بنو إمية ..شوائب جاهلية وإنكار للسنة النبوية
دخل
بنو امية الاسلام مكرهين لا طائعين مؤمنين بعد أن تيقنوا إن الاسلام أصبح
واقعاً مفروضاً بقوة فكرية ومادية تجاوزت حدود الجزيرة العربية افقدهم
هيبتهم وسلطتهم الدنيوية التي ورثوها بالغدر والمكر والمال والقهر
والاضطهاد , هذه المفاهيم وتطبيقاتها التي حطمها الاسلام ونبذها وحرمها
واستبدلها بقيم السماء الانسانية الاخلاقية فأرسى مفهوم المساواة وازالة
الفوارق الطبقية , وهذا ما أثار في بني امية روح العداء والبغض لهذا
المفاهيم ومن جاء بها باعتبار انها سلبت منهم الجاه الدنيوي والعزة
والسلطان والتسلط فلم يبق أمامهم الا التظاهر بالإسلام نفاقاً ومن ثم
اتخاذه سلماً لإعادة أمجادهم وما فقدوه من إمرة وحكم وتحكم , فالشوائب
الجاهلية بقيت نائمة ومترسخة في نفوسهم لم تتزكَ أو تتطهر لإسلامهم الظاهري
الذي جعل منهم مُعرضين مُنكرين لحقائق القرآن الكريم والسنة النبوية
الشريفة وان ادعوا التمسك والامتثال فهذا من خلال تحريفهم لمعاني القران
والسنة في غير محلها وفي الوجهة التي تصب في مرادهم وتخطيطهم , وقد تجلى
هذا في موقف معاوية الذي صرح في خطابه للمسلمين . (ما قاتلتكم لتصلوا ولا
لتصوموا، ولا لتحجوا ولا لتزكوا.... ولكن لأتأمر عليكم ...) وهذا يعكس
منظومة فكرية ومنهجية تعاضدوا عليها فلا الاسلام بفروعه واصوله ما يشغل
ذممهم بقدر ما يشغلهم السلطة والامرة والحكم والنفوذ ! كان يمّنون النفس
بموت النبي الخاتم صلى الله عليه واله لاعتقادهم بفراغ الساحة من بعده ,
وهذه لم يتركها النبي صلى الله عليه واله لهم فقد اشبع فكر المسلمين
باحاديث افضلية علي عليه السلام وعلمه وعدله والنجاة معه والحق معه والقرآن
معه وهو مع القرآن وخليفته من بعده, أحاديث مستفيضة تامة الدلالة والسند
ذكرها الثقاة من الصحابة وامهات المؤمنين ووثقها علماء الفريقين وصححها
الشيخين (البخاري ومسلم) كما جاء في كتاب المستدرك للعالم النيسابوري ,
فعمد بنو امية الى الهروب الى الأمام بأنكار هذه الاحاديث او بإهمالها او
تأويل معناها بعد أن أعيّتهم الحيل بتضعيف سندها ومن ثم لجئوا الى خطوة
اخرى أكثر قسوة وجرماً حين شرعوا قانوناً ملزماً بسب علي عليه السلام
وانكار فضائله وتشويه سيرته وإسلامه وإيمانه ورميه بالشرك والكفر وترك
الصلاة , كل هذا لانهم يعتبرون ويعتقدون ان علياً المنافس الأشرس لهم في
الخلافة والسلطة من وجهة نظرهم مستغلين العقول الجوفاء والانفس المريضة
التي لم تشفى بعد من دنس الجاهلية وما استحكم وارتكز في اذهانهم من صراع
عشائري وقلبي على الجاه والسلطة , واستمر هذا الصراع وتفرع وتشعب ودخل
منعطف آخر استمالوا فيه احدى زوجات النبي صلى الله عليه واحدثوا فتنة عظيمة
هزت كيان الاسلام وخلخلت دعائمه كما حصل في حرب الجمل , التي تعني
بالملازمة حرباً وخروجاً وانكاراً وارتداداً على القرآن وسنة النبي الاعظم
صلى الله عليه واله ووصاياه , من حيث ان القرآن وصى بطاعة الله ورسوله
وقرنهما معاً لمن أراد الايمان والجنان وحذر من العصيان والتمرد على الله
ورسوله وتوعد بالخلود في النار قا تعالى (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) ؟ وكذا فأن رسول
الله صلى الله عليه واله أمر ووجه الأمة بطاعة علي عليه السلام من بعده
وبين فضائله وانه ملازم للقرآن حتى يردا الحوض كما جاء في حديث الحوض
