيرة على هذا، إذن الأولى بهذا أن يتبع السيد، يتبع رئيس العشيرة، يتبع الأب، يتبع الآباء لماذا؟ لأنّه موالي لهم، لأنّه عبد لهم، لأنّه تحت أمرتهم، لأنّهم يصرفون عليه، لأنّهم يحمونه، لأنّهم السبب في وجوده في بقائه في معيشته، في سمعته، في مستقبله. وهكذا أو على هذا أو بهذا تقاس الأمور؟!! وهل تعتبر جعل معاوية الخليفة الرابع في التسلسل الرابع من المعاداة ومن التشيّع الشنيع لأهل البيت؟!! هل تريد أن يقدّم معاوية ويكون في المرتبة الأولى، في المنزلة الأولى، يتقدّم على الخليفة الأوّل والثاني والثالث، على الخليفة الثالث والثاني والأوّل؟!! هل يتقدم على رسول الله؟!! هل يتقدّم على الله؟!! وقبل ذلك في الجزء العاشر من البداية والنهاية قال: كان فيه تشيّع شنيع ومغالاة في أهل البيت.
رابعًا: أقول: تأكيدًا على الأزمة النفسية والرين القلبي عند النواصب مبغضي علي وآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وعليهم الصلاة والسلام نجد أنّهم غفلوا أو تغافلوا عن الولاء والحبّ والتشيّع الأمويّ عند الأندلسيّ وجحده بأبسط حقوق وأوضح حقائق الإمام عليّ وآل بيت النبي عليهم الصلاة والسلام، حيث ينكر خلافة عليّ عليه السلام فيخرجه من عنوان الخلفاء الراشدين ورابع الخلفاء، ويجعل معاوية رابع الخلفاء فقد روى المقريّ في نفح الطيب نقلًا عن كتاب التكملة لابن الآبار، بسنده عن أبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الفقيد الطرطوشي قال: نزل القاضي منذر بن سعيد على أبي بطرطوش وهو يومئذ يتولّى القضاء في الثغور الشرقية، ... فأنزله أبي في بيته الذي يسكنه فكان إذا تفرّغ نظر في كتب أبي فمر على يديه كتاب أرجوزة ابن عبد ربه (الأندلسيّ)، يذكر فيه الخلفاء، ويجعل معاوية رابعهم ولم يذكر عليًّا فيهم، ثم وصل بذكر الخلفاء من بني مروان، التفت جيدًا: يعني الخلفاء الأوّل؛ الثاني؛ الثالث، معاوية رابعًا: بعد هذا ينتقل إلى خلفاء بني أمية، وسنعرف من هم خلفاء بني أمية، ولم يذكر عليًا فيهم، ثم وصل بذكر الخلفاء من بني مروان إلى عبد الرحمن بن محمّد، هذا الكلام للراوي، فلمّا رأى ذلك منذر غضب وسبّ ابن عبد ربّه، الكلام أين؟ نزل القاضي منذر بن سعيد على أبي بطرطوش ... إلى أن يقول: مرّ على يديه كتاب يذكر فيه الخلفاء ويجعل معاوية رابعًا ولم يذكر عليًّا فيهم ثم وصل بذكر الخلفاء من بني مروان إلى عبد الرحمن بن محمد، فلمّا رأى ذلك منذر غضب وسبّ ابن عبد ربّه.
