مرجع الإمامية يُفتّت العقدة الظلامية في تفكير التيمية.
عبد الإله الراشدي
من أجلى وأدقّ وأتم مفاهيم الإرتقاء الفكري هو أن يعرف الإنسان أن جميع ما في الوجود المادّي المحيط به هو مُسَخّر له مما وُجد في جوف الأرض أو على سطحها إلى طبقات السماء ويعرف في ذات الوقت أن نواميس الطبيعة وقوانينها تحكم وجود البشرية كجزء من نظام كوني أبدعه الباري تعالى.فالإنسان عرف منذ القدم أن هنالك علاقة بين الظواهر الكونية وقوانينه التشريعية حين أدرك مقدار عجزه أمام تأثيراتها المخيفة, فنشأت في مخيلته علاقة بين الأحداث الكونية وبعض الموجودات المادية المحيطة به فصنع منها رموزاً وأشكالاً وأخذ يقرب القرابين لها . فمنها ما نحتها على شكل بني آدم أنفسهم ومنها على شكل الحيوان إستغلالا لسذاجة العوام ونزعتهم الفطرية للبحث عن المبدأ الأول.
وهنا، حين يٌصنع وثن على شكل قرد مثلا أو قط أو عجل ويعكف على عبادته مجتمع بأكمله فلن تبقى قيمة لهذا الموجود الذي كرّمه الله تعالى بالعقل عن بقية مخلوقاته المادية فجاءت الأديان لتربط الإنسان بخالق الأكوان وترتقي به, وخاتمها الدين الإسلامي الذي نزّه الخالق من أن تدركه الأبصار. لكن لأن هنالك من تجول به نفسه المريضة داخل أهوائها ويمنعه الحسد من أن يتخذ سبيل الصالحين, فبنفس ظلامية وعقد فكرية يبدأ بوضع التصورات والأفكار وينظّر لعقائده وهكذا حُرفت الاديان فجعلوا الله ثالث ثلاثة وجعلوا له ولداً أما في الأسلام فأبرز من برع في التضليل والتجسيم هو ابن تيمية حين خرج عن جادة الصواب وما أجمعت عليه الأمة واتفق عليه المسلمون من أن الله تعالى لا تدركه الأبصار ولا تتوهمه الفطن. فدعا إلى عبادة شاب أمرد جعد قطط صوّره لأتباعه على أنه الله تعالى مدعيا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد رآه في الرؤيا بهذه الهيئة.
وهنا الخطر الكبير حيث لا يُعتبر هذا الأمر مجرد شذوذ فكري لرؤية عقدية لكنه في الواقع ليس إلا جزءاً من الحركة الظلامية المساوقة لحركة الأنبياء والمصلحين عبر التاريخ التي طالما إُستغلّت أبشع استغلال لإبتعادها عن نور الهداية ورح الإسلام. فالمسالة ليست مجرد خلافاً فكرياً بقدر ما هي تختزل فكرة عبادة الشاب الأمرد بنفس الوقت عناداً ونصباً للحق وهذا ما نراه من مساوقة بين التوحيد التجسيمي لإبن تيمية وبين نصبه العداء للشيعة وتكفيره لطوائف المسلمين وبالتالي جرّ الكثير من أبناء المسلمين للإلتحاق بالمنظمات الإرهابية. وهذا العقدة الظلامية لم تجد من يفتّتها ويخرج جيفتها إلى العلن ويكشف ما بداخلها من تفاهات ,إلا المحقق الصرخي الحسني في محاضرات توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ومحاضرات الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول. ففي المحاضرة الثالثة عشرة كشف المرجع المحقق إكمالا لمحاضرات سابقة عدة وجوه تدل على أن ابن تيمية مجسم للذات الإلهية. وقد قال:
((الوجه الثالث: قال شيخ التيمية :أبلغ ما يقال لمن يُثبت رؤية العين ... الثالث: أن في حديث عكرمة أليس يقول الرب تعالى {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام : 103] فقال ابن عباس : لا أم لك , ذاك نوره الذي هو نوره , إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء.... ولتقريب المعنى المقصود نقول : الله سبحانه وتعالى بصورته النورية , فهذا لا يدركه شيء , أما بصورته غير النور أو النورية فيمكن أن يدركه شيء فيريد أن يقول " أي ابن تيمية" ما أقوله من رؤية العين بأن محمداً قد رأى ربه .. لا أقصد النور . بل أقصد الصور الأخرى غير النور أو النورانية)). ويا ترى ما هي الصور التي يمكن أن يرى بها الله تعالى بعد ذلك يمكن وحسب الفكر التيمي أن نتخيل من تلك الصور رموزا وأشكال كالتي وضعت للعبادة في عصور ما قبل التاريخ .. نعم هي نفس النزعات النفسية وعبادة الظواهر الناجمة عن جهل ونفس الاسلوب الذي حرفت به الأديان ونفس الوحشية التي كان يتصف بها عبّاد الأصنام وعبيد الملوك هي عينها يتصف بها عبّاد الشاب الأمرد خول وعبيد يزيد بن معاوية وباقي خلفاء الأمويين مارقة العصر .. فالقانون واحد.
المرجع الصرخي : تجليات التيمية لصور ربهم النورانية في البقرة والعجل والنار وبوذا والوثن !!
https://goo.gl/0tNOhj
مواضيع ومقالات مشابهة