المرجع الصرخي .. على لسان ابن حجر "الوليد فاسد يا نواصب"
عبد الاله الراشدي
من بين أبرز حالات الانحراف الفكري التي ظهرت لدى بعض التيارات الاسلامية وأخذت مدى واسعاً في عصرنا الحديث هي محاولات أتباع ابن تيمية لتلميع صورة خلفاء بني أمية وعلى منهج زعيمهم وصل الأمر إلى جعلهم خلفاء النبي ألاثني عشر الذين ذكرهم الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وصحبه كأئمة من بعده.. وإذ نبحث في الدوافع التي تحدو بهؤلاء المتطرفين إلى اتخاذ هؤلاء الطغاة والمنحرفين أئمة وقادة يجدر بنا وباقتضاب الإشارة إلى عاملين ساهما في نمو هذا اللون من الانحراف الفكري . الأول العامل السياسي ودوره في تحريك الأقلام عبر التأريخ ,والثاني هو غياب الوعي الفكري لدى عوام المسلمين لصعوبة وصول المعلومة إلى الدرجة التي من خلالها يمكن جعل الوليد بن يزيد الأموي الذي عرف بانحطاطه الأخلاقي كلوطي زنديق خليفة للمسلمين بل خاتم الخلفاء أو الثاني عشر من خلفاء النبي بحسب الفكر التيمي, وحيث نعيش اليوم عصر المعلوماتية والانفتاح فليس من المعقول أن يبقى هناك من هو مصر على رأيه إذا ما وضعنا كل الأدلة وفتحنا الباب على مصراعيه للنقاش العلمي ومن هنا وضمن محاضرات بحث "الدولة.. المارقة ...في عصر الظهور ...منذ عهدالرسول" يقول المحقق الصرخي الحسني ((قال ابن حجر العسقلاني : {[56]عبد الصمد" بن عبد الأعلى وكان يُتهم بالزندقة، ...وكان يؤدب الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ويقال أنه هو الذي أفسده، قال محمد بن جرير الطبري في تأريخه: وظهر من الوليد من المُجُون والفِسْقِ أشياء حَمَلَهُ عليها مؤدِّبُهُ،... قال الضحاك...وكان عبدُ الصّمد لوطِيًّا زِنديقا} ابن حجر العسقلاني:لسان الميزان4//ابن عساكر:تأريخ دمشق)). وعلى هذا يظهر مقدار الانحراف الذي يمكن أن يصل إليه أئمة الضلال في أن يجعلوا من هؤلاء خلفاء للنبي صلى الله عليه وآله وصحبة و ينصبوا العداء لشيعة أهل البيت ولعوام الناس ويبيحون دمائهم بل يكفرون كل من خالفهم من فرق المسلمين .وهنا ليست الغاية من كشف حقيقة هؤلاء هي مجرد تحريك العقل نحو خلفاء الأمويين على اعتبارهم يمثلون فترة طغيان مضى عليها ألف وأربعمائة سنة . إنما يكمن خطر هذه العقائد في انها خلّفت ارثاً أصبح مدارس تضع أتباعها في زاوية ضيقة عنوانها خلفاء بني أمية وعلى نفس النهج الأموي تنتج التكفير وإباحة دماء الأبرياء بدعوى الخلافة ودولة الخلافة ومنهج الخلافة الاموي في التشريد والتقتيل وإنتهاك الاعراض والنفوس أسوة أفعال يزيد بن معاوية وأمثاله كقتله للحسين عليه السلام وإباحته لمدينة الرسول وقتله صحابته وإنتهاك أعراضهم , وحيث يعتبر الفكر العلاج الناجع لاقتلاع جذور التطرف الذي يعتمد الجهل والتغرير كمادة أساسية في تجنيد البسطاء والسذج . من هنا جاءت محاضرات الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عد الرسول لتصحيح الفهم الخاطئ الذي إلتبس لمئات السنين بأسلوب المجادلة بالحسنى وتبادل الآراء والنقاش العلمي ومدرسة كبرى تضم بين طياتها كل أبناء الأمة الإسلامية دون تكفير أو تغرير وتنتشل المغرر بهم من وحل الانحطاط الفكري الدموي .
المحاضرة الرابعة من بحث (الدولة.. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول )
https://www.youtube.com/watch?v=6ZklV-1fDfI
مواضيع ومقالات مشابهة
على كل مسلم ان لا يسلِّم دينه وحياته الى أي شخصية لا تمت للإسلام ومنهجه الرفيع و ترتكب جميع المنكرات والموبقات والاخطاء والظلم بل عليه ان يقر وان يعترف بعصمة من يقوده شرعيا ونصيا ونبويا ودينيا وعصمة كتابه ومن يتصدى الى منصب النبوة والخلافة والوصية عليه ان يتحلى بخلق ونزاهته وكرمه وطهارته وعليه ان يسير على سنة الرسول النقية ... ومن بين ما خالف السنة خلفاء بني امية جميعهم بارتكابهم جميع المحرمات والمفاسد بالشواهد والنصوص والادلة ومنهم الوليد ابن يزيد الذي انتهك جميع المحرمات من شرب الخمور على الكعبة والزنا بأمهاته واللواط وغيرها من الفواحش والقبائح ورغم هذه الفواحش التي يرتكبها خلفاء بني امية فلا زالوا متمسكين بهم طائفة ويعدونهم بالخلفاء الراشدين