سابعًا: ابن كثير ومغالاته وتشيعه الشنيع
الآن تبين التشيع الشنيع عند ابن كثير، وليس عند الأندلسي، أقول: سابعًا: ابن كثير ومغالاته وتشيعه الشنيع
أوّلًا: لقد تشيّع ابن تيميّة لمعاوية وآل أميّة تشيعًا شنيعًا، وقد غالى فيهم إلى المستوى الذي أختصّ فيه ابن تيميّة باعتقادات سيُسأل عنها يوم الحساب، ويكون خصيمه رسول الله وأمير المؤمنين علي وفاطمة الزهراء والإمامان الحسن والحسين وآل البيت الأطهار والصحابة الراضون المرضيّون والتابعون والأولياء الصالحون، فمن الناحية التطبيقية العملية الفعلية نَشعر ونلمس أن منهجية التيميّة مخالفة لمناهج المسلمين، وشاذة عنها وممكن أن تكون منبهة ومشيرة إلى أن لابن تيمية قرآنًا غير قرآن المسلمين وسنة غير سنتهم، ونبيًّا غير نبيهم، إمامًا غير إمامهم، وأن تشريعات التيمية غير تشريعات المسلمين، فيلزمك المنهج التيميّ بإلغاء عقلك والتصور والتصديق بأنّ معاوية أخو وابن عم نبيّهم الذي يعتقدون به، وزوج ابنته وبضعته، وأنّ معاوية خليفة نبيّهم، ومنزلته منه بمنزلة هارون من موسى، وأنّه أوّل من أسلم وآمن بنبيهم برسولهم، وأنّه أخوه وقد اختصّ به في الموآخاة، وأنّه من البدريّين وعلى رأس أصحاب بيعة الرضوان، وأنّه مع الحقّ والحقّ معه، وأنّه مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتى يردا الحوض على نبيّهم، وأنّ نبي التيمية ترك فيهم الثقلين كتاب الله وأهل بيت أمية، وإنّهما لن يفترقا أبدًا وأحدهما عدل الآخر، وأنّ آية التطهير نزلت في معاوية ويزيد وآل أمية الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم، وأنّ الصلاة لا تتم ولا تصح إلا بالصلاة عليهم وأنّه وأنّه وأنّه ... وإنّه وإنّه وإنّه حتى اجتهد وأجهد نفسه كثيرًا وتبعه شيعته في العمل بكل طاقة وطريقة ووسيلة للطعن بأمير المؤمنين علي عليه السلام، وسلب كلّ فضيلة له وتجريده منها كليًّا بالتزامن مع إلباس معاوية وآل بيت معاوية وأمية فضائل علي عليه السلام، بل زادوا عليها وبالغوا فيها، فكان تشيّعهم لمعاوية تشيّعًا شنيعًا ومغالاتهم ببني أمية بدرجة عالية. ونحن في الوقت الذي نحترم فيه رأي ابن تيمية وشيعته، لكننا نتبرّأ مما يقولون، ونشفق عليهم، ولهم رأيهم ولنا رأينا ونبقى في طور ونطاق النقاش والحوار العلميّ الشرعيّ الأخلاقيّ، فلا تكفير ولا فحش وسوء خلق ولا تقتيل وسفك دماء ولا إباحة أموال وأعراض.
ثانيًا: صاحبُ العقد الأندلسيّ أمويّ الولاء والمنشأ والتربية والاعتقاد، وقد قضى شطرًا من حياته، شطرًا طويلًا لا نعلم: هل تاب أو متى تاب؟ أو كم من الوقت استغرق حتى تاب؟ وقد قضى شطرًا من حياته غارقًا في الخمور والفحش والنساء، وقد انعكس هذا في كتاباته في موارد كثيرة. وإن كتب السير والتاريخ والتراجم أشارت وبكل وضوح إلى ذلك، وبعد استثناء الخليفة عمر بن عبد العزيز وبعض القطع الزمانية المحدودة أشارت- تلل الكتب- إلى الحالة العامة الشائعة بين الحكام والأمراء الأمويين والرموز الاجتماعية المقرّبة من البلاط المتمثّل بالظلم والاستبداد، المقرون بانحلال وانحراف ومجون وفساد، حتى وصل رأي وقرار الحاكم الأموي أن يشرب الخمر في بيت الله وعلى بيت الله الحرام، وإذا أضفنا إليها شرعنة المستأكلين وعّاظ السلاطين لفساد ومنكرات وقبائح وظلم الحكام وذوي الطول والرموز والواجهات، كما صار في عصرنا الفلنتاين مباحًا ومستحبًا والمثلية حرية وتطورًا وانفتاحًا وحلالًا، وصار الاحتلال والتسلّط والفساد وسفك الدماء وأكل لحوم البشر والتمثيل بجثث الأموات وتدمير البلاد وتهجير وتشريد العباد صار حلالًا ومستحبًا وواجبًا ببركة السيستاني ومواقفه وفتاواه، ففي وسط هذه الأجواء لا يبقى تردد ولا حرج ولا محذور في ذكر النساء والخمور والفجور والفحشاء، ومن هنا لم يجد الأندلسي أي محذور فيما كتبه عن الفحش والخمر والفجور والنساء فضلًا عن الموسيقى والطرب والرقص والغناء.
