التعايش الحسيني في نظر المرجع الصرخي
بعد الاجتياح
الكبير لتنظيمات الفكر المتحجر و دعاة التجسيم و التشبيه الخرافي الاسطوري لداعش الذي
جعل نفوسنا تحنُّ كثيراً إلى ثقافة التعايش السلمي بين المسلمين قاطبةً ، بل اصبح
المسلمون بأمس الحاجة إلى روح التسامح فيما بينهم و التطبيق الفعلي الواقعي لسياسة
احترام الرأي و الرأي الاخر حتى و إن كنا في تقاطع مذهبي و تباين فكري لان حرية
التعبير و حرية الاختيار من النفائس التي تكفلت بها السماء و جعلتها من المسلمات
عند بني البشر و تركت لهم حرية الاختيار فهم مخيرون و ليسوا مسيرون ، فمنذ إن لاحت
بوادر الشر للهجمة الشرسة البربرية التي قادتها قوى الضلال و الانحراف لتنظيم
الدولة اللاسلامية (داعش) و سعيها الجاد في تطبيق مبادى و قيم اسلامها الجديد الذي
ضرب كل مذهب مخالف له عرض الحائط فبات الكل في دائرة الاتهام بالكفر و الالحاد و
العلاج في نظر ذلك التنظيم هو الانقياد و التسليم لكل ما يقولون به و يرونه فوق كل
ما جاءت به الاديان و الاعراف السماوية لكان سرعان ما انكشفت حقيقة افكهم و بانت
عورة بدعهم المنحرفة عن جادة الحق و الصواب فشاعوا بين الامم الاسلامية و غير
الاسلامية ثقافة الانحلال و الطائفية البغضاء و التكفير و زرعوا الرعب و الخوف و
الحقوا الدمار و الخراب بأساليبهم القمعية الوحشية و إزاء تلك الاوضاع المأساوية
فقد لاح في الافق نجم الحياة الحرة الكريمة و اشرقت شمس الحرية و الدعوى الحسنى
للتعايش السلمي و نبذ العنف و الطائفية التي تجلت في المهرجانات الكبيرة التي
اقامتها مكاتب المرجع الصرخي الحسني وفي عدة مدن عراقية منها البصرة و ميسان و ذي
قار و التي لاقت صداً كبيراً في الاوساط الفنية و الادبية و الاعلامية بما حملته
من معان كثيرة داعيةً إلى اتباع النهج الحسيني الذي سعى لتوحيد كلمة المسلمين و
نشر روح المحبة و التسامح بين الافراد وقد جسد المرجع الصرخي ذلك الصوت الهادر بما
قدمه من مواقف كانت ولا تزال تنادي للتعايش السلمي بعيداً عن المذهبية القاتلة و
الطائفية المقيتة فكانت تلك اللواحات الفنية و الابداعية بما تضمنته من قصائد و
اشعار و كلمات صدحت بحب العراق و تغنت بمكارم اهله و شعبه المقدام كلها دعت عموم
العراقيين إلى الركون إلى لغة العقل و العقلاء و الابتعاد عن كل ما يعكر صفو ربيع
حياتهم و دف سعادتهم وهذا ما دعى إليه المرجع الصرخي مراراً و تكراراً وقد اثمرت
تلك الدعوات الصادقة لهذه المرجعية الرشيدة فكانت مهرجانات التعايش السلمي الثمرة
الاولى التي قطفت ثمارها و نستذكر هنا دعوة المرجع الصرخي إلى التعايش السلمي و
تأكيده على هذا الجانب لاهميته في حياة المسلمين جاء ذلك في المحاضرة (17) من بحث
الدولة المارقة في عهد الظهور بتاريخ 22/1/2017 فقال الصرخي : (( نحن لا نكفر
الاخرين ولا نبيح دمائهم و اعراضهم و اموالهم ، وهذا ما نعتقده و نطرحه دون لعن أو
سب ، لك رأيك ولي رأيي ، و احترم رأيك فاحترم رأيي و ندعو إلى التعايش السلمي بين
الناس )) .
فيا معاشر
المسلمين إلى متى نبقى ندور في دائرة مفرغة لا طائل منها ؟ فما جنينا غير التشرذم
و الانقسامات المتعددة فربنا واحد ، و ديننا واحد ، و نبينا واحد ، و كتابنا واحد
فكلنا من آدم و آدم من تراب .
مواضيع ومقالات مشابهة