تفريس الوسط والجنوب العراقي ... غاية إيرانية
لا يخفى على الجميع سياسة التفريس التي
تتبعها إيران الآن في العراق, فقد انتهجت عدة وسائل وطرق من أجل تحقيق هدفها المنشود
وهو إقامة حدود لإمبراطوريتها في العراق, فهي أخذت تؤسس لتفريس الوسط والجنوب العراقي,
وذلك لسببين رئيسين هما, الأول غالبية سكان الوسط والجنوب من الشيعة وهذا الأمر يساعدهم
في تنفيذ مشروعهم بعد أن استغفال الشيعة والضحك عليهم بشعارات مزيفة وكاذبة - حماية
المذهب والمقدسات - بالاعتماد على المرجعيات الفارسية الموجودة في العراق التي قدمت
شتى أنواع التسهيلات للمشروع الفارسي في العراق.
السبب الأخر هو, إن المحافظات الغربية والشمالية
غالبيتها من العراقيين السنة, وهذا من اكبر المعوقات للمشروع الفارسي, كون العرب السنة
من أشد المعارضين والرافضين للتواجد الإيراني في العراق, لذلك عمدت إيران على التركيز
على الوسط والجنوب.
وهذا ما جعل إيران تمارس عمليات التفريس
على مستويين, المستوى الأول, هو إفراغ المحافظات العراقية في الوسط والجنوب من أهل
السنة وإجبارهم على النزوح والهجرة إلى المحافظات السنية أو إلى خارج العراق, وما حصل
في محافظة البصرة وفي مناطق حزام ووسط بغداد وفي محافظة ديالى من عمليات خطف واغتيال
لأهل السنة خير شاهد على ذلك.
أما المستوى الأخر, هو تصفية واضطهاد الشيعة
العراقيين العرب الرافضين والمناهضين للاحتلال الإيراني ومشروعها التوسعي في العراق,
وجعلهم تحت الضغط الكبير و إجبارهم على الرضوخ والركون لمشروعها أو التصفية النهائية
من خلال إلصاق تهمة الإرهاب لهم وملاحقتهم, وما حصل مع أتباع المرجع الصرخي في كربلاء
صيف 2014م خير شاهد ودليل, حيث عمليات القتل والتصفية والإعدامات, ولم يتوقف الأمر
عند هذا الحد بل استمرت عمليات الاعتقالات العشوائية لمقلدي المرجع العراقي الصرخي
في باقي محافظات العراق خصوصا في السوط والجنوب والتي أريد منها الضغط على القواعد
الشعبية لمرجعية السيد الصرخي وإجبارهم على القبول بمشروع إيران.
وما حصل صباح يوم الاثنين من عمليات حرق
وسلب ونهب لمكتب المرجع العراقي السيد الصرخي في محافظة ديالى في ناحية أبي صيدا إلا
حلقة من حلقات مسلسل الاعتداءات الإيرانية المتكررة على هذه المرجعية العراقية, حيث
داهم مسلحون ينتمون لما يسمى بـ"الحشد الشعبي" صباح اليوم الاثنين 27 /
7 / 2015 مدعومين بعناصر من الحرس الثوري الإيراني، داهموا المكتب الشرعي للمرجع العراقي
الصرخي في محافظة ديالى - ناحية أبي صيدا، وقاموا بسرقة محتوياته ثم أضرموا النار في
المبنى وأحرقوه بالكامل.
وقد ذكر أفراد دورية الشرطة التي كانت متواجدة
في المكان بأنهم لم يستطيعوا منع القوة الميليشياوية من التوّجه نحو مكتب المرجع الصرخي
وسرقته وإحراقه لأن تلك القوّة كانت مسلّحة وترتدي زي الجيش والمليشيات وان بعضهم كان
يتحدث باللغة الإيرانية يرافقهم مجموعة من المتـــرجمين.
وبدورنا كمثقفين منصفين نبحث عن الحقيقة
ونعمل على إظهارها للمجتمع, نؤكد على إن هذه السلوكيات الإجرامية تأتي ضمن سلسلة من
الجرائم والانتهاكات المستمرّة التي تطال المرجعية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي
الحسني في عموم المحافظات العراقية بسبب مواقفه الوطنية الثابتة ورفضه تشكيل ميليشيا
طائفية والاشتراك في الاقتتال والاعتداء على الأبرياء المظلومين من النساء والشيوخ
والأطفال تنفيذاً لمخططات إيران الإجرامية.
فأصبح كل عراقي وطني شريف يرفض الاحتلال
الإيراني ومشاريعه هو عرضة للترويع والتهجير والأعتقال والقتل, سواء كان سنياً أم شيعياً ما دام يخالف سياسة إيران
التوسعية والإجرامية في العراق, وهذا يأتي ضمن المشروع الإيراني لتفريس العراق وخصوصا
الوسط والجنوب, ومحاولة إفراغ هذه المحافظات من العراقيين الوطنيين.
مواضيع ومقالات مشابهة