لوبيات الشقاق والنفاق وآلية عملها داخل المجتمع المسلم.
لوبيات الشقاق والنفاق وآلية عملها داخل المجتمع المسلم.
يقال إن تشخيص الداء هو نصف الدواء , والنصف الباقي هو إيجاد العلاج , والفرق بين أن نبحث في التاريخ لغرض أن يُسقط بعضنا البعض الآخر أو أن نبحث فيه لنجد العلاج لمشكلتنا المستعصية هو كالفرق . بين من يعطيك داءاً بصورة الدواء حلو المذاق فتستسيغ طعمه وتتلذذ بابتلاع سم زعاف ينخر الجسد وبين من يعطيك دواء مر المذاق لا يكاد يتجرعه بدنك لما بني عليه من سقم.وفي مؤلفات المحقق الصرخي الحسني لا يُقرأ التاريخ ويُحقق بأحداثه لإستنباط الفتوى الفقهية أو العقدية أو الأخلاقية فقط فالتاريخ يرتبط بمسيرة المجتمع الإسلامي وعند ذلك تُقرأ الأحداث في هذا المؤلفات والمحاضرات من الزاوية الاجتماعية التي قلما يتعرض رجل الدين المحقق لها, فأحداث التاريخ الإسلامي وصلت بين كاتب يطرحها كأخبار مجردة عن النقد والتحليل , أو رجل دين لا يقرأ إلا من خلال زاوية ونظرة عقائدية , وكسجية لأصحاب العقل الجمعي فأن الكلام والتحرك ضمن حدود الطائفة والعقيدة الواحدة يكون حلو المذاق حتى وإن كان سماً زعافاً ,كذباً أو نفاقاً أو داءاً ينخر الجسد.فنحن بين عقيدة متشددة وتاريخ مجرد. وبذلك برزت الحاجة إلى أن نذيب العقائد في التاريخ لنقرأها اجتماعياً, فنقرأ أخبار التاريخ كسلوك اجتماعي نحلله لنعرف مكامن الأخطاء والخلل . وهو أمر ليس بالسهل إذ أن إعادة صياغة التاريخ الإسلامي قراءة وفهماً تحتاج عدة مقدمات منها أن يكون المحقق عالماً مجتهداً بالتاريخ والفقه والعقائد مبحراً في هذا المجال الواسع مطلعاً على سلوكيات الماضين وله دراية بأحوال الرجال فضلاً عن قدرة في قراءة نفسية وأحوال المؤرخين وأئمة المذاهب. مع كونه أنساناً رسالياً ذو دراية ومعرفة بكيفية توظيف هذا الأمر في إصلاح الأمة, وأنا أعتقد أن الأمة لم تنجب لنا عالماً يمتلك كل تلك المؤهلات . إلا ما نشاهده اليوم في شخصية المحقق والمرجع الصرخي الحسني, حيث يقرأ ويفسر أحداث التاريخ بناءاً على أستجماعه كل زوايا الحدث ومؤثراته السياسية والاجتماعية والنفسية التي تتعلق بالأشخاص. وكحدث وكمفردة من مفردات التاريخ التي تعرض لها المرجع المحقق الصرخي هي قضية خروج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حرب الجمل والتي لطالما كان هذا الحدث يوظف ضمن الصراع الطائفي حيث يتم التركيز فيه على رموز الحدث لإحداث التأثير النفسي في المتلقي ,وقد كشف المحقق الصرخي أن هذا الإرادة التأثيرية سببها وجود نفس اللوبي الذي غرر بأم المؤمنين ليعطي مبرراً للحرب على خليفة المسلمين عليه السلام . وهي نفس اللوبيات التي استمرت فيما بعد والتي تعمل الآن على صناعة وتوظيف الرموز لإعطاء وإيجاد المبررات للفساد ولإيقاع الفتنة التي لا يستطيع العوام من التمييز فيها لدرجة أن مولى أبي ذر وهو مع الإمام علي وقد تأثر بوجود أم المؤمنين عائشة في الطرف المقابل فكيف ببقية الناس الذين اندفعوا اندفاعاً شرسا للحرب , هذه المفردة من القراءات التاريخية تعالج المشكلة الحالية في الاصطفاف والاندفاع الطائفي واللوبي السياسي والديني الذي يصنع المبررات والرموز لذلك .
عبد الاله الراشدي
عبد الاله الراشدي
المرجع الصرخي : غرروا بأم المؤمنين عائشة لتكون رمزا يلتفون حوله ضد علي ( عليه السلام )
http://cutt.us/ya2s
مواضيع ومقالات مشابهة