ثالثًا: فيا ترى هل أنّ نقمة ابن كثير والتيمية على صاحب العقد الفريد واتهامهم له بالغلو (التفت: كلما نذكر شيئًا ومعنى في نقطة، ضع المعنى في ذهنك حتى يكتمل عندك المعنى الكلي في نتيجة الكلام) فيا ترى هل أنّ نقمة ابن كثير والتيميّة على صاحب العقد الفريد واتهامهم له بالغلوّ والتشيّع الشنيع لعلي وآل بيت النبي عليهم الصلاة والسلام؛ لأنّه أشار في سياق الكلام إلى موقف واحد لمعاوية الذي لا يرى فيه الأندلسي أي مثلبة ولا انتقاص (كما بيّنا وقلنا: كلّ الأجواء هي عبارة عن فحش وفساد وخمور ونساء، فلا يوجد فيه أي غرابة، فلم يجد الأندلسي أي مثلبة ولا انتقاص) بل يحتمل أنّه يريد فيه المدح والفضيلة ومكارم الأخلاق، كما يحصل من يطّلع، من يقرأ، من اطلع على سيرة مَنْ يسير في طريق الفحش والرذيلة والفساد والابتعاد عن الدين والانحراف، يفتخرون بأعمالهم وبانحرافاتهم وبقبائحهم وبفسادهم)
بل يحتمل أنّه يُريد في المدح والفضيلة ومكارم الأخلاق والسماحة والتواضع والانفتاح( عند معاوية والحكام الأمويين)، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ مثل هذه المكرمة والفضيلة وهذا المدح لا يمكن أن يدّعيه الأندلسي للخليفة الأول وللخلفية عمر (رضي الله عنهما) بل حتّى لعثمان؛ لأنّهم لم يكونوا بتلك الصفة والعادة والطبيعة التي يمكن أن يقال فيهم ما قاله الأندلسي عن معاوية وكذلك آل أبي سفيان وآل مروان، فماذا قال الأندلسي؟ ( التفت جيدًا يوجد فرق بين معاوية وبين الخلفاء، يوجد حاجز، يوجد درع بين الخليفة الأول والثاني وكذلك الثالث من جهة وبين معاوية من جهة أخرى):
أ- قال ابن عبد ربه الأندلسي في المقدّمة: (التفت إلى توجّهات الأندلسي ومعتقد الأندلسي وكلمات الأندلسي) ***61523;وقد ألّفت هذا الكتاب وتخيّرت جواهره من متخيّر جواهر الآداب ومحصول جوامع البيان، فكان جوهر الجوهر ولباب الّلباب؛ وإنّما لي فيه تأليف الاختيار، وحسن الاختصار، وفرش في صدر كلّ كتاب؛ وما سواه فمأخوذ من أفواه العلماء، ومأثور عن الحكماء والأدباء***61522;.( التفت جيدًا: إذًا توجّه عام، وتوجه منفتح).
ب- قال الناصري: ***61523;كان ابن عبد ربه على مذهب أهل الأندلس وهو المذهب المالكي، فهو المذهب السائد في الأندلس***61522;. الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، ج1.
