دور المرأة في نصرة الدين والحق
دور المرأة في نصرة الدين والحق
مها محمد البياتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت المجتمعات تتعامل مع المرأة بانحيازية وتطرف حيث تعدها كائناً خلق لأجل خدمة الآخرين وإشباع رغباتهم وشهواتهم وتعدا وعاءاً وواسطة لإنجاب الرجال ولادخل لها في هذا الإنجاب سوى أنها وعاء فقط فكانت المراة تُباع وتُشترى وتعمل الساعات الطوال والأدهى من ذلك كله أنها تُقتل وتُدفن حيةً حال ولادتها لأنها تسوّد وجه أبيها وتحط من قدره وقيمته كماكانوا ينظرون اليها بهذه النظرة السلبية قال الله تعالى في كتابه الكريم : (( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ **يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }النحل59*58 )) .
ولكن الكتب السماوية حاربت هذه الأفكار السوداء التي كانت تسود تلك المجتمعات وأعطت السماء للمرأة أدواراً كبيرة خلّدت مواقفها البطولية التي أذهلت الناس ووقفوا عاجزين عن وصف هذه المواقف التي لم يستطع الرجال أن يقفوا مثلها ... فهذه آسية بنت مزاحم ( زوجة فرعون ) تتحدى هذا الطاغوت المتجبّر بصبرها وإيمانها وتضحيتها وهذه بلقيس صاحبة العقل الراجح والرأي السديد الذي أوصل شعبها الى بر الأمان فحقنت الدماء ولم تأخذ بآراء وقرارات الرجال الذين جمعتهم طلباً للمشورة ...
وموقف مريم العذراء ( عليها السلام )التي جعلها الله تعالى موضعاً لمعجزته بعد أن كانت حياتها حافلة بالصبر والإيمان والنقاء والصفاء والعبادة والورع
وهناك الكثير من النساء اللواتي وقفن وقفات بطولية شجاعة في نصرة الحق ولم تأخذهن في الله لومة لائم ومن أهم تلك المواقف هي تلك السلسلة الذهبية الزكية الطيبة الطاهرة لأم المؤمنين خديجة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام ) البتول الطاهرة صاحبة المواقف الشجاعة مع أبيها في دعوته للناس ومع بعلها واالمطالبة بحقه وكثير من المواقف التي سجلها التأريخ ودونته الكتب ،هذه المواقف والبطولات للنساء المؤمنات لم ولن تتوقف بل هي مستمرة ، وهذه المرة تجسدت بالحوراء زينب بنت أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) حيث قاسمت أخيها الحسين (عليه السلام ) المواقف المشرّفة فكانت بحق بطلة كربلاء ...
ونحن الآن وفي زماننا هناك الكثير من النساء المؤمنات المجاهدات مثل الشهيدة بنت الهدى لم تقتصر أدوارهن على مراقبة أنفسهن ومراقبة الأطفال ،بل ان المرأة قامت بأدوار كثيرة في اصلاح المجتمع لأن التكليف الذي وجهه المولى (جل وعلا ) للانسان ليس منحصراً بالرجل فقط بل انه أحياناً على تدخل المرأة في ذلك لتحول التكليف اليها وهذا ماتبلور في قضية الزهراء (عليها السلام ) حينما تطلّب الموقف أن تتدخل فتدخلت ...
نستطيع أن نقول أن المرأة لم تأخذ دورها الحقيقي والى الآن حيث نجد أن المختصين وحتى في وقتنا الحاضر لم يوضحوا هذا الدور من أن المرأة لابد أن تعرف وتميز الحق كما يعرفه الرجل وأن عليها تكاليف وواجبات لاتتوقف على المنزل والاولاد بل عليها أن تؤدي دورها الفاعل في خدمة الدين كاقامة الدروس والمشاركة في مجالات النصرة والسعي لتحقيق التكاملات والاستعداد لنصرة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف ) من خلال معرفة دورها في قضية الامام (عليه السلام ) حتى تتشرف بطلعته البهية وتحقق مصاديق نصرة الزهراء وزينب (عليهما السلام )...وهذا ماأكده السيد الحسني (دامت بركاته ) حيث قال : (( ان وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجوب الانتصار للحق والجهاد في سبيله سبيل الله الواحد القهار ، ويشمل الرجال والنساء ، ويتأكد الوجوب ويتعين على النساء بعد أن تتخلى الرجال عن الحق ويتبعوا إبليس والهوى والنفس والدنيا فيكون كل منهم عبداً للدينار والدرهم وللرموز والمناصب والرجال ، فلا يبقى للحق ناصرالا المرأة المؤمنة الصابرة المحتسبة المجاهدة الساعية في تحقيق التكاملات الفكرية والروحية والأخلاقية والمنتصرة للامام (عليه السلام ) ولحركة التمهيد ولظهوره الشريف )).