الشهير , وهذا ما اشار اليه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي في محاضرته
الثامنة (السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد ) متسائلاً ومستنكراً
لنهج وفعل وسلوك بني امية وأين هم من حديث الحوض وبالتالي أين هم من سنة
النبي صلى الله عليه واله حيث اصدعوا الرؤوس بدعوى انهم أهل السنة والجماعة
بمغالطة واضحة تثبت نفاقية وكذب هذا الادعاء ,فحديث الحوض واضح بين علي مع
القرآن والقرآن مع علي في ذلك الزمان وفي كل زمان حتى يوم القيامة وورود
الحوض ,والقرآن حق ومن الحق وموقف وسلوك وفعل واقوال بني امية ضد علي عليه
السلام ومحاربة علي عليه السلام وسب وشتم وانتقاص قيمة علي عليه السلام
وتشويه حقيقة علي عليه السلام على خلاف واضح جلي لموقف وسلوك واقوال
واحاديث الرسول الاعظم صلى الله عليه واله الذي بين منزلة علي عليه السلام
وشجاعته وفضله وكرامته ومقامه وعلمه وجهاده وورعه وتقواه وعدالته ونصبه
الخليفة من بعده , وهنا نقول صدق رسول الله صلى الله عليه واله حين قال يا
علي لا يبغضك الا منافق , وبنو امية اجلى مصداق للنفاق حين تظاهروا
بالإسلام والسنة والجماعة فيما سلوكهم وبطائنهم كلها كانت عبارة عن حقد
وبغض وعداء وتآمر على الاسلام ورسول الاسلام ووصي رسول الاسلام انكشف ذلك
بموقفهم من علي عليه السلام , يقول السيد الصرخي الحسني بمحاضرته الثامنة
(أين بنو أمية من حديث الحوض؟!!
الحاكم في المستدرك على الصحيحين: {{عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت- مولى أبي ذر- قال: {كنت مع عليّ (عليه السلام) يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة، دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما فرغ، ذهبت إلى المدينة، فأتيت أم سلمة، فقلت: إني والله ما جئت أسأل طعامًا ولا شرابًا، ولكني مولىً لأبي ذر، فقالت: مرحبًا، فقصصت عليها قصتي، فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مصائرها؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس، قالت: أحسنت، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع عليٍّ، لن يفترقا حتى يردا علَيَّ الحوض}، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون}}. المستدرك للحاكم3 /// مثله باختصار في: فيض القدير للمناوي 4 / وكنز العمال للمتقي الهندي6)
الحاكم في المستدرك على الصحيحين: {{عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت- مولى أبي ذر- قال: {كنت مع عليّ (عليه السلام) يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة، دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما فرغ، ذهبت إلى المدينة، فأتيت أم سلمة، فقلت: إني والله ما جئت أسأل طعامًا ولا شرابًا، ولكني مولىً لأبي ذر، فقالت: مرحبًا، فقصصت عليها قصتي، فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مصائرها؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس، قالت: أحسنت، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع عليٍّ، لن يفترقا حتى يردا علَيَّ الحوض}، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون}}. المستدرك للحاكم3 /// مثله باختصار في: فيض القدير للمناوي 4 / وكنز العمال للمتقي الهندي6)
سعد السلمان
مواضيع ومقالات مشابهة