الإرهاب بين سياسة الاحتواء ومنهج المعالجة الجذري
تختلف القراءآت التحليلية حول طبيعة التنظيم الإرهابي "داعش"ولما كان هذا التنظيم يستند إلى مقومات عقائدية, عند ذلك أصبحت أكثر المواقف تُتخذ على أساس قرآءة سياسية مؤدلجة , وبطبيعة الحال ومع الإسلام السياسي والطائفية السياسية وهالتها الإعلامية فلن نشاهد قرآءة متزنة تصف الحالة وفق نمط يعالج داء قد نخر المجتمع , على العكس من ذلك تماماً بل تُستغل الأسس العقائدية لهذا التنظيم ليقال أنه ينتمي إلى طائفة معينة ومن مناطق محددة , وتستغل هذه القرآءة في التحشيد السياسي الطائفي وفي مشروع أميركا في احتواء داعش دون القضاء عليه وإقامة أشبه ما يكون بدولة طالبان في العالم العربي. وهذا يقوم على أساس الترويج لفكرة عدم صلاح تعايش الطوائف الإسلامية فيما بينها. غير أن الحقيقة لها وجه آخر فالمحقق الصرخي الحسني يختلف في قرآءته لهذا التنظيم بل استطيع أن أقول أنه يعالج بقرآءته مقومات الانحراف في هذا الفكر الإرهابي , فهو يعتبره ناجم عن مزاوجة بين السياسة والتطرف الهمجي ,كفكر الخوارج واستغلالهم من قبل الدولة الأموية كمثال. يقول المحقق الصرخي الحسني"بحث السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد" ((السلطة الأموية استغلت الخوارج وظفت الخوارج لصالحهم كما الآن يوظف الخوارج يوظف الدواعش من هذه الدولة ومن تلك الدولة ,لا تستغرب، هو "الداعشي"عنده فكرة ,عنده معتقد ، عنده قضية يعتقد بها، غُرر به، الآن من أين يأتيه الدعم؟ ينفذ من الأميركان من الروس من إيران من الخليج من السعودية من تركيا من سوريا من هذا الحاكم من ذاك الحاكم من الصين من اليابان من الهندوس من السيخ من أي جهة تأتي . )) إذن لدينا مقدمة أولى وهي أن السياسة دخيلة في الإرهاب والتطرف وهي الداعم الأساسي له. المقدمة الثانية طبيعة الأيدلوجية والمنهجية التكفيرية حيث وصفها المرجع الصرخي الحسني بقوله ((وسيلة وغاية وهدف الخوارج؟ هي العشوائية, الهرج والمرج الحيص البيص الفتن هذا هو، لا يعيشون إلا ضمن هذه الخصوصية، ضمن هذه الأجواء)) ومن المؤكد أن مثل هذه الفكر أكثر من يلجأ إليه هم أولئك الذين عاشوا في بيئة خاصة وظروف معينة ساهمت في انحرافهم عن السلوك الإنساني الصحيح وغُرر بهم وفي العراق والشام ,هيأت سياسة الحكومات الحاضنة للتطرف . فهذا التنظيم الذي يبحث أفراده عن أجواء خاصة وجدها مهيأة له في العراق حيث صنعت الحكومة الطائفية الفاسدة ومرجعيات السب البيئة الحاضنة للإرهاب ومن المؤكد أن الدول التي لها غايات في العراق سعت لتنفيذ أجنداتها من خلاله . والآن تسعى الدول لعلاج مشكلة التطرف الديني من خلال محاولة احتواء التنظيم وليس إنهائه تماشياً مع المشاريع التقسيمية العالمية في المنطقة , بمعنى بقاء الفكر داخل كانتونات فيدرالية طائفية متصارعة من خلال قطع الوشائج الاجتماعية .
إن التداخل الاجتماعي من شأنه أن يسهم في ايجاد العلاقات العامة وبناء الرؤية الفكرية الصحيحة. وأن حكومة تقدم لشعبها انتهاك الكرامات والطائفية والفقر والفساد الاداري ومرجعية تؤمن لها كل ذلك, لا ريب أنها هي من دفعت بأبنائها إلى التطرف وحين يتركب الفرد اي جريمة عند ذلك سيبحث عن الفوضى ليعيش فيها بعيداً عن القانون . هكذا صنع السيستاني حكومة فسدة وقضاء فاسد ثم زج بالناس في بحور من دماء الطائفية فلا ريب أنه هو من صنع حاضنة الارهاب . ومن هنا فهي دعوة لكل الجامعات ومراكز البحوث لوضع دراسة وفق قراءة المحقق الصرخي الحسني لتجفيف ينابع التطرف ومعالجته جذرياً.
عبد الاله الراشدي
مواضيع ومقالات مشابهة