ابن تيمية بعد أن غرق في بحر السّنة مات في محيط الشيعة
عبد الإله الراشدي.
فعلاً أن نسبة ما يتفق عليه المسلمون من الأحكام يقارب خمس وتسعون بالمئة وحيث تختلف هذه الأحكام من حيث السعة والأهمية نجد أن القضايا الفقهية أكثر ما يكون الخلاف فيها بل حتى داخل المذهب الواحد يكون تفاوت في الرؤى والمباني وبالتالي التباين في الفتوى والسبب لكثرة المصادر الحديثة وتعارضها ووثاقة وضعف رواتها. إلا أنه يوجد ما أجمعت عليه الأمة واتفق عليه المسلمون وبذلك كانوا مدرسة واحدة في هذا المجال وهو تقديس الخالق وتنزيهه عن الجسمية والمكانية والحيز .. وهذا الأمر هو ما يميز أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن باقي الأمم .غير أننا نجد أن التيمية من بين الأمة قد حذوا حذو اليهود والنصارى في نسبة الجسمية إلى الله تعالى فخالفوا السّنة والشيعة لكن ليس على أساس دليل ولا برهان وإنما بطرق الدس والتدليس وتصحيح الضعيف وتضعيف الصحيح.
بل راح زعيم التيمية يناقش كبار علماء المسلمين ومنهم الفخر الرازي فغرق في بحره كما ذكر المرجع الصرخي الحسني حيث قال :(وكان القسم الأول "من كتاب أساس التقديس" في الدلائل الدالة على أنه تعالى منزه عن الجسمية والحيز , وكان الكلام في هذا القسم في فصول , وكان الفصل الأول يتضمن ثلاث مقدمات ناقش فيها الدهرية والمجسمة والمشبهة من الحنابلة والكرامية وأبطل مبانيهم وأثبت التقديس والتنزيه لله تعالى سبحانه وتعالى , ثم أنتقل إلى الفصل الثاني من هذا القسم فذكر تسعة عشر حجة ودليلاً سمعياً تثبت أن الله سبحانه وتعالى منزه عن الجسمية والحيز والجهة ثم انتقل إلى الفصل الثالث فأثبت بالعقل والأدلة العقلية أن الله تعالى ليس بمتحيز ومنزه عن التحيز والجهة والجسمية , وفي الفصل الرابع أقام الحجج العقلية على عدم صحة الإشارة إليه تعالى بالحس لأنه ليس متحيزاً ولا مختصاً بجهة .....وبعد أن أبطل مدعيات المشبهة والمجسمة وبدع التوحيد التيمي الأسطوري وأثبت التنزيه لله تعالى.... إنتقل الرازي رضي الله عنه إلى القسم الثاني من كتاب "أساس التقديس" وبحث فيه تأويل المتشابهات من الأخبار والآيات ...)
وإذا كان تنزيه الفخر الرازي بحراً قد أغرق ابن تيمية وأفكاره فلا ريب أن المحقق الصرخي الحسني حيث أستطاع أن ينقح علوم الشيعة والسنة معاً ويسبغ أغوار التأريخ فيستخرج كنوز الحكم فكان كالمحيط ضاع فيه التيمية ولقي حتفه إلى الأبد . وأضحى توحيدهم الجسمي سفهات وتفاهات تنم عن مدى عفونة العقول التي تعتقد مثل هذه الأفكار.. فإذن لا ريب أن ما يجمع المسلمين من أهل القبلة هو معتقدهم بالخالق وبنبوة الخاتم .. وحيث يخرج منهم مارقة في كل عصر من شواذ الفكر من مجسّمة وحشويّة ومكفّرته ..فقد استطاع المحقق الصرخي الحسني من أن يستخرج ما أجمعت عليه فرق المسلمين من عقائد تحقيقاً وتدقيقاً ليبين بذلك من انحرف عنهم من دواعش العصر ومارقته من تيميته وبذلك يكون المحقق قد عزل الفكر التيمي عن الخانة السليمة التي تجمع المسلمين بمذاهبهم فينتج أن التكفير طارئ على الإسلام أسسته أحداث تأريخية وشخصيات تسمت زوراً باسم المسلمين من لوبيات الدعشنة التي قتلت الخلفاء رضي الله عنهم إلى تسلط حكام الدولة الأموية إلى شيوخها ومجددي فكرها الإجرامي وعلى رأسهم ابن تيمية الحراني .. هكذا بدأت تتحلل الأمور في محاكمة عادلة لأحداث التأريخ في محاضرات تحقيق موضوعي في العقائد والتأريخ فيتضح جوهر الإسلام عن شوائب لحقت بها عنونها المحقق الصرخي في محاضراته الموسومة( الدولة ..المارقة ...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول ) ... و(وقفات مع....توحيد التيمية الجسمي الأسطوري).
المرجع الصرخي : ابن تيمية ضاع وغرِقَ في بحر علوم الفخر الرازي رضي الله عنه
https://goo.gl/IUj0WA
مواضيع ومقالات مشابهة
محاضرات المحقق الصرخي هي عملية لمحو الأمية الداعشية التيمية التي تغلغلت في الإسلام