مها محمد البياتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت المجتمعات تتعامل مع المرأة بانحيازية وتطرف حيث تعدها كائناً خلق لأجل خدمة الآخرين وإشباع رغباتهم وشهواتهم وتعدا وعاءاً وواسطة لإنجاب الرجال ولادخل لها في هذا الإنجاب سوى أنها وعاء فقط فكانت المراة تُباع وتُشترى وتعمل الساعات الطوال والأدهى من ذلك كله أنها تُقتل وتُدفن حيةً حال ولادتها لأنها تسوّد وجه أبيها وتحط من قدره وقيمته كماكانوا ينظرون اليها بهذه النظرة السلبية قال الله تعالى في كتابه الكريم : (( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ **يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }النحل59*58 )) .
ولكن الكتب السماوية حاربت هذه الأفكار السوداء التي كانت تسود تلك المجتمعات وأعطت السماء للمرأة أدواراً كبيرة خلّدت مواقفها البطولية التي أذهلت الناس ووقفوا عاجزين عن وصف هذه المواقف التي لم يستطع الرجال أن يقفوا مثلها ... فهذه آسية بنت مزاحم ( زوجة فرعون ) تتحدى هذا الطاغوت المتجبّر بصبرها وإيمانها وتضحيتها وهذه بلقيس صاحبة العقل الراجح والرأي السديد الذي أوصل شعبها الى بر الأمان فحقنت الدماء ولم تأخذ بآراء وقرارات الرجال الذين جمعتهم طلباً للمشورة ...
وموقف مريم العذراء ( عليها السلام )التي جعلها الله تعالى موضعاً لمعجزته بعد أن كانت حياتها حافلة بالصبر والإيمان والنقاء والصفاء والعبادة والورع
وهناك الكثير من النساء اللواتي وقفن وقفات بطولية شجاعة في نصرة الحق ولم تأخذهن في الله لومة لائم ومن أهم تلك المواقف هي تلك السلسلة الذهبية الزكية الطيبة الطاهرة لأم المؤمنين خديجة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام ) البتول الطاهرة صاحبة المواقف الشجاعة مع أبيها في دعوته للناس ومع بعلها واالمطالبة بحقه وكثير من المواقف التي سجلها التأريخ ودونته الكتب ،هذه المواقف والبطولات للنساء المؤمنات لم ولن تتوقف بل هي مستمرة ، وهذه المرة تجسدت بالحوراء زينب بنت أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) حيث قاسمت أخيها الحسين (عليه السلام ) المواقف المشرّفة فكانت بحق بطلة كربلاء ...
ونحن الآن وفي زماننا هناك الكثير من النساء المؤمنات المجاهدات مثل الشهيدة بنت الهدى لم تقتصر أدوارهن على مراقبة أنفسهن ومراقبة الأطفال ،بل ان المرأة قامت بأدوار كثيرة في اصلاح المجتمع لأن التكليف الذي وجهه المولى (جل وعلا ) للانسان ليس منحصراً بالرجل فقط بل انه أحياناً على تدخل المرأة في ذلك لتحول التكليف اليها وهذا ماتبلور في قضية الزهراء (عليها السلام ) حينما تطلّب الموقف أن تتدخل فتدخلت ...
نستطيع أن نقول أن المرأة لم تأخذ دورها الحقيقي والى الآن حيث نجد أن المختصين وحتى في وقتنا الحاضر لم يوضحوا هذا الدور من أن المرأة لابد أن تعرف وتميز الحق كما يعرفه الرجل وأن عليها تكاليف وواجبات لاتتوقف على المنزل والاولاد بل عليها أن تؤدي دورها الفاعل في خدمة الدين كاقامة الدروس والمشاركة في مجالات النصرة والسعي لتحقيق التكاملات والاستعداد لنصرة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف ) من خلال معرفة دورها في قضية الامام (عليه السلام ) حتى تتشرف بطلعته البهية وتحقق مصاديق نصرة الزهراء وزينب (عليهما السلام )...وهذا ماأكده السيد الحسني (دامت بركاته ) حيث قال : (( ان وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجوب الانتصار للحق والجهاد في سبيله سبيل الله الواحد القهار ، ويشمل الرجال والنساء ، ويتأكد الوجوب ويتعين على النساء بعد أن تتخلى الرجال عن الحق ويتبعوا إبليس والهوى والنفس والدنيا فيكون كل منهم عبداً للدينار والدرهم وللرموز والمناصب والرجال ، فلا يبقى للحق ناصرالا المرأة المؤمنة الصابرة المحتسبة المجاهدة الساعية في تحقيق التكاملات الفكرية والروحية والأخلاقية والمنتصرة للامام (عليه السلام ) ولحركة التمهيد ولظهوره الشريف )).
مواضيع ومقالات مشابهة