مشروع الخلاص للمرجعية العراقية ... خلاص للعراق و المنطقة و العالم من الإرهاب و مبرراته.
مشروع الخلاص للمرجعية العراقية ... خلاص
للعراق و المنطقة و العالم من الإرهاب و مبرراته.
رياض التميمي
لم تعد ظاهرة الإرهاب ظاهرة محلية أو إقليمية
بل أصبحت ظاهرة دولية و إن تسويقه أو تعليقه على شماعة تنظيم داعش الإرهابي التكفيري
إنما هو بدوافع سياسية للتغطية على من هو المستفيد من الإرهاب و أصبحت عمليات الثأر
المتبادل و لي الذراع بين الدول و المعسكرات المتناحرة على المستوى المحلي و الإقليمي
و الدولي تتم عن طريق تنفيذ العمليات الإرهابية على طريقة القاعدة أو داعش لأنه من
السهل إلصاقها بهما دون إن يتم الإشارة إلى وقوف دولة أو دول خلفها لتصفية حساباتها
السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية مع الدولة المستهدفة أو من خلال المليشيات و الجماعات
المسلحة تحت غطاء محاربة داعش . كما انه من الملاحظ أن جميع الدول و المحاور و المعسكرات
و التحالفات رغم تصارعها و تناحرها سياسيا و إعلاميا و عسكريا متفقة ظاهرا من الناحية
السياسية و العسكرية و الإعلامية على محاربة تنظيم داعش كما هي ايران و تركيا و السعودية
كدول أو على مستوى محاور و معسكرات كالمعسكرين الأمريكي و الروسي و معهما المعسكر الأوربي
لذلك نجد أن الجميع دخل في تحالفات لمحاربة داعش كالتحالف الدولي بقيادة أمريكا و التحالفين
العربي و الإسلامي بقيادة السعودية و التحالف الرباعي بقيادة روسيا لكن و بالرغم من
كثرة التحالفات و دخول أوربا على الخط فان رقعة الإرهاب بدأت تتسع أكثر حتى أصبحت أوربا
نفسها هدفا سهلا له كما في أحداث فرنسا و ألمانيا و بلجيكا و بغض النظر عن من يقف خلف
استهداف أوربا هل هو بالفعل داعش أم دولة أو محور آخر تحت غطاء داعش كما اشرنا في مقدمة
المقال لكن النتيجة واحده أنها أعطت زخما لتمدد الإرهاب .
و مما لا شك فيه أن الإرهاب لم يكن بتلك
القوة و سرعة الانتشار و التمدد لو لم تكن أسبابه و مبرراته متوفرة و أهمها ظلم الأنظمة
الحاكمة و فسادها و غياب العدالة الاجتماعية و غياب الدور الفاعل للمؤسسات و المنظمات
الدولية كالأمم المتحدة و مجلس الأمن و لهذا نجد أن مشروع الخلاص الذي أطلقه المرجع
العراقي الصرخي الحسني بتاريخ (8/6/2015) و إن كان تم طرحه من قبله كعلاج للمشكلة العراقية
بناءا على ما طرحه عليه من سؤال من قبل وجهاء و شيوخ عشائر محافظات الانبار و صلاح
الدين و ديالى و الموصل إلا انه يمكن تعميمه بنفس الآلية على المناطق الساخنة التي
يدور فيها الصراع بحجة محاربة الإرهاب كالعراق و سوريا و اليمن و ليبيا و الذي يبينه
المشروع الذي تضمن تشخيصا للأسباب و تقديما للحلول و آلية عملية لتنفيذها و كما جاء
في أهم فقراته الأحد عشر ((....قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة
رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ والتطبيق
.... حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد
إلى التحرير التام وبرّ الأمان و يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين
من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن .... يشترط في جميع أعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة
بعيداً عن الولاءات الخارجية ، وخالية من التحزّب والطائفية ، وغير مرتبطة ولا متعاونة
ولا متعاطفة مع قوى تكفير وميليشيات وإرهاب لا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي
عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها إلى وزرائها و .... إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة
يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر
والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح ....)) و من هنا نجد أن المشروع يمكن تطبيقه
على المستوى المحلي العراقي أو الإقليمي كونه اخذ بنظر الاعتبار إعطاء الدور الرئيسي
في عملية الخلاص للمنظمات الدولية و هو ما يمنع الدول من التدخل بشكل منفرد كما هو
الحاصل ألان من اجل مصالحها بل يكون تدخلها خاضعا لقرارات المنظمة الدولية و تحت سقفها
و هو ما يخلق حالة توازن في المصالح لتلك الدول عندما تنطلق من مظلة الأمم المتحدة
كما انه يعيد ثقة الشعوب بالمنظمة الدولية حينما يرى فاعليتها الميدانية و تعاملها
الموحد تجاه الشعوب بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية , كذلك تضمن المشروع
سرعة العلاج من خلال إزاحة الأنظمة الفاسدة و التي من غير الممكن توقع الحل على يدها
كونها أصل المشكلة فضلا عن أن المشروع أعطى للجانب الوطني و المهني الأولوية في قيادة
الشعوب بعيدا عن الدين أو الطائفة أو القومية كما انه أشار إلى دور المنظمة الدولية
في ردع المتدخلين بشؤون المنطقة و ايران كمثال لا الحصر بسبب كونها الأكثر تدخلا في
منطقة الصراع (سوريا – العراق – اليمن ) و تسببا في زيادة الإرهاب كظاهرة ردة فعل على
تدخلاتها السافرة المبنية على أسس طائفية . لذلك يبقى مشروع الخلاص هو المشروع المتكامل
و الممكن تطبيقه على المستوى المحلي و الإقليمي و الدولي لمعالجة مشكلة الإرهاب الذي
لم تحله القوة العسكرية حتى للدول العظمى كروسيا و أمريكا .
مواضيع ومقالات مشابهة