هل سَيُصْلِحُ السيستاني ما افسده المغالون ؟
هل سَيُصْلِحُ السيستاني ما افسده المغالون ؟
كثيرة هي الاحداث و القصص التي نقلها لنا القران الكريم لاستخلاص العضة و العبرة منها في رسم المناهج الصحيحة الكفيلة بادارة شؤون الانسان بما يتماشى مع متطلبات السماء فكانت تلك القصص أشبه بالمنهاج المثالي لكل مَنْ تصدى لقيادة المجتمع فلنا في قصة النبي شعيب مع قومه خير ما يجسد لنا تلك الحقيقة المعطاء و كيف سعى (عليه السلام) إلى إصلاح قومه وكما في قوله تعالى (( إن اريد إلا الاصلاح ما استطعت )) وهذا هو ديدن دعاة الاصلاح القويم وعلى مر السنين إلا في المجتمع العراقي لما يعانيه من مخاطر الفتن و مضلات الفتن التي تعصف به بين الحين و الآخر حتى فعلت فعلتها بسبب ثقافاتها المسمومة و افكارها الضالة بالرغم من تصدي السيستاني للزعامة الدينية و تدخلاته الكثيرة بالشأن السياسي العراقي و اصداره الفتاوى التي كانت بمثابة الارضية المناسبة لوصول حكومات شيطانية فاسدة تحت ذرائع واهية رغم علمه المسبق أن تلك الحكومات جاءت برفقة المحتل بمختلف مسمياته إلا أن ذلك لم يكترث له السيستاني و جذر له الجذور القوية عبر اصداره الفتاوى التي الزمت العراقيين بانتخاب تلك الطبقة السياسية الانتهازية و اتخاذ دستور برايمر بدلاً من دستور السماء و بذلك فقد فأغرق البلاد بسيل من الدماء مصحوبةً بسيادة الطائفية و الاقتتال الطائفي وبذلك فقد مهَّدَ لهيمنة مظاهر الفساد السياسي و شبح الطائفية على المشهد العراقي بالاضافة إلى انتشار دعاوى البدع و الضلالة و خاصة في المناسبات الدينية ولعل ابرزها الزيارات المليونية لمراقد الاولياء و الصالحين و استغلالها من قبل النفر الضال لخلق الخزعبلات و الافتراءات و الرويات الملفقة بحق اهل البيت و الصحابة الاجلاء و امهات المؤمنين و التي كان وما يزال ديننا الحنيف بريء منها فبفعل الاموال التي تضخ من قبل مرجعيات السب الفاحش و الاقلام المأجورة التابعة لها وعلى مرأى و مسمع السيستاني الذي لم يحرك ساكناً و يظهر الحقائق الجلية كما هي دون تزييف او تزويق متخذاً مِنَ العزلة و ترك العمل السياسي هو الحل الامثل في خضم تلك الاوضاع المأساوية التي يمرُّ بها العراق من فساد و افساد و مغالات و انحراف و فتن من كل حدب و صوب بسبب غياب الحلول الناجعة و الكفيلة بإنقاذ البلاد و قيادتها بالشكل الامثل إلى بر الصلاح و الاصلاح ونحن لا نرى للسيستاني أي دور فعال لانهاء كل تلك الازمات وهذا يُعَد بحد ذاته سابقة خطيرة ستؤول معها الاوضاع من سيء إلى أسوء فلو كان السيستاني من أهل الدربة و الدراية و يمتلك الادوات الاصلاحية فعلاً لما تردد في اصلاح ما آلت إليه احوال العباد لكن ( فاقد الشيء لا يعطيه ) وهذا ما يكشف لنا جلياً حقيقته و كيفية تم بناء مجد مؤسسته و تقوية دعائمها بعد عام 2003 و التي جاءت على لسان المرجع الصرخي و خلال محاضرته الخامسة بتاريخ 1/7/2016 كاشفاً عن تلك الحقيقة المرَّة قائلاً : ((وما أكثر الفِتن ومضلّات الفتن وما أكثر المغالين والمُشركين والزنادقة والمرتدين؟ وما أكثر الفساد والفاسدين وسفّاكي الدماء والقتَلة المأجورين فأين السيستاني منهم ؟ )) .
الآن و بعد سقوط حُجُب المكر و الخديعة لدى السيستاني فهل من العقل و المنطق السير خلف هكذا مؤسسة التي لا هَمَّ لها سوى جمع المال و الجاه و الشهرة و موالاة المحتلين و تغليب مصالحهم على مصالح العراق و شعبه الجريح فإلى متى يبقى البعير على التل يا شعب العراق ؟؟؟
بقلم // احمد الخالدي
مواضيع ومقالات مشابهة