تحركات المالكي تهدد بشق حزب الدعوة جناح افندية لندن في حال عدم قبولهم بولاية الفقيه الايرانية
كشفت مصادر قيادية داخل حزب الدعوة الذي يترأسه نوري المالكي عن تجدد الصراع بين التيار الذي يدعو الى تبني الحزب لولاية الفقيه والتيار الذي يطلق عليه اسم افندية لندن الذي يريد ان يبقى الحزب ملتزما بعدم الولاء لمرجعتي قم او النجف.
واوضح مصدر طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع في تصريحات ان الصراع تجدد في داخل حزب الدعوة اثر ابعاد المالكي عن رئاسة الحكومة وتولي المنصب من حيدر العبادي. وقالت المصادر ان المالكي هو القطب الرئيس الذي يدعو حاليا الى تبني الحزب لولاية الفقيه الايرانية التي يتبناها المرشد الايراني علي خامنئي الذي التقاه المالكي الذي تولى منصب نائب الرئيس العراقي قبل ايام. واوضحت المصادر ان نصيحة خامنئي للمالكي بالالتفاف حول العبادي كان ردا على سؤال من المالكي برغبته اعلان تبني حزب الدعوة لولاية الفقيه رسميا مدعوما بقيادات الحزب التي كانت تعيش في ايران وسوريا والتي التزمت بموقف المرشد الروحي السابق للحزب مهدي الاصفي الذي كان يقيم في ايران ردا على قيادات الحزب في بريطانيا والدول الاوربية بقيادة ابراهيم الجعفري وزير الخارجية الحالي التي انفصلت عن الاصفي الذي اعلن تبنيه ولاية الفقيه وظل ملتزما بها حتى الوقت الحاضر. واضافت المصادر في تصريحاتها ان الاصفي هو الذي اطلق على الجعفري وانصاره ومن بينهم سامي العسكري وحيدر العبادي وعلي الحلي وغيرهم افندية لندن لعدم دعمها من مراجع معروفين فضلا عن عدم وجود معممين يناصرون الجعفري. واوضحت المصادر ان دعوة المرشد الايراني للمالكي بالالتفاف حول العبادي لا يعني غلق ملف دفع حزب الدعوة الذي يعد حاليا اكبر الاحزاب الدينية الشيعية في العراق وله عدد من الفروع في دول عربية وخارجه تبني ولاية الفقيه. اوضحت المصادر المطلعة في تصريحاتها ان هذه الدعوة جرى تجديدها خلال المباحثات التي اجراها المالكي مع وحمود هاشمي شهرودي اقوى المرشحين لخلافة خامنئي فقد نقلت وكالة تسنيم عن شهرودي قوله للمالكي ان عليكم ان تزاوجوا بين افكار المرجع محمد باقر الصدر ونظريات الامام آية الله الخميني في اشارة الى ولاية الفقيه. وقالت المصادر القيادية في حزب الدعوة انها التقت شاهرودي مؤخرا خلال رحلتها الى ايران وهو لا يزال يدعو الى تبني حزب الدعوة لولاية الفقيه ويثيرها مع قيادات الحزب التي تلتقيه خلال زياراتها الى ايران.
واوضحت المصادر ان اثارة شاهرودي يشكل متكرر لتبني حزب الدعوة لولاية الفقيه لاعتقاده ان ذلك يوفر له مزيدا من دعم الحرس الثوري والتيار المحافظ لخلافة خامنئي واذا لم يحقق ذلك فان الحرس الثوري والتيار المحافظ في ايران سيدعم عودته الى النجف لخلافة اكبر مراجع النجف علي السيستاني الذي تجاوز الثمانين. وحول موقف ما يطلق عليه عليع اسم افندية لندن في هذا الصراع الذي احتدم مؤخرا قالت المصادر في تصريحاتها ان هذا التيار ليس له قائد معلن خاصة بعد انفصال الجعفري عن حزب الدعوة بعد تولي المالكي رئاسة الحكومة وانتخابه امينا عاما للحزب والاطاحة بالجعفري وقتها والذي اسس تيار الاصلاح لكن المصادر قالت ان الجعفري لا يزال هو القائد غير المعلن لرفاق الامس ومسموع الكلمة بين من اسماهم الاصفي افندية لندن ودعم تولي العبادي رئاسة الحكومة مع باقي القيادات التي كانت تقيم في لندن والدول الاوربية.
وحول مصير الاصفي الذي تخلى عن مرجعيته الروحية لحزب الدعوة بعد حسم الصراع لصالح الجعفري الذي عاد الى العراق عام 2003 وتولى رئاسة اول حكومة منتخبة قالت المصادر ان الاصفي عاد الى النجف ممثلا عن المرشد الايراني علي خامنئي ويدير احدى الحسينات فيها رغم انه موجود حاليا في لندن التي وصلها للعلاج بايفاد من المالكي يرافقه احد المقربين الى رئيس الوزراء السابق. وحول موقف السيستاني قالت المصادر ان مراجع النجف الاربعة الكبار يعارضون عودة الشهرودي الى النجف وقبلوا عودة الاصفي الى المدينة على مضض .
وقالت المصادر ان انصار ولاية الفقيه في حزب الدعوة يتلقون دعما سياسيا من الشخصية القوية في مكتب خامنئي عسكر حجازي الذي يرتيط بصلة وثيقة بالاصفي وشاهرودي والمالكي وهو منسق المشروع المذكور. وحول مدى نجاح هذا المشروع السياسي بالاستناد الى دعم عدد من المراجع فالت المصادر في تصريحاتها انه مادام السيستاني على قيد الحياة فلا احد غيره قادر على التصدي لقضية المرجعية والعملية السياسية في العراق عندما تمر باوقات حرجة. واضافت المصادر في تصريحاتها ان قيادات حزب الدعوة لا تقلد مرجعا معينا فهم يقلدون مراجع مختلفين في العراق وايران من بينه السيستاني وعلي خامنئي ويبدو من المستحيل ان يكونوا موالين لمرجع واحد. وقال لا اعتقد انه في ظل المعطيات الحالية ان يتبنى حزب الدعوة ولاية الفقيه او مرجعاً واحداً بعينه.
مواضيع ومقالات مشابهة