ج- العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي: (قلنا إذا كان الوقت والزمان زمان الانفتاح والحرية والديمقراطية وما يسمّى الآن ( السبورتية) في المصطلح، إذا كانت الأجواء بهذه الخصوصية كما يحصل الآن عمامة مع التبرج، ومع السفور، ومع الرذيلة، ومع الغناء، ومع الطرب، ومع الرقص، ومع الخمور، ومع السرقة، ومع الاغتصاب، قُرنت العمامة مع الرذائل ببركة السيستاني وأزلام السيستاني ووكلاء السيستاني ومعتمدي السيستاني وفسقة السيستاني!!!) ***61523;عن الأصمعي، قال: كان معاوية يعيب على عبد الله بن جعفر سماع الغناء. فأقبل معاوية عاماً من ذلك حاجّاً، فنزل المدينة، فمرّ ليلةً بدار عبد الله بن جعفر، فسمع عنده غناءً على أوتار، فوقف ساعة يستمع ثم مضى وهو يقول: أستغفر الله، أستغفر الله. فلما انصرف من آخر الليل مرّ بداره أيضاً، فإذا عبد الله قائم يصلي، فوقف ليستمع قراءته، فقال: الحمد لله، ثم نهض وهو يقول: " خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا عسى الله أن يتوب عليهم" (إذًا معاوية وجد عبد الله يسمع الغناء فاستغفر الله، سمع عنده الغناء وعزف على الأوتار وقف يستمع وقال: استغفر الله، الآن لماذا وقف يستمع لمدة ساعة؟ هذه علمها عند معاوية!!! وعلمها عند الله. نسأل معاويةَ: لماذا بقيتَ لساعة تستمع؟ يكفي لتستمع لنصف ساعة، لربع ساعة لخمس دقائق، لدقيقة واحدة كافية، لبضعة ثواني تعرف هذا غناء وهذا وقع على الأوتار وتنصرف، فلماذا بقيت ساعة يا معاوية؟) فلمّا بلغ ابن جعفر ذلك (بلغه أن معاوية فعل كذا وقال كذا) أعدّ له طعامًا، ودعاه إلى منزله، وأحضر ابن صيّاد المغني، ثم تقدّم إليه يقول: إذا رأيت معاوية واضعًا يده في الطعام فحرّك أوتارك وغنِّ. فلمّا وضع معاوية يده في الطعام حرّك ابن صيّاد أوتاره وغنّى بشِعر عديّ بن زيد، وكان معاوية يعجب به:
يا لبينى(وهي زوجة إبليس) أوقدي النارا ... إنّ من تهوين قد حارا
رب نار بت أرمقها ... تقضم الهندي والغارا
ولها ظبي يؤججها ... عاقد في الخصر زنارا
(ما هي المعاني؟ أنتم فتشوا عن هذه المعاني وما هو المقصود، يوجد من يفهم هذه المعاني وما يُقصد منها)قال: فأعجب معاوية غناؤه حتى قبض يده عن الطعام، وجعل يضرب برجله الأرض طرباً. فقال له عبد الله بن جعفر: يا أمير المؤمنين، إنما هو مختار الشعر يركب عليه مختار الألحان، فهل ترى به بأسًا؟ قال: لا بأس بحكمة الشعر مع حكمة الألحان***61522;.( سجّلوا هذه الحكمة وهذا الحكم من معاوية!!!).
وذكر أيضًا ***61523;أنّ معاوية طرب طربًا شديدًا وجعل يحرك رجله***61522;. في العقد الفريد، ج7.
النقطة الخامسة: لله وللتاريخ أقول: إنّي لا أجد أيّ غرابة ولا أيّ مجازفة فيما نقله ابن عبد ربه الأندلسي للحادثة، ولا يوجد أيّ مئونة في التصديق بها؛ لأنّها تعبّر وتمثّل عن الحالة الطبيعية السائدة بين أولياء الأمور مفترضي الطاعة، الأئمّة، خلفاء الله ورسوله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهي حالة واقعية شاخصة أمامنا عند أولياء أمورنا، ورؤسائنا، وحكامنا، وملوكنا وأمرائنا، والكل يصرّ على ما يفعل ويفتخر بما يفعل ومع هذا يبقى وليًّا، وإمامًا وخليفة، وأمير المؤمنين، ومفترض الطاعة، وإنصافًا لهم وللحقيقة ( إنصافًا لحكام هذا الزمان، ولرؤساء هذا الزمان، لسلاطين