مشروع الصرخي الإنساني... مشروع التعايش بين الأديان.
حسين القاوقجي..
عند متابعة جزئيات وتفاصيل وعموميات مشروع المرجع الصرخي نجد أن سمة الإنسانية هي الطاغية والدافعة فيه، فعملية حرق الشعوب بدوافع العقيدة والدين والمذهب هو مشروع شيطاني ماسوني صهيوني يهدف الى تحويل العالم الى ساحة حرب بعدما نجحوا في زراعة الخراب والدمار في زاوية الشرق الاوسط على أنها حروبا حرّكتها الأديان والعقائد، حروب إستمدّت بقائها وطاقتها ودوامها من إعتقادات فكرية ضالّة ومنحرفة بما لا يمكن وقفها بحال ما لم يُصار الى رؤية منهجية علمية وأخلاقية جديدة تخرج بالمجتمعات المسلمة من هذا الأتون الحارق.وبما أن الدين الاسلامي هو الدين الوحيد الذي أوجدته السماء لتوحيد الانسانية إتجاه أساسيات الحياة فهو وحده القادر على إنتشال الإنسانية وإنقاذها من أي خطر قد يداهمها.
وأيضا أوجد مشتركات تنزع أصول الخلافات وتخفف وطأة التفرقة والتقسيم وبالتالي ينزع فتيل الفتن والحروب التي عاشتها وتعيشها البشرية الى حد الآن، فدين الاسلام وضع حجر الأساس للتعايش بين شعوب العالم وأديانها، والاسلام مشروع استقرار وطمئنينة وسلام لكل الناس.
في المقابل، الحركات والأنظمة العدوانية والتوسعية والامبراطوريات التي تعتاش على سلب ثروات الشعوب وتقتات على استعباد الشعوب في سبيل تحقيق مجد لهذه الامبراطورية او تلك وبالتالي أصبحت الشعوب المقهورة مفرغة فكريا وأصبحت أرضها ساحة للحروب الواسعة تستخدم فيها شتى وسائل وأدوات ونفوذ وسيطرة تقودها قوى عالمية واقليمية. وخير من يمد اشعال نيران الصراع ويبقي الشعوب في غيبوبة فكرية ومعنوية دائمة هي حرب العقائد والأديان بسبب أنها تلامس بطبيعة الحال مشاعر الناس، ولهذا السبب مازالت تُسال الأنهار من دماء الابرياء، وخير من يوقف الحروب بين الأديان هو البحث عن مشروع فكري روحي يعيد قيمة الأديان والانسانية كمشروع للتعايش والاستقرار بين شعوب العالم. وهذا هو صلب وروح مشروع المرجع الصرخي الذي عمل وبشكل مكثّف لتجفيف منابع النزاع وقطع أسبابه. المرجع الصرخي إستطاع أن يردم فجوة الفرقة بين المسلمين وأوجد الحلول والمشتركات العقائدية والفكرية التي تجمع الأمة وتوّحدها، واستطاع عزل الأفكار الطارئة على الاسلام والأمة وشخّص الأزمة وعالجها بحكمة وموضوعية حتى وصلنا للمرحلة الاخرى من مشروع المرجع الصرخي الانساني وهو ترميم الخلاف بين الأديان وجعل من مفاهيم الأديان عوامل للتعايش والإستقرار والأمان بين الشعوب المسلمة فضلا عن غيرها من خارج الإسلام.
مواضيع ومقالات مشابهة