الصدر والإضراب عن الطعام "نجوع ليحيى الوزير"
دعونا نتكلم عن مهزله حقيقية اسمها الإصلاح المقتدائي. فقد دعا مقتدى الصدر العراقيين للإضراب عن الطعام . فتعالوا معنا لنرى حجم المطالب التي يريدها مقتدى في كل تظاهراته , مقتدى يحشد جمعه كله وتتراعد أنصاره كأنها غيمة ربيع لا تلبث إلا إن تسقط قطرتين من مطر ثم تزول كأن شيئاً لم يكن . فهل نسينا تلك التظاهرات والاعتصامات التي انتهت بعدما قدم رئيس الوزراء حيدر العبادي ظرفاً مغلقاً لا يعلم المتظاهرون ما في داخله , وهل نسينا دخول البرلمان وقضية القنفة والضجة الإعلامية التي خرجنا منها بخفي حنين الآن ما لذي سيحصل لو أننا اضربنا عن الطعام ألغرض تعيين وزير تكنو قراط يمتلأ كرشه بخيرات العراق, هل تظننا يا مقتدى أغبياء إلى هذا الحد الذي نصدق به أن مشكلة العراق في حكومة تكنو قراط ... والقضاء الفاسد ما الذي ستفعله له ؟؟؟ هل ستنظر عقداً من الزمن آخر بعد أن نجرب التكنو قراط لنقول إن المشكلة في العراق هي القضاء وتستره على المفسدين أم هل ننتظر عقدا من الزمن لنعرف أن بلاء العراق بسبب دستوره . ثم نتظاهر لنمزق قنفة جديدة وبعد ذلك نضرب عن الطعام .. لقد بات وضاحا لجميع أن الذي يفعله مقتدى ليس إلا حربا سياسية وصفقات تجري من خلال الكواليس يستغل فيها مقتدى السذج والمهرولين من وراءه ليضغط بهم على العبادي والكتل الأخرى ليبتز منهم تنازلات ويعقد معهم صفقات .
أقول أن الإصلاح الحقيقي هو بتغيير الدستور وحل رئاسة مجلس القضاء الأعلى وتغيير قوانينة الانتخابات ومفوضيته وحل الحكومة والبرلمان وإقامة إنتخابات برعاية أممية . بعيداً عن تدخلات إيران أو السعودية أو أميركا. هذا هو الإصلاح الحقيقي . ومقتدى موقعه داخل حلبة صراع العملية السياسية وهو لا يستطيع اللعب خرجها . فهي تجري برعاية أمريكية وإيرانية وسعودية. لا يحق لأي طرف داخل في العملية السياسية أن يخرج خارج أرادات هذه الدول ومن يفعل ذلك سيتم تقليم أظفاره. فلا تغرنكم دعوات مقتدى فهو يعلم جيداً إن خرج من الحلبة سيكون قد وضع نهايته بيده هذه القضية تحتاج إلى شجاعة وقد رأيتم بأم أعينكم كيف أنه بمجرد أن المتظاهرين هتفوا إيران برا برا وهدد قاسم سليماني وتوعد المتظاهرين هرب مقتدى من التظاهرات كالغزال .
ضياء السماوي
مواضيع ومقالات مشابهة