المعارك ضد داعش بالموصل تشعل فتيل الصراعات بين أعضائه
ويرى هؤلاء أن داعش الذي يدعي بأنه أحد أكثر الجماعات
العقائدية تماسكا وصلابة، ظهر على حقيقته ككيان زائف تعصف بين قادته
الخلافات الشخصية وتنخره الصراعات الدموية بين الحين والآخر.
ويشير عضو اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى الشيخ
بنيان الجربا إلى أن وحشية عناصر التنظيم واستخفافهم بالحياة لا تقتصر على
مناوئيهم فقط بل وحتى فيما بينهم.
وذكر الجربا "يوميا تردنا معلومات من داخل أحياء في
الموصل لا زالت تحت احتلال داعش تؤكد على وجود خلافات وانقسامات شديدة بين
عناصر التنظيم أنفسهم".
وتتمحور بالأساس حول أسلوب إدارة القتال، لكن اختفاء
قيادات الصف الأول للتنظيم من ساحات المعارك يعّد الدافع الأحدث لتلك
الانقسامات، حسب الجربا.
ويؤكد أن الكثيرين من قادة التنظيم "فروا من الموصل
مع عائلاتهم وتركوا أتباعهم من القادة الأقل رتبة والعناصر يواجهون مصيرهم
المحتوم بالإبادة على يد رجال الجيش والشرطة".
"وسبّب هذا التخلي حالة من السخط والغضب بين مسلحي داعش على قياداتهم نجم عنه انكسار شديد في معنوياتهم"، كما قال.
وقد أدى الشرخ الداخلي إلى صعوبة في حشد المقاتلين
لشن الهجمات، بحسب الجربا حيث رأى أن "العمليات الانتحارية هي الآن خيارهم
الأخير للتخلص من مرارة الهزيمة".
انقسامات داخلية متزايدة
ويلفت سعيد مموزيني مسؤول إعلام الحزب الديموقراطي
الكردستاني بالموصل إلى أن الخلافات بين عناصر داعش ليست وليدة اليوم وإنما
تمتد لعام تقريبا.
"وإن معارك تحرير الموصل ساهمت في توسيع رقعة ذلك
التشظي الذي كان يعاني أصلا منه التنظيم وتسبب على مدى عام من الآن بمقتل
ما لا يقل عن ٣٠٠ داعشي"، كما أضاف.
وأوضح "يكاد لا يمر يوما إلا وتصلنا أخبار عن هروب قائد بارز من الموصل إلى مدينة الرقة (السورية)".
وآخرهم كان القيادي المعروف لدى أهالي الموصل باسم
أبو أنس السوري والذي فر بداية كانون الأول/ديسمبر مع عائلته إلى سوريا"،
وفق مموزيني.
ونوّه بأن "الصراع بين عناصر داعش في أوجه"، مبينا إن
"حالة الانكسار والهزائم التي يتلقاها التنظيم الواحدة تلو الأخرى رفعت من
وتيرة المشاحنات بين أعضائه".
وذكر أن الخلافات بشأن خطط الدفاع والمقاومة أشعلت في
الأسابيع الماضية فتيل مصادمات مسلحة بين الإرهابيين في أحياء يسيطرون
عليها داخل الموصل كحي اليرموك الذي شهد عدة اشتباكات دامية.
قيادات داعش يفقدون دعم الاهالي
وكشف مموزيني عن وجود معلومات وصفها بالمؤكدة تشير
إلى أن "الانقسامات وصلت لحد مطالبة بعض قادة داعش إزاحة أبو بكر البغدادي
من زعامة التنظيم لفشله في الإدارة ومسؤوليته المباشرة عن الهزائم ".
وقبل أيام قليلة من تاريخ هجوم القوات العراقية على
الموصل منتصف تشرين الأول/أكتوبر، كشفت تقارير صحافية عن سحق زعيم التنظيم
مخطط للانقلاب عليه.
وتمت تصفية العشرات من المشتركين في المخطط بإغراقهم
في الماء وهم أحياء. وكان بينهم "خمسة من القادة المقربين من البغدادي"،
وفق مموزيني الذي لم يستبعد تكرار المحاولات الانقلابية مع استمرار خسائر
التنظيم.
وبدوره، يقول الخبير الاستراتيجي والعسكري أحمد الشريفي لديارنا إن الانتصارات المتحققة على داعش كشفت هشاشة بنية التنظيم.
كما تبدد صورة العلاقات الواهنة بين أعضائه والتي كان يحاول إخفائها بالدعاية الكاذبة والإعلام المضلل، وفق ما أكد.
وأضاف أن "المعارك فضحت الإرهابيين. هروب قياداتهم
والاشتباكات المتكررة وحالة الفوضى والتخبط التي تعم عناصر التنظيم مكسب
ميداني آخر يضاف لقواتنا".
وشدد الشريفي "داعش تعيش مرحلة استنزاف خسرت كل شيء
مواردها البشرية والمالية، وهي غير قادرة على إعادة بناء نفسها أو الذوبان
مع السكان المحليين فالجميع يرفضها".
مواضيع ومقالات مشابهة