هذا الزمان، ولوزراء هذا الزمان، لسياسيي هذا الزمان، لقادة كتل هذا الزمان، لمعممي هذا الزمان ولغير معممي هذا الزمان،لإسلاميي هذا الزمان ولغير إسلاميي ولعلمانيي هذا الزمان ) وإنصافًا لهم وللحقيقة والتاريخ، فإنّ ما وقع ويقع من أفعال رذيلة وموبقات وفساد ومخالفات للشريعة بل والأخلاق، فإنّها لا تُقارن بما صدر من أولياء الأمور الأمويين، وباقي أولياء الأمور، ولا أعرف كيف يُؤصِّل وينظّر شيعة معاوية وآل أميّة من التكفيرين؛ لتكفير حكّام هذا العصر وعساكرهم وكل العاملين معهم، ويحرّضون للخروج عليهم وقتلهم وسفك دمائهم والتمثيل بجثثهم وإباحة أموالهم وأعراضهم، بالرغم من أنّ حكام هذا الزمان يمثّلون الشرف والأخلاق فيما لو قورنوا مع حكام بني أميّة وأفعالهم وانحرافهم وضلالاتهم؟!! فإذا وجب طاعة سلاطين بني أميّة فإنّ وجوب طاعة حكّام هذا الزمان أثبت وآكد وأوكد وأوجب بمئات المرات ( اقرءوا وتعلّموا كي تتيقنوا ما ذكرته لكم، وعليكم أن تتعظوا كي لا تأخذكم رياح الفساد الفكري وفتن التكفير والإجرام ورذائل الأخلاق) ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم. وأذكر بعض الموارد التي تشير إلى ما ذكرنا قبل قليل:
المورد الأول: في شذرات الذهب: ( الآن الكلام عن الخلفاء الأمويّين، عن الأجواء التي تحدّثنا عنها قبل قليل؛ عن أجواء الدولة الأموية، عن أجواء الحكام الأمويين،أجواء الأسر الأموية،أجواء الأمراء،أجواء الوزراء، رئاسة الوزراء، البرلمان، الحكام، المجالس الخاصّة والعامّة ) في شذرات الذهب يقول: ***61523;ومن مجونه أيضًا على شرابه قوله لساقيه:
اسقني يا يزيد بالطر جهارة .... قد طربنا وحنت الزمارة
اسقني اسقني فإن ذنوبي ..... قد أحاطت فما لها كفارة***61522;.
(من هذا الذي يقول؟ الحاكم الأموي، ماذا يريد وماذا يطلب من الساقي؟ يطلب الخمر).
ولا زال الكلام في شذرات الذهب لعبد الحي الحنبلي يقول: ***61523;وقرأ ذات يوم (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (*) مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى***1648; مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ) فدعا بالمصحف فنصبه غرضًا وأقبل يرميه وهو يقول:
أتوعد كل جبار عنيد ... فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر ... فقل يا رب خرقني الوليد***61522;.
ويقول أيضا في الشذرات: ***61523;وذكر محمد بن يزيد المبرد النحوي أنّ الوليد ألحد في شِعْرٍ له ذكر فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ذلك الشعر قال:
تلعّب بالخلافة هاشمي ... بـلا وحي أتاه ولا كتاب
فقل لله يمنعني طعامي ... وقل لله يمنعني شرابي***61522;.
شذرات الذهب في أخبار من ذهب لعبد الحي الحنفي.
المورد الثاني: لسان الميزان، تسلسل 56: ***61523;عبد الصمد بن عبد الأعلى وكان يتهم بالزندقة ( هذا هو الحكم الأموي، هؤلاء هم الحكام الأمويون، هؤلاء هم أولياء الأمور هؤلاء هم أمراء المؤمنين، هؤلاء هم خلفاء الله وخلفاء رسوله، هؤلاء هم قادة الإسلام !!!) وهو أخو عبد الله بن عبد الأعلى الشيباني وكان يؤدب الوليد بن يزيد بن عبد الملك ،( هذا عبد الصمد المتهم بالزندقة كان يؤدب الوليد، أستاذ الوليد ، شيخ الوليد، مؤدب الوليد، يربي الوليد على الأخلاق، يعطي للوليد الأخلاق ويعلّم الوليد القرآن، ويعلّم الوليد الأحكام، هذا مؤدب الوليد من هو؟ عبد الصمد!!!)ويقال: إنّه هو الذي أفسده. (دائمًا يرمون الفساد على غيرهم، يفسد الحاكم الأموي يقولون: السبب فلان والسبب فلان والسبب فلان، عندما يتخلّون عن الخليفة الثالث ويُذبح الخليفة الثالث، وتُرتكب الجريمة بحقّ الخليفة الثالث عثمان يقولون من قتله فلان وفلان؛ السبئية أو ابن سبأ أو الزنديق الفلاني أو اليهودي الفلاني!!! يرمونها على أشخاص وهم في قعر وحضيض الخيانة والفساد والتخلّف والانحطاط والتخلّي عن الخليفة أو عن الأمير أو عن صاحبهم أو عن إمامهم، يتخلّفون عنه وبعد هذا يقولون: السبب فلان وفلان!!! فأين أنتم من فلان وفلان؟!! كما يحصل عند أهل الكوفة، مجتمع،أفكار، عقول مجتمعة على الانحراف،أيضًا كل الموارد، كل المصادر، كل الخطباء، كل الروزخونية، كل المخادعين، كل المستأكلين، يقرءون المقاتل؛ المآتم؛ الخطابات، يتحدّثون عن أهل الكوفة، وخيانة أهل الكوفة، وغدر أهل الكوفة، وكتب أهل الكوفة، وخطابات أهل الكوفة، وكلام الإمام بحقّ أهل الكوفة، وكلام زينب وكلام زين العابدين بحقّ أهل الكوفة، ومع هذا يقولون: إنّ أهل الشام هم من قتلوا الحسين!!! أهل الفلوجة أحفاد قتلة الحسين!!! وأهل الرمادي أحفاد قتلة الحسين، وقتلة الحسين وأحفاد قتلة الحسين في الموصل!!! وهم يبكون على الحسين لأنّه قتله أهل الكوفة، هم يسمعون من الروزخونية، من المخادعين، من المستأكلين، من السيستاني من غير السيستاني –إذا تكلّم السيستاني،إذا صدر من السيستاني شيئًا- من أزلام السيستاني ممن يتحدّث باِسم السيستاني، بأنّ أهل الكوفة هم من قتل الحسين، هم من غدر بالحسين، هم من أرسل الكتب إلى الحسين، وأتى بالحسين، ثمّ غدر به، ثمّ قتله، ثمّ مثّل به، ثمّ قطع رأسه، وهنا أيضًا يقول: أفسده عبد الصمد !!!هل هو طفل حتى يخدع؟!!)
قال محمد بن جرير الطبري في تاريخه وظهر من الوليد من المجون والفسق أشياء حمله عليها ... مؤدبه. قلت(الكلام لمن؟ لصاحب لسان الميزان وهو ابن حجر العسقلاني): ولعبد الصمد قصة مع سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت فقال فيه سعيد يخاطب هشامًا:
إنّه والله لولا أنت لم ... ينج مني سالمًا عبد الصمد
الأبيات قال الضحاك بن عثمان كان سعيد جميل الوجه وكان عبد الصمد لوطيًا زنديقًا***61522;. (من الذين يقول؟ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، عبد الصمد راود سعيد على نفسه، وسعيد يشكو لهشام وهشام يقول: لولا أنت لقتلت عبد الصمد، لولا أنت لم يخرج عبد الصمد مني سالمًا. وماذا فعل هشام لعبد الصمد؟ وماذا حصل لعبد الصمد بعد مراودته لهذا؟ ما هي العلاقة التي بين عبد الصمد والوليد؟ الذي كان عبد الصمد مسؤولًا عن تربيته؟!! عن تعليمه عن تأديبه؟ ماذا حصل؟ ماذا فعل؟ ماذا صدر من الحكومة الأموية؟ هل تتوقعون يصدر شيئًا؟ لا يصدر شيئًا بل تمحى وتخفى هذه الأمور بعناوين مختلفة، لكن لماذا تصدوا للوليد، وحكوا عن الوليد، وشنعوا بالوليد، وكشفوا بعض قبائح الوليد لماذا؟؟ سنعرف؛ لخصومة خاصّة، لعداء خاصّ، لمعركة خاصّة، لتناطح خاصّ بينهم حتى ممكن أن يرجع إلى جانب فكري عقدي يدخل فيه أئمّة الضلالة ووعاظ السلاطين) قال الضحاك بن عثمان: كان سعيد (بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت) جميل الوجه وكان عبد الصمد لوطيًا زنديقًا. هذا المنهج الأموي نفس المنهج السيستاني؛ كل الفساد عند السيستاني، عند أتباع السيستاني، عن أزلام السيستاني لكن أحدهم يطمطم للآخر،أحدهم يغطّي على الآخر كما في الفساد، يوجد بينهم مشاكل وخلافات وأحدهم يتآمر على الآخر، لكن ضمن حلبة صراع محددة لهم لا تخرج إلى خارج هذه الحلبة، عندما يكون عندهم عدو خارجي يتّحدون على العدو الخارجي كما في سياسيي هذا الزمان، التابعين لهذه العملية السياسية التابعة للسيستاني والمقادة والمنقادة من قبل السيستاني والمشرعنة من قبل السيستاني والتي يديرها السيستاني والتي يطبّل لها السيستاني، كمؤسسة طبعًا وكأزلام وأتباع ووكالات عالمية مخابراتية أسست وأوجدت السيستاني، وربّت السيستاني، وصرفت على السيستاني، وهيأت السيستاني، وأبرزت السيستاني، وثبتت السيستاني، وليس ببعيد وليس بغريب وليس بخاف عنكم القبائح والمقاطع الفاسدة الإباحية التي صدرت من وكلاء ومعتمدي وأخصّاء السيستاني، وكيف دفع الأموال؛ الملايين من الدولارات من أجل أن تُسحب من المواقع ومن المواضع والأماكن والموارد التي نُشرت فيها، سواء كانت في المطبوعات أو على النت أو في غيرها، وسيأتي أيضًا كلام عن هذا الأمر.
المورد الثالث: ابن عساكر في تاريخ دمشق، تسلسل 4075، يقول: ***61523;عبد الصمد بن عبد الأعلى بن أبي عمرة أبو وهب ويقال: أبو بكر الشيباني مؤدب الوليد بن يزيد شاعر كان يتهم بالزندقة وهو الذي أفسد الوليد بن يزيد، قرأت ... الطبري قال: ظهر من الوليد بن يزيد مجون وشرب الشراب حمله على ذلك ... عبد الصمد بن عبد الأعلى الشيباني أخو عبد الله بن عبد الأعلى وكان مؤدب الوليد(كيف حمله؟ فتح فمه بالقوة ووضع في فمه وأجبره على شرب الخمر!! أتى بالوليد وجرّد الوليد من كل ملابسه وأتى بالنساء الساقطات وجبر هذا وجبر هذه على ممارسة الزنى والعياذ بالله!!! ماذا هذا العقل؟!! ما هذه الخرافة؟!! ما هذا الجهل؟!! ما هذا السقوط الفكري؟!! لا عتب على هؤلاء العتب على من يصدّق بهؤلاء!!! )
فكان هشام يعيب الوليد وينتقصه وكثر عبثه به وبأصحابه وتقصيره به ( يعني كثر عبث هشام بالوليد وبأصحاب الوليد، وكثر تقصيره بالوليد ) فلما رأى ذلك الوليد خرج وخرج معه ناس من خاصته ومواليه فنزل بالأزرق، وأخرج معه عبد الصمد بن عبد الأعلى فشربوا يومًا فلما أخذ فيهم الشراب قال الوليد لعبد الصمد: يا أبا وهب قل أبياتًا فقال: ... وبلغ هشامًا فقطع عن الوليد ما كان يجري عليه، وكتب إلى الوليد بلغني أنّك اتّخذت عبد الصمد خدنًا ومحدثًا ونديمًا، وقد حقّق ذلك عندي ما بلغني عنك، ولست أبرئك من سوء، فأخرج عبد الصمد مذمومًا مدحورًا. فأخرجه... وكتب الوليد إلى هشام يعلمه إخراج عبد الصمد واعتذر إليه مما بلغه من منادمته ( تخلى عنه! ما أسرع ما تخلى عنه! الوليد هو ولي عهد هشام هذا الولي تخلى عن نديمه وأستاذه!!!) وسأله أن يأذن لابن سهيل في الخروج إليه وكان ابن سهيل من أهل اليمن وقد ولي دمشق غير مرة فكان ابن سهيل من خاصة الوليد فضرب هشام ابن سهيل ونفاه وسيّره.
والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، وصلِّ اللهم على محمد وآل محمد، وأسألكم الدعاء. الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
مواضيع ومقالات مشابهة