المخابرات الدولية ولوبياتها في عصر صدر الإسلام.
عبد الإله الراشدي..
دائماً وأبداً لابد للجريمة من أداة تنفذ بها ويبدو أن عمل دوائر المخابرات ليس بجديد بل هو متأصل في التاريخ وموغل في القدم منذ بدأت تتشكل الممالك والدول على وجه الأرض وأخذ الإنسان يزاحم أخيه الإنسان مساحة العيش ليحصل على أكبر جانب من القوة والسيطرة .محتوى العمل الذي تقوم به الدوائر المظلمة أساسه يعتمد على كيفية زراعة العناصر من داخل الوسط واستخدامها بعدة طرق ولعل من بين تلك الطرق هي أن يقوم العنصر بأداء المهمة ثم يتم تصفيته لتضيع معالم الجريمة ويتم من خلال تلك الشخصيات والعناصر اتهام جهات محددة.
ومن الأحداث التي صنعت بهذا الشكل هي مقتل الخليفة الثاني رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي والتي لم تتضح معالمها حتى كشفها المحقق الصرخي الحسني في بحث الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول كرد على التيمية الذين استغلوا حادثة مقتل الخليفة الثاني كباب لإذكاء الطائفية والتكفير مازجين بين اتهام الشيعة بالصفوية واتهام الصفوية بالمجوسية واتهام المجوسية بقتل الخليفة الثاني.
والحقيقة التي كشفها المحقق هو الدور الكبير الذي لعبه ذلك الحي من قريش الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وآله وكان يخشاه حتى الخلفاء رضي الله عنهم .. والذي تزعمه ومعاوية وآل مروان .. ففيروز أبو لؤلؤة كان مملوكا للمغيرة بن شعبة المقرب كثيراً من معاوية والتحذيرات للخليفة من إلقاء خطبته بمكة من الاختيال وتوقع حصول ذلك كلها تدل على أن هناك لوبي يعمل داخل الدولة الإسلامية من أجل السيطرة على مقاليد الخلافة يقول المحقق الصرخي الحسني ((المغيرة كان واليًا على الكوفة، لكنه كان ممنوعا من جبي الأموال وكان عثمان بن حُنيف هو المسؤول عن ذلك، وكان عُمَر قد التقى بمسؤولَي العراق عثمان وحذيفة وأوصاهما بالعراق وأهله خيرا وتعَهّد بأن يجعل العراقيين في خير وأمان الى الحد الذي لا تحتاج فيه أرامل العراق إلى الرجال وكل ذلك حصل دون حضور والي الكوفة المغيرة!!!))
من هو منفذ الجريمة ؟
منفّذ الجريمة مملوك للمغيرة بن شعبة، وحسب تصريح عُمَر أَنّ قاتلَه لم يكن مسلمًا بل كان مجوسيًّا فلا يجوز له دخول المدينة وأرْض الجزيرة حسب وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنفيذ عمر للوصية بدقّة وإصرار، فهنا سؤال عن السماح بدخول المجوسي قاتل عمر المدينة!! وكيف قَبِل عُمر دخولَه المدينة؟ ولماذا وافق الخليفة على طلَبِ إدخاله عندما طلب ذلك منه المغيرةُ بنُ شعبة مالكُ أبي لؤلؤة؟!
ـ ففي تاريخ الطبري2: {{قال عمر: أخرج فانظر من قتلني فقال يا أمير المؤمنين قتلك أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، قال الحمد لله الذي لم يجعل مَنِيَّتي بيد رجل سجد لله سجدة واحدة}}،
ويثبت المرجع وفق المصادر الإسلامية التي تعتمدها عموم المذاهب الإسلامية تؤكد أن دخول أبي لؤلؤة كان بوساطة المغيرة نفسه :
ـ وروى المسعودي (وكان عمر لا يترك أحدًا من العجم يدخلِ المدينة فكتب إليه المغيرة بن شعبة: إنّ عندي غلامًا نقّاشًا نجّارًا حدّادًا فيه منافع لأهل المدينة، فإنْ رأيت أن تأذن لي في الإِرسال به فعلت، فأذن له، وقد كان المغيرة جعل عليه كلّ يوم درهمين، وكان يُدعى أبا لؤلؤة، وكان مجوسيًّا من أهل نهاوند، فلبث ما شاء الله، ثم أتى عمر يشكو إليه ثقل خراجه، فقال له عمر: وما تحسن من الأعمال. قال: نقّاش نجّار حدّاد، فقال له عمر: ما خَرَاجُكَ بكثير في كنه ما تُحسِن من الأعمال، فمضى عنه وهو يتذمّر، قال: ثم مرّ بعمر يومًا آخر وهو قاعد، فقال له عمر: ألم اُحَدَّث عنك أنك تقول: لو شئت أن أصنع رَحا تطحَن بالرّيح لفَعَلت، فقال أبو لؤلؤة: لأصْنَعَنَّ لك رَحَا يتحدّث الناس بها، ومضى أبو لؤلؤة، فقال عمر: أما العِلْج فقد توعَّدَنِي آنفاً، فلما أزمَعَ(أبو لؤلؤة) بالذي أوْعَدَ به أخَذَ خِنْجرًا فاشتَمَل عليه ثم قَعَدَ لعُمَر في زاوية من زوايا المسجِد في الغَلَس، وكان عُمَر يخرج في السحر فيوقظ الناس للصلاة، فمرّ به، فثارَ إليه فَطَعَنَه ثلاث طَعْنات إحداهن تحت سِرّتِه وهي التي قتَلَتْه، وَطَعَنَ اثني عشر رجلاً من أهل المسجد فماتَ منهم ستةٌ وبقي ستة)
وهنا لا ننسى أن الخلفية عمر رضي الله عنه كان قد فتح العراق و بلاد فارس وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومصر وجزء من أفغانستان، وتركمانستان إذن فالقضية ليست عبدا مجوسيا أنتصر لملته وإنما كانت قضية مدبرة بالكامل كان يخشاهها الخليفة نفسه .
وهنا تتضح معالم الجريمة التي ارتكبها أئمة الدواعش التيمية واللوبي والحي الذي حذر منه النبي بقيادة معاوية الذين كانوا يمثلون بؤرة عناصر المخابرات القديمة التي كانت تعبث في الدولة الإسلامية وتنفذ المخططات من خلالها كما حال التيمية ودواعشهم المارقة الآن
مواضيع ومقالات مشابهة
- ظهور المنتظر ودور والانصار (الخضر والتطبيقات).
- أهداف مسيرة العودة الكبرى بين الواقعية والعدمية
- الشوريصنع أنصار الله ويدك مكر الملحدين
- المحقق الصرخي يحصن الشباب من الجاهلية برسالة الشور والبندرية
- القدس إسلامية الهوية عاصمة فلسطين الأبدية (25)
- السستاني يختزي في تشخيص الفاسدين رداً على المدعو أبي تراب مولاي