ماعلاقة مطار كربلاء والعتبة الحسينية والشركة البريطانية التلفزيونية
مصطفى الجابري..
في
ظل الظروف العصيبة التي يمر فيها الشعب العراقي أهمها وأخطرها طوفان
الفساد الاداري والمالي والسياسي وما ترتب عنه من أثار نفسية ومادية
واقتصادية واجتماعية ودينية وعقائدية قد يطول مداها لأجيال , بعد أن اصبح
التسليم والرضا الظاهري بواقع هذا الحال الفساد من الاكثر للاسف الشديد حتى
وصل الشعور النفسي العام بعدم الاستغراب من أي خبر عاجل وغير عاجل عن شبهة
او ملف فساد هنا وهناك وما اكثرها, والسبب أن هذا الامر الهجين المذموم
بتكراره واستمراره وصدوره من اعلى الهرم بكل اتجاهاته اصبح قهراً كشيء
طبيعي ومعتادا لا سيما التنافس والتفاخر في هذا المضمار لجني الارباح
والترف ! فما قصة مطار كربلاء و ماعلاقته بالعتبة الحسينية والشركة
البيريطانية التلفزيونية ! يوجد طرفان وعقد عنوانه انشاء مطار في كربلاء
صرحت عنه العتبة الحسينية بانه حقا للزائر واستحقاقا لكربلاء المقدسة !
ومثل هذا التصريح يلهب الحماسة والافتخار ويوجه الانظار والاذهان الى صورة
هذا المطار وما يقدمه من خدمات وما فيه من حضارة وتراث وتطور يليق باسم
كربلاء ! لكن من حقنا نسأل ونلح في السؤال ونكتب بل ونصرخ من الاعماق
ماعلاقة شركة بريطانية متخصصة بالتلفزيون والهواتف في عقود بناء المطارات
هل يوجد ربط وهل يوجد تشابه وهل يوجد تحول بالتخصص ؟! كيف ومتى ؟ وهي
مازالت شركة صغيرة معفية عن الضرائب لفقرها ! نأتي بالسؤال ماعلاقة العتبة
الحسينية ان تكون طرفا في العقد المبرم هل بصفة رسمية حكومية أم بصفة شرعية
ممضاة من المرجعية الدينية التي تمثلها العتبة الحسينية وما تملكه من
ورادات الزائرين المالية والاستثمارات الكبيرة أم بتوافقهما معا ؟ هنا يفرض
اكثر من سؤال نفسه بقوة لأن الامر متعلق بحق الزائر واستحقاق كربلاء
المقدسة , هل كانت تعلم العتبة الحسينية بتخصص هذا الشركة مسبقا وقد ابرمت
العقد معها في 21-1-2017 أم لم تكُ تعلم اصلا فكيف اذن جرت عملية الاتفاق
والحوار التفاهم الى التوصل الى اجراء العقد فحتى من وجهة نظر شرعية حكمية
التصرف بما قل من المال ولو الدرهم في غير محله مستحقه فكيف بعقد قيمته
نصف مليار دولار ؟! السؤال الآخر لماذا شركة بريطانية وعتبة حسينية ومرجعية
دينية فهل لرد جميل وتثمين جهود ! الله اعلم , الايام ستكشف لنا الحقيقة
الناصعة كما كشفت لنا سوابق ومثالب مفاسد يشيب لها الوليد فان تم التعتيم
والتسويف ولم يتخذ الموقف للتوضيح والرد فليعلم الزائر الكريم ان حقه قد
أُستباح وان تم التبرير والتبرء والانكار فليعلم الزائر الكريم انها
محاولة الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه بعد انتشار خبر هذا العقد الفاسد
واطرافه ؟! ليست القضية بملف فساد وانشاء مطار بعقد فاسد وشركة وهمية فقط
وتنتهي ولكن الأخطر من ذلك ما يؤسس مثل هذا الفساد من مقدمات وعلل وحجج
ودوافع للتجرؤ والتجاوز على عنوان المقدسات والاسلام والمذهب والعراق خصوصا
مع المتغيرات والاستراتيجيات الجديدة في المنطقة والقرارات المتخذة من قبل
ترامب والتحشيد الاعلامي لاسقاط نظرية الاسلام من خلال مثل هذه التطبيقات
السلوكيات التي اثرها امضى اشد وافتك من قنبلة ذرية؟! لقد صمتنا وسكتنا
اكثر من عقد من الزمان تقديسا وثقة مفرطة وها نحن نلعق جراحنا ونكابد
آلامنا ونكتوي بنار بؤسنا وحسرتنا وضاعت حقوقنا العامة و الخاصة نتوارى
بوجوهنا عن بعضنا من سوء ما خدعنا به وواقع حالنا , لكن اليوم لانسكت على
حق الزار لأنه حق مشترك بين ابي الاحرار الثائر على الفساد وبين ارض كربلاء
المقدسة وبين دماء شهداء الزائرين وتراب اقدامهم المليونية الزاحفة !
مواضيع ومقالات مشابهة