أيها العراقيون إذا بقيتم ساكتين فإن المأساة تقع علينا جميعاً
تعد التطورات الأخيرة التي
شهدتها الساحة العراقية هي انتقالة نوعية في الحراك الشعبي العراقي الذي انتفض منذ
سنوات ضد فساد الحكومات المتعاقبة على العراق, فمنذ عام 2008 تحديداً وما تلته من أعوام
كان للعراقيين الوطنيين الشرفاء وقفات احتجاجية وتظاهرات رافضة للفساد المستشري داخل
مرافق الدولة العراقية وفي عام 2011 تطورت تلك التظاهرات وبشكل هدد مصالح ومكانة الحكام
الظالمين الفاسدين الأمر الذي أدى إلى صدور الفتوى من المؤسسة الكهنوتية لتحرم تلك
التظاهرات مما دفع بحكام الجور وبالتحديد رأس الفساد المالكي بقمع هذه التظاهرات من
الشمال إلى الجنوب من جهة ومن جهة أخرى اعتكف العديد من العراقيين بعد صدور هذه الفتوى
من مؤسسة النجف الكهنوتية بسبب التخدير والالتفاف عليهم من هذه المؤسسة.
لكن الحراك الشعبي العراقي
السلمي لم يتوقف عند هذا الحد بل تواصل واستمر في مطالبه وكان لأتباع المرجع العراقي
الصرخي الدور الفاعل والواضح في الخروج بتظاهرات مطالبة بمحاسبة المفسدين, واستمر هذا
الحراك إلى أن تكلل بخروج جميع أطياف الشعب العراقي ومنذ شهور بالقرب من المنطقة الخضراء
بتظاهرات مطالبين فيها بالتغيير الجذري وإصلاح النظام الفاسد, ومع هذا الضغط الجماهيري
طيلة الفترة المنصرمة ترافقت التسويفات والمماطلات من قبل ساسة المنطقة الخضراء من
أجل تخدير الشعب والتغرير به والالتفاف على مطالبه وفق توجيهات الدول الإستكبارية والتوسعية
التي تقف خلف هؤلاء الساسة المفسدين.
وهذا ما جعل العراقيين أن
يحدثوا تغييراً بأنفسهم بعدما أيقنوا أنه لا يمكن للفاسدين من إصلاح أنفسهم ومنظومتهم
السياسية الفاسدة, لكن الجماهير المطالبة بالتغيير الآن تحتاج إلى وقفة جميع العراقيين
وليس جزء منهم, ويجب أن لا تنطلي عليكم الأكاذيب والمؤامرات التي ستحاك ضدكم وضد حراككم
الوطني من أجل تغيير مسار هذه الثورة البيضاء وهنا أذكركم بمقاله المرجع العراقي الصرخي
ومنذ سنوات في بيان رقم 20 " أنا عراقي … أوالي العراق … أرض الأنبياء وشعب الأوصياء
" والذي قال فيه ...
{{... 24- أقول … أعزائي أحبائي إذا بقيتم ساكتين، وإذا
بقي أولئك مستخفّين بكم، فإن المأساة والكارثة تبقى علينا جميعاً :
ـ حيثُ الفساد الإداري والأخلاقي،
والسلب والنهب للعراق وشعبِه على كافّة المستويات.
ـ وحيثُ الولاء لغير العراق
ولغير شعب العراق .
ـ وحيثُ الصراعات المصلحية
والنفعية المؤدية إلى الاستقطابات القومية والطائفية والتعصبية والحزبية وغيرها المغذِّية
وبقوة للحرب الطائفية والشعوبية والإرهابية, المحلية والدولية, العشوائية والمخابراتية
...}}.
فيجب أن تستمر وقفتكم البطولية
من أجل تصحيح المسار الذي حرفته تلك الطغمة الفاسدة منذ تسنمها الحكم في العراق, ويجب
على كل العراقيين وبدون استثناء أن يقفوا موقفاً واحدا في طرد هؤلاء الفاسدين ومحاسبتهم
وأن لا يقبلوا بعودتهم إلى الحكم بأي شكل من الأشكال, لأن في عودتهم سيعود العراق إلى
ماهو عليه بل إلى الأسوأ وستكون تظاهراتكم عبارة عن زوبعة في فنجان وانتم لا تقبلون
بذلك ... فيجب أن تستمر ثورتكم حتى كنس جميع المفسدين ومحاسبتهم لكي تتكلل هذه الثورة
البيضاء بالنصر المؤزر بأذن الله.
بقلم نوار الربيعي
مواضيع ومقالات مشابهة